إعلان أفقي

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

اللامذهبية كما عرفتها

Posted by mounir  |  at  يوليو 09, 2019


إن اللامذهبية لا تعني تمكين أي كان من الاغتراف من الكتاب والسنة كما يدعي بعض متعصبة المذاهب الذين روجوا لهذا المعنى المغلوط قصد تشويهها وتنفير الناس منها، بل هي على العكس من ذلك تماما، حيث تدعو إلى الانضباط بأصول المذاهب السنية المعروفة، والاغتراف منها جميعا، ووضعها في كفة واحدة ثم الترجيح بين أدلتها، لذلك نجد دعاة هذه الطريقة في التعامل مع الأدلة يشترطون في الممارس لها أن يكون طالب علم متفوق، كما يقررون عدم جواز إحداث قول جديد في مسألة فيها أقوال أئمة سابقين، ويحرمون النظر في الأدلة لمن لم يمتلك أهلية ذلك... وهذه كتبهم بين أيدينا مبثوثة منثورة حيث لا تجد لهم مبحثا فقهيا إلا واستدلوا به على صحة رأيهم بآراء العلماء والأئمة السابقين ... ومن ادعى عكس ذلك، فليأتنا بدليل قطعي، لأن البينة على المدعي ...
وحقيقة الدعوة إلى اللامذهبية تدور حول عدم وجوب التمذهب لا غير، ويرون جواز الانتساب للمذاهب السنية المعروفة ولا يجدون في ذلك أي حرج ( حتى بالنسبة للشيخ الألباني رحمه الله الذي نقل عنه خطأ محاربته للتمذهب، فقد كان يرى أنه على طالب العلم أن يبدأ تعلم الفقه على أحد المذاهب الأربعة أولا، أما ما كان يحاربه فهو التقليد المقيت ... )، بخلاف متعصبة المذاهب الذين يرون أن ذلك حتم واجب على كل مسلم، كما أنهم ـ دعاة اللاتمذهب ـ يؤكدون على ما قرره الأصوليون من ضرورة اجتهاد المستفتي في البحث عن من يفتيه، وفي هذا قطع للطريق على الفوضى المزعومة ...
وبعد أن تقرر مفهوم اللامذهبية، وتأكد أنها دعوة أثرية لا علاقة لها بالفوضى في الفتوى، فإننا لا يمكن أن نحملها خطأ البعض في التنزيل، وتجرؤ الأصاغر على الفتوى دون استجماع شروط ذلك، سواء كان الأمر استباطا أو ترجيحا بين المذاهب ...
طلب والتماس
ــــــــــــــــ
ألتمس من جميع المنكرين على اللامذهبية أن يأتوا بنص واحد لأحد علمائهم ـ المعتبرين ـ يدعو إلى الفوضى في الفهم، ويدعي أن النظر في الأدلة والاغتراف من النصوص متاح للجميع ...
النتيجة الصادمة
ــــــــــــــــــ
إن القوم يحاربون مذهبا موهوما سموه باللامذهبية، جعلوه أكبر خطر على الأمة الإسلامية، وطريقا للتشدد والغلو في الدين، ونسجوا حوله مجموعة من الخرافات التي لا وجود لها إلا في عقولهم، وإن وجدت في الواقع فهي حالات شاذة لأشخاص لا علاقة لهم بالعلم لا من قريب ولا من بعيد ...
الشيخ العلامة القرضاوي واللامذهبية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ في تدوينة له على الفيسبوك وتويتر بتاريخ 29 ماي 2016: ( الله تعالى لم يكلفنا باتباع إمام أو مذهب، إنما كلفنا اتباع كتابه وسنة نبيه؛ فعلينا أن نستفيد من جميع المذاهب، مرجحين منها ما كان أنهض حجة، وأقوى دليلا ) .

شارك المقال:
الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى