إعلان أفقي

الأربعاء، 3 يوليو 2019

دعاة اتباع لا دعاة فوضى: هذه هي اللامذهبية كما عرفتها

Posted by mounir  |  at  يوليو 03, 2019


دعاة اتباع لا دعاة فوضى: هذه هي اللامذهبية كما عرفتها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ردا على المدعو: محمد أمين خلال
في مقالته: " دعاة السنة أم دعاة الفوضى "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس دفاعا على اللامذهبية، ولكن إنكارا للفوضى العلمية والأخلاقية والأدبية أكتب هذا المقال ردا على أحد الأغرار الأغمار الذين ألفوا تسلق الجبال على ظهور المشاهير من الرجال، قصد تحقيق شيء من الشهرة الزائفة، مستغلين كل موجة عاتية، ليركبوا عليها قصد تحقيق مآربهم الشخصية، وقضاء أغراضهم الغير مرضية، ولو بمجانبة العدل والإنصاف، ومعاندة الوقائع القطعية، والمحسوسات البديهية، وتزوير الحقائق الضرورية.
لكن مهلا أيها الفضلاء قبل أن تأتي قلوبكم مما كتبت في هذه المقدمة نافرة، ولأسلوبي في هذا التمهيد للموضوع منكرة، لا بد أن تعلموا أن وجه الإنكار ومحل النزاع بيننا بداية ونهاية هو طريقته في الرد وليس حق الرد في ذاته، حيث احتوت هاته الطريقة على فظاظة غير مسبوقة في الكلام، وفجور ظاهر في الخصومة، وتمرير فاضح لمجموعة من المغالطات المعرفية والمنطقية، حتى اهتبل به كل شخص كاره لدعوة الشيخ، ووجدها فرصة للنيل منه ومن عرضه ودعوته ...
1 ـ تحرير محل النزاع:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ تجرأ هذا الصبي على شيخ في عمر أجداده دون احترام لشيبته وسبقه في العلم والدعوة
ب ـ تشويهه للامذهبية عن جهل أو قصد أو تقليد
ج ـ خلط هذا الشاب بين السنة عند الأصوليين والمحدثين والفقهاء وعدم التفريق بينها
د ـ ادعاؤه أن اللامذهبية بدعة حادثة وقعت في عصور الانحطاط
هـ ـ جرده لأسماء بعض المجتهدين ممن كانوا يفتون بالأثر دون الاعتماد على المذهب حيث جعلهم ـ لفرط جهله ـ من المتمذهبين!!
2 ـ المعجم والعبارات المستعملة في مقالته:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استعمل هذا الصبي معجما سوقيا يدل على الأثر السلبي للمحيط الذي يعيش فيه، حيث إن خمس تلك المقالة كانت عبارة عن شخصنة، أو سب وانتقاص من شيخ في عمر أجداده ...
ولكي لا يظن أحدكم أنني قد بالغت في هذه النسبة، هذا جرد للمعجب والعبارات التي استعملها في مقالته المذكورة:
ـ العدد الإجمالي للكلمات في مقالته المعنونة " دعاة السنة أم دعاة الفوضى " دون احتساب كلمات العنوان: 1185 تقريبا.
ـ معجم الشخصنة، والسب، والانتقاص، والقدح في علم الشيخ: 238 كلمة تقريبا
ـ الباقي ـ مع ما فيه من سفسطة خارج محل النزاع ـ: 947 كلمة تقريبا
ـ النسبة المئوية: المعجم السوقي: 20,08 %، والباقي: 79,91 %.
النتيجة: صاحب هذه المقالة سيئ الأدب لا يستحق الرد بلين ولطف وتؤدة، بل لا ينفع مع مثله إلا درة معنوية توقظه من سباته وتنجيه من غفلته، وتضعه في حجمه اللائق به، وترجعه إلى جحره خائبا خاسئا خاسرا ذليلا ...
فإن قال قائل: فأنت تستعمل معجما مثل معجمه، وطريقة مثل طريقته، قلت: قد تضمن هذا الاعتراض بين طياته الرد على نفسه، فأنا ما رددت عليه إلا سلعته التي يروج لها، وطريقته التي يفرح بها ... والبادئ أظلم.
3 ـ جرد للقاموس والعبارات المستعملة في مقالته:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيما يلي بعض النماذج للعبارات التي استعملها هذا النكرة في مقالته التي ملأها حقدا وكذبا وجهلا:
ـ وقع الشيخ في مغالطات ذابِحةٍ
ـ ... مما يقبح نظيره بطالبِ علم مبتدئٍ فضلاً عن رجل وُضعت أمامه لافتةٌ كتب عليها: الشيخ العلامة الدكتور.
ـ دليلٌ على أنه لا يفهم ما هو المذهب
ـ الذي لو ساوَيتَه بكل دعاة اللامذهبية اليوم ما كانوا تراباً في أنف فَرسه
ـ ليس الشيخ المغراوي -غفر الله لنا وله- في شسع نِعالهم
ـ ولا أتى بمثل ما أتى به الشيخ من القول المحدَثِ العُجاب.
ـ دليل على أنه يتحدَّث في غير ما يفهم، ومن تكلم في غير فنِّه جاء بالعجائب
ـ لو ضربت عمر الشيخ المغراوي في 20 مرة بغية الإحاطة بفروع المدرسة المالكية المغربية فقط، ما وسعك ذلك العمر
ـ وهو الذي يفتح الأبواب على الفهم المقلوب للدين، وبالتالي على داعش ومثيلاتها.
ـ يؤكِّد عندي أن الشيخ بينه وبين فهم المذاهب كما بين الأرض وعطارد،
ـ أن الشيخ لا يفرق بين السنة والحديث
ـ فَفـَرِّق يا شيخنا جزاك الله خيرا بين السنة والحديث، حتى لا يتوهم الشباب الذين تبرعوا لك بعقولهم أن الناس يخالفون السنة، وأنت تقصد الحديث، وقد خالف الأحاديثَ من هم أفضل مني ومنك.
ـ إن المذهب يا شيخنا ليس كتاباً تقرؤه على المقابر، ولا قولاً لفلان أو فلان يتعارض في عقلك مع حديث آحاد
قلتُ: فبعد هذا كله، لا ألفين أحدكم ينكر علي حدتي معه في الكلام ... فهذا ما يستحقه هذا الصبي الغلام !!
4 ـ مفهوم اللامذهبية:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إن اللامذهبية لا تعني تمكين أي كان من الاغتراف من الكتاب والسنة كما يدعي بعض متعصبة المذاهب الذين روجوا لهذا المعنى المغلوط قصد تشويهها وتنفير الناس منها، بل هي على العكس من ذلك تماما، حيث تدعو إلى الانضباط بأصول المذاهب السنية المعروفة، والاغتراف منها جميعا، ووضعها في كفة واحدة ثم الترجيح بين أدلتها، لذلك نجد دعاة هذه الطريقة في التعامل مع الأدلة يشترطون في الممارس لها أن يكون طالب علم متفوق، كما يقررون عدم جواز إحداث قول جديد في مسألة فيها أقوال أئمة سابقين، ويحرمون النظر في الأدلة لمن لم يمتلك أهلية ذلك... وهذه كتبهم بين أيدينا مبثوثة منثورة حيث لا تجد لهم مبحثا فقهيا إلا واستدلوا به على صحة رأيهم بآراء العلماء والأئمة السابقين ... ومن ادعى عكس ذلك، فليأتنا بدليل قطعي، لأن البينة على المدعي ...
وحقيقة الدعوة إلى اللامذهبية تدور حول عدم وجوب التمذهب لا غير، ويرون جواز الانتساب للمذاهب السنية المعروفة ولا يجدون في ذلك أي حرج ( حتى بالنسبة للشيخ الألباني رحمه الله الذي نقل عنه خطأ محاربته للتمذهب، فقد كان يرى أنه على طالب العلم أن يبدأ تعلم الفقه على أحد المذاهب الأربعة أولا، أما ما كان يحاربه فهو التقليد المقيت ... )، بخلاف متعصبة المذاهب الذين يرون أن ذلك حتم واجب على كل مسلم، كما أنهم ـ دعاة اللاتمذهب ـ يؤكدون على ما قرره الأصوليون من ضرورة اجتهاد المستفتي في البحث عن من يفتيه، وفي هذا قطع للطريق على الفوضى المزعومة ...
وبعد أن تقرر مفهوم اللامذهبية، وتأكد أنها دعوة أثرية لا علاقة لها بالفوضى في الفتوى، فإننا لا يمكن أن نحملها خطأ البعض في التنزيل، وتجرؤ الأصاغر على الفتوى دون استجماع شروط ذلك، سواء كان الأمر استباطا أو ترجيحا بين المذاهب ...
5 ـ توظيفه لمغالطة رجل القش:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كعادة ضعفاء الحجة يلجؤون إلى بعض المغالطات المنطقية للتأثير على عقلية القارئ وتأطير فهمه على الشكل الذي يريده صاحب المغالطة، ومن هنا نستنج أن هذا الولد قد جعل من اللامذهبية صورة مشوهة هي خلاف الصورة الحقيقية التي نعرفها، فيكون كمن أراد أن يصارع شخصا قويا يستحيل عليه هزيمته، فصنع دمية شبيهة له من قش كي يوهم نفسه وأتباعه أنه يقاتل ذلك الشخص القوي ويهزمه ! فيصدق المسكين وأتباعه المغفلون تلك الخدعة ...
6 ـ التحدي الأول
ــــــــــــــــــــــــ
نتحدى جميع المنكرين على اللامذهبية أن يأتوا بنص واحد لأحد علمائهم ـ المعتبرين ـ يدعو إلى الفوضى في الفهم، ويدعي أن النظر في الأدلة والاغتراف من النصوص متاح للجميع ...
7 ـ النتيجة الصادمة
ـــــــــــــــــــــــــــــ
إن القوم يحاربون مذهبا موهوما سموه باللامذهبية، جعلوه أكبر خطر على الأمة الإسلامية، وطريقا للتشدد والغلو في الدين، ونسجوا حوله مجموعة من الخرافات التي لا وجود لها إلا في عقولهم، وإن وجدت في الواقع فهي حالات شاذة لأشخاص لا علاقة لهم بالعلم لا من قريب ولا من بعيد ...
8 ـ إشكالات البحث في الرد القادم:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ هل استطاع المدعو ( خلال ) أن يأتي بدليل مقنع على أن اللامذهبية بدعة نكراء ...
ب ـ ماذا عن النماذج التي ضربها على صحة التمذهب من خلال شخصيات تاريخية مرموقة عرفت بمذهبيتها ؟ وهل كان الصبي موفقا في اختياراته تلك ؟ أم أنه كان يجمع كجمع حاطب بليل ؟؟!!
ج ـ هل يضبط صاحبنا المغرر به مفهوم السنة ؟ وهل يعي أن هناك فرقا بين هذا المفهوم عند المحدثين والفقهاء والأصوليين ؟
د ـ ما مدى فهم هذا الولد لما ينقله عن السلف من نصوص يستدل بها على رأيه الرديء ؟

هذه الأسئلة وغيرها سنجيب عنها في التدوينة القادمة فانتظروا إنا معكم منتظرون ...
يتبع ...

شارك المقال:
الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى