إعلان أفقي

الأحد، 8 نوفمبر 2020

تحليل الشطر الأول من سورة يوسف عليه السلام ( من بداية السورة إلى الآية 20 )

Posted by mounir  |  at  نوفمبر 08, 2020

 

القرآن الكريم ׃ سورة يوسف عليه السلام ( من بداية السورة إلى الآية 20 )

1 ـ توثيق السورة׃

مكية، وعدد آياتها 111 آية، ترتيبها 12 في القرآن الكريم، وتقع بين سورتي׃هود والرعد، وقد نزلت بعد سورة هود وقبل الحجر،  وهي السورة الثالثة والخمسون في ترتيب نزول السور على قول الجمهور، وموضوعها׃ قصة نبي الله يوسف صلى الله عليه وسلم، وما كان من أمره مع إخوته والعزيز وامرأته، وغيرها من الوقائع التي سنتعرف عليها من خلال دراستنا لهذه السورة.

2 ـ سبب نزولها׃

1 ـ روي أنها نزلت بسبب أسئلة طرحها اليهود على الرسول صلى الله عليه وسلم حول قصة يوسف عليه السلام، فأنزل الله السورة موافقة لما جاء في التوراة.

2 ـ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:  «أُنْزِلَ الْقُرْآنُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَتَلَا عَلَيْهِمْ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينَ} [يوسف: 1] إِلَى قَوْلِهِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} [يوسف: 3] فَتَلَاهَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَانًا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ حَدَّثْتَنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا} [الزمر: 23] الْآيَةَ، كُلُّ ذَلِكَ يُؤْمَرُونَ بِالْقُرْآنِ» قَالَ خَلَّادٌ: وَزَادَ فِيهِ حِينَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكِّرْنَا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} [الحديد: 16] ».

رواه البزار في مسنده ( 1153 ) ، والحاكم في المستدرك ( 3329 ) ، وابن حبان في صحيحه ( 6209 )  واللفظ له، وصححه الألباني والأرناؤوط.

3 ـ سبب تسميتها:

سميت بذلك لاشتمالها على قصة يوسف عليه السلام كاملة.

4 ـ الغاية من نزولها:

نزلت سورة يوسف في فترة عصيبة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم سميت بعام الحزن، إذ ماتت زوجته خديجة وعمه أبو طالب، فخفف الله تعالى من حزنه وحثه على الصبر اقتداء بصبر يعقوب ويوسف عليهما السلام.

5 ـ قاموس المفاهيم والمصطلحات׃

ـ ألر: من فواتح السور، والحروف المقطعة التي لا يعلم معناها إلا الله تعالى.

ـ المبين׃ البين الواضحة ألفاظه ومعانيه

ـ قرآنا عربيا׃ أي بلغة العرب، فهو إذن فصيح بليغ، وأصل تسميته بالقرآن راجع إلى معنيين في اللغة׃ المعنى الأول مأخوذ من׃ قرأ بمعنى تلا، وأما المعنى الثاني فهو مأخوذ من قرى أي جمع.

والحكمة من نزوله عربيا هو الإعجاز والدلالة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ـ نقص عليك׃ نحدثك ونبين لك.

ـ أوحينا׃ من الوحي وهو كلام إلهي منزل على نبي بواسطة الملك، أو بإلقاء معنى في الروع.

ـ يكيدوا׃ يمكروا، ويحتالوا في هلاكك حسدا.

ـ يجتبيك׃ يختارك ويصطفيك.

ـ تأويل الأحاديث׃ تعبير الرؤيا.

ـ عصبة׃ جماعة كفاة.

ـ إطرحوه أرضا׃ ألقوه في أرض بعيدة.

ـ يخل لكم׃ يخلص لكم حبه وإقباله عليكم.

ـ غيابات الجب: ما أظلم من قعر البئر.

ـ السَّيَّارة: المسافرون.

ـ يرتع: يتوسع في الملاذِّ.

ـ أجمعوا: عزموا وصمموا.

ـ نستبق: نتسابق في الرمي بالسهام.

ـ بدم كذب: دم بحالة تدل على كذبهم، لأن القميص سليم غير ممزق.

ـ سوَّلت: زينت و سهلت.

ـ واردهم: من يتقدم الرفقة ليسقي لهم.

ـ وأسرُّوه بضاعة: أخفوه عن بقية الرفقة.

ـ شروه: باعوه.

ـ بخس: منقوص نقصانا ظاهرا.

6 ـ الفهم:

ـ ما هي الشخصيات الرئيسة في هذا المقطع ؟

ـ أين تجري أحداث القصة ؟

ـ كيف وصف الله تعالى كتابه الكريم في هذا المقطع ؟

ـ ما الحكمة من إنزال القرآن بلغة العرب ؟

ـ لماذا حذر نبي الله يعقوب ابنه يوسف من إخبار باقي الإخوة بما رآه في المنام ؟

ـ لماذا أراد الإخوة التخلص من يوسف عليه السلام ؟

ـ ما هي الوسيلة التي اتفق عليها الإخوة ليتخلصوا بها من يوسف ؟

ـ أين تتجلى حكمة أحد الإخوة في صد الباقين عن قتل يوسف عليه السلام ؟

ـ ماذا طلب الإخوة من أبيهم يعقوب عليه السلام؟

ـ كيف كانت ردة فعله ؟، وهل وافق على طلبهم أم لا؟

ـ كيف ثبت الله عز وجل قلب يوسف عليه السلام بعد أن وضعه إخوته في البئر ؟

ـ بماذا اعتذر الإخوة عن مقتل يوسف عليه السلام ؟

ـ كيف كانت ردة فعل أبيهم ؟

ـ ماذا حصل ليوسف عليه السلام بعد أن ألقاه إخوته في البئر ؟ وأين استقر به الأمر في نهاية المطاف ؟

ـ بما أن يعقوب عليه السلام نبي يوحى إليه، ويوسف عليه السلام أيضا نبي يوحى إليه، فلم لم يخبرهما الله تعالى بتفاصيل قصتهما في مستقبل الأيام ؟

7 ـ أصف:

صف حالة يوسف عليه السلام وهو طفل صغير أثناء وضعه في الجب من طرف إخوته ؟ ثم صف حالة أبيه بعد سماعه خبر  وفاته عليه السلام ؟

8 ـ أحلل وأستنبط:

استعمل يعقوب عليه السلام أسلوب التصغير أثناء حديثه مع ابنه يوسف، استخرجه وبين فائدته .

9 ـ أقارن:

أ ـ عرفنا بأن سورة يوسف مكية، فما الحكمة من حكاية قصة يوسف عليه السلام في تلك الفترة ؟ وما أوجه التشابه بين حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال يوسف صلى الله عليه وسلم ؟

ب ـ قارن بين ردة فعل نبي الله يعقوب عليه السلام حين سمع خبر وفاة ابنه يوسف، وبين ما يفعله الناس في أيامنا هذه من النياحة وشق الجيوب ولطم الخدود.

10 ـ أبين:

بين قدر الحزن المشروع والمباح أثناء فقدان الأقارب والأحباب، مسترشدا بموقف يعقوب عليه السلام، ومستشهدا بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.

11 ـ موضوع هذا المقطع من سورة يوسف صلى الله عليه وسلم:

تضمن هذا المقطع من سورة يوسف :

ـ رؤيا نبي الله يوسف عليه السلام لأحد عشر كوكبا والشمس والقمر وهم له ساجدون.

ـ تحذير نبي الله يعقوب لابنه يوسف من أن يخبر إخوته بهذه الرؤيا خوفا من أن يلحقوا الضرر به.

ـ تعبير نبي الله يعقوب لهذه الرؤيا، حيث أدرك أنه سينال منزلة عالية، ورفعة عظيمة في الدنيا والآخرة.

ـ اجتماع إخوة يوسف واتفاقهم على التخلص منه عليه السلام.

ـ اتفاق إخوة يوسف صلى الله عليه وسلم على الطريقة التي سيتخلصون بها منه عليه السلام.

ـ مراودة الإخوة لأبيهم يعقوب عليه السلام قصد إقناعه باصطحاب يوسف عليه السلام معهم.

ـ تخوف يعقوب عليه السلام من الأمر.

ـ إلقاء الإخوة يوسف عليه السلام في قاع الجب.

ـ تثبيت الله تعالى لقلب يوسف عليه السلام في هذه المحنة العظيمة.

ـ ادعاء الإخوة أن يوسف عليه السلام قد أكله الذئب.

ـ تفويض نبي الله يعقوب أمره إلى الله عز وجل بعد تشكيكه في خبر وفاة ابنه يوسف.

ـ عثور بعض المسافرين على يوسف عليه السلام في قاع البئر.

ـ ادعاء الإخوة أن يوسف عليه السلام عبد قد هرب منهم، وباعوه لهؤلاء المسافرين بثمن ناقص.

12 ـ الأحكام والفوائد المستفادة من هذا المقطع من سورة يوسف عليه السلام.

ـ القصص الواردة في القرآن دليل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وإعجاز القرآن، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف من هذه القصص شيئا قبل نزول الوحي.

ـ حاجة الطفل الصغير إلى الرعاية والعطف والحنان أكثر من غيره.

ـ بيان صحة الرؤيا من غير الأنبياء لأن يوسف عليه السلام لم يكن نبيا في ذلك الوقت.

ـ جواز ترك إظهار النعمة وكتمانها عند من يخشى حسده وكيده { لا تقصص رؤياك }.

ـ الحسد سبب رئيس في كثير من الصراعات البشرية.

ـ بيان حكمة الأخ الذي اقترح إلقاء يوسف عليه السلام في البئر قصد صرفهم عن قتله، حيث استدرجهم حتى يستل ثورة الغضب منهم.

ـ قيمتك عند الله ليست رهينة بقيمتك عند الناس في الدنيا ( وشروه بثمن بخس )

ـ كمال رحمة الله تعالى بعباده حيث يقيض لهم من يفرج عنهم الكربات والشدائد كما حصل من أمر إخراج يوسف عليه السلام من الجب.

ـ جواز الحزن وأنه لا إثم فيه وفي الحديث "وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون".

ـ فضيلة الصبر الجميل وهو الخالي من الجزع والشكوى معاً.

13 ـ القيم المستفادة من هذا المقطع:

ـ ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن ): الاستبصار بالوحي كمصدر يقيني للمعرفة

ـ { يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك }: الرحمة/ النصح.  

ـ ( وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ): حق الله تعالى في اختيار من يشاء من عباده

ـ { لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين }: التدبر، والتعقل، وأخذ العبرة.

 ـ { إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة }: التشاور/ الحوار

ـ ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ):الصبر الجميل / الاستعانة والاعتصام والاستعاذة بالله. ( أعمال القلوب )

ـ ( قالوا يا أبانا مالك لا تامنا على يوسف ) التفاوض ( سلوكية ) / الأمانة ( سلوكية )

جدول القيم:

قيم عقدية

قيم منهجية

قيم لأعمال القلوب

قيم سلوكية

ـ حق الله تعالى في اختيار من يشاء من عباده

 

ـ التدبر، والتعقل، وأخذ العبرة.

ـ الاستبصار بالوحي كمصدر يقيني للمعرفة

ـ الصبر الجميل

ـ الاستعانة والاستعاذة والاعتصام بالله

ـ الرحمة

ـ التفاوض

ـ الأمانة

ـ النصح

ـ التشاور / الحوار

 

14 ـ تقويم:

ـ كم كان عدد أبناء يعقوب عليه السلام ؟

ـ لماذا قرر إخوة يوسف عليه السلام التخلص منه ؟

ـ من يستشهد من السنة على أن الحسد مبغوض شرعا ؟ 

ـ ما هي نتيجة الحسد والحقد الدفين بين الأصدقاء والأحباب ؟

ـ حدد من الآيات الكريمة ما يفيد المعاني التالية:

أ ـ تثبيت الله فؤاد نبيه يوسف عليه السلام.

ب ـ تكذيب نبي الله يعقوب عليه السلام لأبنائه في دعواهم أكل الذئب ليوسف عليه السلام.

ج ـ الآية التي تدل على أن لفظ الشراء يطلق على البيع أيضا.

15 ـ أبحث:

قال تعالى: { وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }، بين معنى الوحي لغة واصطلاحا، ثم ابحث عن معنى الوحي في هذه الآية، مسترشدا بتفسير الرازي "مفاتيح الغيب" ؟.

الجواب:

قال الرازي في مفاتيح الغيب 18 / 428: (في قوله: { وأوحينا إليه } قولان:

أحدهما: أن المراد منه الوحي والنبوة والرسالة وهذا قول طائفة عظيمة من المحققين، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا في أنه عليه السلام هل كان في ذلك الوقت بالغا أو كان صبيا، قال بعضهم: إنه كان في ذلك الوقت بالغا، وكان سنه سبع عشرة سنة، وقال آخرون: إنه كان صغيرا إلا أن الله تعالى أكمل عقله وجعله صالحا لقبول الوحي والنبوة كما في حق عيسى عليه السلام.

والقول الثاني: إن المراد من هذا الوحي الإلهام كما في قوله تعالى: { وأوحينا إلى أم موسى } [القصص:7] وقوله: { وأوحى ربك إلى النحل } [النحل: 68]. والأول: لأن الظاهر من الوحي ذلك.

فإن قيل: كيف يجعله نبيا في ذلك الوقت وليس هناك أحد يبلغه الرسالة؟

قلنا: لا يمتنع أن يشرفه بالوحي والتنزيل ويأمره بتبليغ الرسالة بعد أوقات ويكون فائدة/ تقديم الوحي تأنيسه وتسكين نفسه وإزالة الغم والوحشة عن قلبه.) اهـ.

الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى