إعلان أفقي

الثلاثاء، 9 يوليو 2019

الدروس المؤصلة لمن خالف العلماء وفقد البوصلة: خلال محمد أمين

Posted by mounir  |  at  يوليو 09, 2019



الدروس المؤصلة لمن خالف العلماء وفقد البوصلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدرس الأول: الفرق بين السنة عند المحدثين والفقهاء والأصوليين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ردا على المدعو: محمد أمين خلال
في مقالته: " دعاة السنة أم دعاة الفوضى " / الجزء الثاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمان الرحيم ...
نتيجة البحث لمن لم يسعفه الوقت لقراءة المقالة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر " خلال محمد أمين " أن هناك فرقا بين السنة والحديث، واعتبر أن السنة لا مجال للشك في ثبوتها بخلاف الحديث الذي فيه الصحيح والضعيف ...، وقد تبين بالدراسة والمباحثة أن السنة مرادفة للحديث عند المحدثين، وأن فيها الصحيح والحسن والضعيف أيضا ... 
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبعد:
هذا هو الرد الثاني على الشاب التائه، والطفل الضائع، والصبي الجاهل ( محمد أمين خلال )، سأضمّنه دروسا علمية في السنة ثم تعقها أخرى في التاريخ وعلم الرجال، تزيل عنه الجهل الذي خالط لحمه ودمه حتى صار هو الجهل نفسه، وترفعُ عنه العيّ الذي سكن عقله فلم يجد لرده سبيلا، وتجعله من أهل الرشد إن استمسك بها وعض عليها بالنواجذ، وحفظها ووعاها بقلبه وفؤاده وسائر الجوارح ...
وقد سبق أن بينت في الرد السابق تهافت الدعاوى التي يطلقها البعض على اللامذهبية قصد تشويهها وصرف الناس عنها، وأظهرت حجم المغالطات التي تمارس لهذا الغرض، الشيء الذين يجعلنا نقول ونكرر ونؤكد أنهم يتحدثون عن لامذهبية لا نعرفها، وقد تكون منعدمة في الواقع إلا ما شذ من بعض الجهال الذين لا يخرم خلافهم الإجماع المنعقد على عدم جواز الاغتراف من الوحيين دون شروط مسبقة ...
إشكالية المقال:
ــــــــــــــــــــ
ـ السنة بين الأصوليين والفقهاء والمحدثين من جهة، وبين محمد أمين خلال  من جهة أخرى!!
ـ اتهام هذا الطفل للشيخ المغراوي بأنه لا يفرق بين السنة والحديث، وسنعرف من خلال هذا الرد الوجيز من منهما الجاهل الذي لا يفرق بينهما !!
فضيحة هذا المقال:
ـــــــــــــــــــــــــــ
قال هذا الشاب وليته ما قال، وكتب الصبي وسيندم لأنه عن جهل كتب: ( أن الشيخ لا يفرق بين السنة والحديث، فالسنة شيء، والحديث شيء آخر )
وشرع يشرح الفرق بينهما بشكل يثير الدهشة والسخرية في الآن نفسه فقال: (فأما السنة فهي شِرعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقته، لا مجال للشك في ثبوتها عنه عليه السلام، بخلاف الحديث الذي هو إما قول أو فعل أو إقرار أو صفة، قد يثبت وقد لا ) ...
ثم أخذ يشنع على الشيخ المغراوي ويستهزئ به قائلا: (فَفَرِّق يا شيخنا جزاك الله خيرا بين السنة والحديث ) إلى هنا انتهت هلوسة الشاب الأبله الذي يبدو أنه لم يدرس يوما كتابا في الموضوع ...
والسؤال الملح هنا: من منهما يحتاج إلى ضبط مصطلح السنة كما سطره العلماء يا ترى ؟ هذا ما سنعرفه من خلال هاته الدروس العلمية المقدمة مجانا لهذا الجاهل ومن أعجب بكلامه ووافقه عليه تقليدا ...
درس اليوم: مفهوم السنة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن هذا الشاب اللين العظم لا يفرق بين مفهوم السنة عند المحدثين والفقهاء والأصوليين، لذلك وقع منه هذا الخطأ الفاحش والتأصيل اللاعلمي حول مفهوم السنة ، فأتى بتك العجائب المضحكة المبكية في الآن نفسه، ولو سكت هذا الذي لا يعلم لكفى الناس شر الجدال ...
فما مفهوم السنة عند المحدثين والفقهاء والأصوليين ؟
أ ـ السنة عند المحدثين:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعلم يا ولدي أن السنة عند المحدثين هي: ( أقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته، وصفاته الخلقية والخلقية، وسيره ومغازيه، وبعض أخباره قبل البعثة، مثل تحنثه في غار حراء، وحسن سيرته، وأنه كان أميا، وما إلى ذلك من صفات الخير وحسن الخلق)[1].
وبالتالي فهي مرادفة للحديث المسند المرفوع للنبي صلى الله عليه وسلم ،،، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه)[2] حيث أطلق على ما جاء على لسانه صلى الله عليه وسلم سنة ... وبناء على هذا المعنى سمى الكثير من المحدثين كتبهم بالسنن إشارة إلى هذا االترادف في المعنى: كسنن النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم ... فمعنى السنن هنا أي الأحاديث ... وعن هذا المعنى يقول السيوطي في التدريب: (فحقيقة الرواية: نقل السنة ونحوها وإسناد ذلك إلى من عزي إليه بتحديث أو إخبار أو غير ذلك )[3]
وهناك من المحدثين من أضاف إلى التعريف السابق للسنة أقوال الصحابة والتابعين، لذلك نجد أن البيهقي سمى كتابه بالسنن الكبرى وقد ضمنه فتاوى وآراء وأفعال الصحابة والتابعين.
استنتاج:
ــــــــــــ
ومن هنا يتبين لنا جهل هذا الشاب المطبق بعلم الحديث رواية ودراية، وعدم تفريقه بين السنة عند المحدثين وغيرهم، لذلك حصر المفهوم في معنى معين، وجعل هذا المفهوم مخالفا لمعنى الحديث، والحال: أن المحدثين لا يفرقون بين السنة والحديث عند الإطلاق ... بخلاف ما ذهب إليه هذا النكرة حين قال: (فالسنة شيء، والحديث شيء آخر ) ...
كما يتبين خطؤه حينما قال ما مفاده أنه لا مجال للشك في ثبوت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحال أن السنن منها المتواتر واللآحاد، ومنها الصحيح والحسن والضعيف ... !!
فليخبرني أحدكم رجاء: أين تعلم هذا الولد ؟؟!!
ب ـ السنة عند الأصوليين:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( تطلق على ما كان من العبادات نافلة منقولة عن النبي عليه السلام وقد تطلق على ما صدر عن الرسول من الأدلة الشرعية مما ليس بمَتْلو، ولا هو معجز ولا داخل في المعجز، ... ، ويدخل في ذلك أقوال النبي عليه السلام، وأفعاله وتقاريره )[4]، فيكون المقصود بها عندهم هي ما يستدل به منها على الأحكام، فكأنهم قيدوا المعنى العام الذي وضعه المحدثون ... فهي هنا تُعرّف باعتبارها مصدرا من مصادر التشريع ... فيخرج  بذلك خصائصه وصفاته الخِلقية باعتبارها ليست تشريعا.
ج ـ السنة عند الفقهاء:
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ما طلب من المكلف فعله طلبا غير جازم  ...فهي بمعنى المندوب والمستحب، كصلاة ركعتي الضحى، وصيام الاثنين والخميس ...
د ـ السنة عند الوعاظ والمهتمين بالفرق والعقائد:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهناك إطلاق آخر للسنة حيث يرد في مقابل البدعة ، ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: ( الاقتصاد في السنة خيرٌ من الاجتهاد في البدعة )، وهو موافق لقول ابن مهدي الذي ذكره "خلال" في تدوينته ( ولم يفهمه كعادته ) حين قال: ( الأوزاعي إمام في السنة وليس إماما في الحديث، والثوري إمام في الحديث وليس إماما في السنة، ومالك إمام فيهما معا )
قال الزرقاني شارحا هذا الكلام في " شرحه للموطأ " 1 / 54: ( سئل ابن الصلاح عن معنى هذا الكلام فقال: السنة هاهنا ضد البدعة، فقد يكون الإنسان عالما بالحديث ولا يكون عالما بالسنة )
هـ : بين السنة والحديث:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبهذا يتبين أن مصطلحي السنة والحديث مترادفان لدى غالب المحدثين والأصوليين، باعتبار أن كل منهما إضافة قول أو فعل[5] ...
وأما وجه الاختلاف بينهم في مفهوم السنة، فراجع إلى أن ( علماء أصول الفقه عنوا بالبحث عن الأدلة الشرعية وعلماء الحديث عنوا بنقل ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلماء الفقه عنوا بالبحث عن الأحكام الشرعية من: فرض وواجب ومندوب وحرام ومكروه. والمتصدرون للوعظ والإرشاد، عنوا بكل ما أمر به الشرع أو نهى عنه. لذلك اختلف المراد من لفظ السنة عندهم، بل وقد يقع الاختلاف أيضا بين علماء الطائفة الواحدة منهم ) [6] .
و ـ النتيجة الصادمة:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إن التعريف الذي ذكره الغلام للسنة وجعله نقيضا للحديث يدل على أنه لا يعرف أوجه الاتفاق والاختلاف بينهما بحسب الجهة التي تشتغل عليهما، وبالتالي فلا تستغربوا نعتي له بالجهل والصبيانية فما جاوزت حد العدل والإنصاف أبدا ...
ثم اللوم كل اللوم على بعض المنتسبين للطلب ممن اهتبلوا برده الذي ملأه بالمغالطات العلمية، الشيء الذي يدفعنا للتساؤل: هل حقا وقع ذلك منهم جهلا وسهوا وغفلة ؟؟!!
ـ إشكالات البحث في الردود القادمة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ ما حقيقة دعوى هذا الصبي أن الإمام الذهبي ليس بمحقق في رجال الأندلس ؟!!!!!!!
ب ـ ما مصداقيته حينما ادعى أن بقي ابن مخلد رحمه الله قليل البضاعة في الصنعة الفهية ؟؟!!!!!
ج ـ هل استطاع المدعو ( خلال ) أن يأتي بدليل مقنع على أن اللامذهبية بدعة نكراء ...
د ـ ماذا عن النماذج التي ضربها على صحة التمذهب من خلال شخصيات تاريخية مرموقة عرفت بمذهبيتها ؟ وهل كان الصبي موفقا في اختياراته تلك ؟ أم أنه كان يجمع كجمع حاطب بليل ؟؟!!
هـ ـ هل يفرق الولد بين المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين من العلماء !!
هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها في التدوينات القادمة فانتظروا إنا معكم منتظرون ...
يتبع ...




[1]  ـ المستشرقون والسنة ص: 26
[2]  ـ رواه الإمام مالك في الموطأ 5 / 1323
[3]  ـ تدريب الراوي 1 / 26
[4]  ـ الإحكام في أصول الحكام للآمدي 1 / 169
[5]  ـ المستشرقون والسنة: 28 بتصرف يسير
[6]  ـ الحديث والمحدثون ص: 1

شارك المقال:
الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى