إعلان أفقي

الأربعاء، 17 يوليو 2013

التعريف بكتاب البرهان في أصول الفقه

Posted by mounir  |  at  يوليو 17, 2013


التعريف بكتاب "البرهان في أصول الفقه"

كتاب "البرهان" هو موضوع الدراسة في هذا البحث، ولذلك سأعمل على التعريف به، وبزمان تأليفه، وقيمته العلمية بين كتب أصول الفقه، وبيان موضوعه، ومادته، ومكانته عند علماء المشرق والمغرب.

المطلب الأول: طبعاته

طبع البرهان لأول مرة سنة 1399 هـ، بتحقيق الدكتور عبد العظيم الديب، طبعة دار إحياء التراث القطري في مجلدين، عدد صفحاتها 1462 صفحة – إلى حدود نهاية الفهرس العام -، وقد كتبت بخط جيد وواضح.
كما طبع طبعتين أخرتين: أما الثانية فهي لنفس المحقق، سنة 1400 هــ طبعة دار الأنصار بالقاهرة وهي في مجلدين ضخمين، وهي نفس طبعة قطر تقريبا في جودتها وعدد صفحاتها حتى إنك لا تكاد أن تميز بينهما، وأما الثالثة فهي طبعة دار الوفاء بمصر، سنة 1412 هـ - 1992 م، لنفس المحقق أيضا، وهي نفس طبعة قطر أيضا لكنها  عرفت تعديلات على مستوى الخط، حيث أصبح أكثر دقة من الطبعة الأولى السابقة الذكر، ولذلك تقلصت صفحاته إلى 980 صفحة، وهي أيضا في مجلدين. وهذه الطبعة المذكورة أخيرا هي التي سيعتمد عليها الباحث في هذه الدراسة إن شاء الله.
كما عثرت على طبعة أخرى لكتاب البرهان في مجلد واحد، بتعليق وتخريج: صلاح بن محمد عويضة، طبعة دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى: 1418هـ - 1997 م.

المطلب الثاني: زمن تأليفه

ينتمي "البرهان" إلى القرن الخامس الهجري، وهي مرحلة مشرقة من تاريخ الأمة الإسلامية، حيث كان سوق العلم رائجا، وبضاعته نافذة، فبرز الكثير من الأئمة الأعلام في كل فن، ونشطت الحركة الثقافية، وكثر التأليف، وظهرت مصنفات مفيدة في مختلف العلوم، وكتب الأئمة من مختلف الاتجاهات والتيارات في علم أصول الفقه، فقعدوا القواعد، وبينوا أصول المذاهب، وهذبوا وحققوا، واكتفى عمل من بعدهم على نقل أقوالهم، وجمع آرائهم، والتصنيف على منوالهم.
ومن بين أبرز المؤلفات الأصولية التي شملت مختلف مباحث أصول الفقه في هذا القرن – على سبيل التمثيل لا الحصر - نجد:
1 – "اللمع في أصول الفقه" لأبي إسحاق الشيرازي[1] الشافعي المتوفى سنة 476 هـ.
2 – "شرح اللمع" لأبي إسحاق الشيرازي أيضا.
3 – "التبصرة في أصول الفقه" له أيضا.
4 – "قواطع الأدلة في أصول الفقه" للإمام أبي مظفر السمعاني[2] الشافعي المتوفى سنة 489 هـ.
5 – "المنخول من تعليقات الأصول" لأبي حامد الغزالي[3] المتوفى سنة 505 هـ.
6 – "المستصفى من علم أصول الفقه" للغزالي أيضا
7 – "الإحكام في أصول الأحكام" لابن حزم[4] الظاهري المتوفى سنة 456 هـ. وله أيضا: النبذ في أصول الفقه.
8 – "رسالة في أصول الفقه" للحسن بن شهاب العكبري[5] الحنبلي المتوفى سنة 428 هـ.
9 – "العدة في أصول الفقه" للقاضي أبي يعلى الفراء[6] الحنبلي المتوفى سنة 458 هـ.
10 – "الملخص" للقاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي[7] المتوفى سنة 422 هـ.
11 – "إحكام الفصول في أحكام الأصول" لأبي الوليد الباجي[8] المالكي المتوفى سنة 474 هـ.
12 – وله أيضا كتاب "الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل" و"كتاب الحدود في الأصول".
13 – "كنز الوصول إلى معرفة الأصول"، المشهور بأصول البزدوي، لفخر الإسلام البزدوي[9] الحنفي المتوفى سنة 482 هـ.
14 – "أصول السرخسي" لأبي بكر محمد السرخسي[10] الحنفي المتوفى سنة 450 هـ.
15 – "كتاب العمد" للقاضي عبد الجبار المعتزلي[11] المتوفى سنة 415 هـ.
16 – "المعتمد في أصول الفقه" لأبي الحسين محمد البصري[12] المعتزلي المتوفى سنة 436 هـ.

المطلب الثالث: دراسة العنوان

يتكون عنوان الكتاب موضوع الدراسة من مصطلحين هما: "البرهان"، و"أصول الفقه"، يتوسطهما حرف الجر "في"، وسأعمل إن شاء الله على تعريف كل واحد من هذه المصطلحات بشكل مختصر يليق بهذا البحث.
أولا: البرهان:
البرهان في اللغة: الحجة[13]، وقد برهن عليه، أي أقام الحجة[14].
والبرهان في اصطلاح جمهور الفقهاء والأصوليين يأتي بمعنى الدليل والحجة والسلطان والبيان والبينة والآية، قال إمام الحرمين: «وأما البرهان: فهو المظهر للحق، من قولهم تبرهن، إذا ظهر وتلألأ.
والبرهان والحجة والعلامة والدلالة والدليل والدال والبينة والبيان والآية، كلها متقاربة، سيما في عرف العلماء»[15].
وقال الباقلاني قبله:«اعلموا رحمكم الله أن الدليل والدلالة والمستدل به أمر واحد، وهو البيان والحجة والسلطان والبرهان، كل هذه الأسماء مترادفة على الدلالة نفسها»[16].
وقال السرخسي:«والبرهان كذلك، فإنه مستعمل استعمال الحجة على لسان الفقهاء»[17].
وقال الباجي:«والدليل هو الدلالة على البرهان، وهو الحجة والسلطان»[18].
بينما يرى ابن حزم أن البرهان مختص بالقطعي، في حين يشمل "الدليل" القطعي والظني على حد سواء، وبالتالي فإن كل برهان دليل، وليس كل دليل برهان، قال رحمه الله:«والبرهان كل قضية أو قضايا دلت على حقيقة حكم الشيء.
والدليل قد يكون برهانا، وقد يكون اسما يعرف به المسمى، وعبارة يتبين بها المراد»[19].
هذا ما يتعلق بمصطلح"البرهان" في عرف الفقهاء والأصوليين، فماذا عنه في لفظ الشارع، وكيف وردت معانيه في كل من الكتاب والسنة؟ هذا ما سنحاول الكشف عنه –إن شاء الله - من خلال محاولة تتبع هذا المصطلح في المعاجم الخاصة بالقرآن الكريم وألفاظ الحديث النبوي الشريف.
1 – مصطلح "البرهان" في القرآن الكريم[20]
ورد لفظ "برهان" في القرآن الكريم في ثمانية مواطن هي:
1 – { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } سورة البقرة الآية 110.
2 – { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا } سورة النساء الآية 173.
3 – { ولقد همّت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين } سورة يوسف الآية 24.
4 – { أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل اكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون } سورة الأنبياء الآية 24.
5 – { ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون } سورة: المومنون الآية 118.
6 – { أمَّن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والارض أإله مع الله قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } سورة النمل الآية 66.
7 – { أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء واضمم اليك جناحك من الرهَب فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه إنهم كانوا قوما فاسقين } سورة القصص الآية 32.
8 – { ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون } سورة القصص الآية 75.  
وكي لا أطيل في عرض أقوال أئمة التفسير في معنى كلمة "البرهان" في هذه الآيات، سأكتفي بالآيتين الأولتين لأن الأقوال في باقي الآيات كلها متقاربة فيما بينها في الدلالة على أن "البرهان" يحمل معنى البينة والحجة والدليل القاطع على صحة الدعوى وصدق الكلام، إلا ما جاء في سورة "يوسف" عليه السلام فإن مرادها مختلف عن باقي الآيات، واختلاف الأئمة في شأنها مشهور مبسوط في كتب التفسير.
1 – { وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين } سورة البقرة الآية 110.
قال ابن عطية: «والبرهان: الدليل الذي يوقع اليقين، قال الطبري: طلب الدليل هنا يقضي بإثبات النظر ويرد على من ينفيه»[21].
وقال ابن كثير:«قال أبو العالية ومجاهد والسدي والربيع بن أنس: حجتكم، وقال قتادة بينتكم على ذلك»[22]، فالبرهان إذن في الآية هو : الدليل والحجة والبينة التي توقع اليقين وتزيل الشك.
2 – { يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا } سورة النساء الآية 173.
قال ابن عطية في تفسير هذه الآية:«والبرهان: الحجة النيرة الواضحة التي تعطي اليقين التام، والمعنى: قد جاءكم مقترنا بمحمد برهان من الله تعالى على صحة ما يدعوكم إليه وفساد ما أنتم عليه من النحل»[23].
وقال ابن كثير:« يقول تعالى مخاطبا جميع الناس ومخبرا بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم، وهو الدليل القاطع للعذر والحجة المزيلة للشبه»[24].
فالبرهان هنا هو الدليل القاطع والحجة البينة الواضحة التي تؤدي إلى معرفة يقينية لا تشوبها شبهة ولا يعتريها شك.
2 – مصطلح "البرهان" في السنة النبوية الشريفة
حسب ما ورد في المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي[25]، فإن لفظ "برهان" قد جاء في كتب السنة في أربعة أحاديث:
1 – عن عبادة بن الصامت[26] رضي الله عنه قال: «دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان»[27].
2 – عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك:«الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو، فبايع نفسه. فمعتقها، أو موبقها»[28].
3 – عن عبد الله بن عمرو[29]، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال: « من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا، ونجاة من النار يوم القيامة. ومن لم يحافظ عليها، لم يكن له نور، ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف »[30].
4 – عن أبي هريرة[31] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، إنه وتر يحب الوتر، من حفظها دخل الجنة، وهي: الله، الواحد الصمد، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن،«...»، البرهان،...» الحديث[32].
وبما أن حديث أبي هريرة ضعيف بهذه الزيادة وإن كان أصله صحيح فلا حجة فيه إذن، وحديث عبد الله بن عمرو مختلف في تصحيحه وتضعيفه، والراجح فيه الضعف والله أعلم، وما احتمل واحتمل سقط به الاستدلال، فبقي لنا حديثان: حديث عبادة بن الصامت وهو متفق عليه، وحديث أبي مالك الأشعري الذي رواه مسلم[33] وغيره.
وسأحاول بيان معنى "البرهان" في الحديثين بشكل مقتضب، دون إطالة ولا إخلال.
1 – حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه، وفيه:«عندكم من الله فيه برهان»، قال ابن حجر: «أي نص آية، أو خبر صحيح لا يحتمل التأويل»[34].
2 – حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، وفيه: « والصدقة برهان»، قال النووي:«قال صاحب التحرير: معناه يفزع إليها كما يفزع إلى البراهين، كأن العبد إذا سئل يوم القيامة عن مصرف ماله، كانت صدقاته براهين في جواب هذا السؤال «...» وقال غير صاحب التحرير: معناه الصدقة حجة على إيمان فاعلها»[35].
من خلال تتبعنا لمعاني مصطلح "البرهان" في القرآن والسنة، نجد أنه لا يخرج عن معنى الحجة البينة الواضحة التي تعطي حكما يقينيا لا يعتريه شك، إلا ما كان في سورة يوسف فإن معناه قد اختلف فيه كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وبالتالي فإن ما ذهب إليه ابن حزم رحمه الله من اختصاص البرهان بالقطعي من الدليل هو الأقرب لمعاني الآيات والأحاديث الواردة في الموضوع.
ثانيا: حرف الجر "في"
في: حرف خافض، وهو للوعاء والظرف[36] وما قدر تقدير الوعاء، تقول: الماء في الإناء، وزيد في الدار، والشّكُّ في الخبر، وقد يكون بمعنى "على" كقوله تعالى: {ولأصلبنكم في جذوع النخل }[37]-[38]، وهو مذهب ابن مالك والمبرد، لكن الذي عليه الجمهور وسيبويه أنها في الآية للظرفية تقديرا لا تحقيقا[39]، وهناك من يقول إنها في الآية على حقيقتها في الظرفية[40].
وكما تأتي "في" للظرفية وهو الكثير فيها[41] ، تأتي أيضا للسببية[42]، كقوله تعالى: { لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم }[43] أي بسبب[44]، وكقوله صلى الله عليه وسلم: «دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت»[45].
قال السبكي: «وقد ذكر بعضهم للفظة "في" موارد أخرى. قال الشيخ أبو حيان:"وتأول أصحابنا كل ذلك وردوه إلى معنى الوعاء"»[46].
ففي إذن: تدل في حقيقة أمرها على الظرفية، أي أنها تجعل ما تدخل عليه ظرفا لما قبلها ووعاء له[47].
ثالثا: مصطلح " أصول الفقه"
لقد دأب الأصوليون في مقدمات كتبهم على تعريف علم "أصول الفقه" باعتباره مركبا إضافيا من مصطلحين هما: "أصول" و"فقه"، وباعتباره علما على هذا العلم.
ولن أطيل في وضع التعاريف وتقصي العبارات التي حد بها العلماء هذا العلم، خاصة وأنهم قد اختلفوا في ضبط بعضها، لأن ذلك سيخرج البحث عن مقصوده، بل سأكتفي بإيراد التعريف الذي أورده كل من الإمامين الباقلاني والجويني في كتابيهما، باعتبارهما مركز الدراسة، ثم أذكر ثلاث تعريفات  لكل من أبي الحسين البصري المعتزلي في "المعتمد"، والرازي في "المحصول في علم أصول الفقه"، والبيضاوي في "المنهاج".
1 - قال الباقلاني: «فأما أصول الفقه فهي: العلوم التي هي أصول العلم بأحكام أفعال المكلفين»[48].
2 - وقال أبو المعالي: «فإن قيل: فما أصول الفقه ؟ قلنا: أدلته»[49].
والملاحظ أن الإمامين لم يضعا عبارة محررة في تعريف أصول الفقه، لذلك سأعمد إلى نقل عبارات كل من أبي الحسين والرازي والبيضاوي في تعريف هذا العلم.
3 - قال أبو الحسين البصري في تعريفه لعلم أصول الفقه:« هو النظر في طرق الفقه على طريق الإجمال، وكيفية الاستدلال بها، وما يتبع كيفية الاستدلال بها»[50].
4 - وقال الرازي:«أصول الفقه عبارة عن مجموع طرق الفقه على سبيل الإجمال وكيفية الاستدلال بها، وكيفية حال المستدل بها»[51].
5 - وقال البيضاوي:«أصول الفقه معرفة دلائل الفقه إجمالا، وكيفية الاستفادة منها، وحال المستفيد»[52].
رابعا: "البرهان في أصول الفقه"
من خلال بيان معاني ألفاظ عنوان الكتاب، يتبين – والله أعلم - أن أبا المعالي قد أراد لمصنَّفِه هذا أن يكون حجة ودليلا قاطعا في أبواب أصول الفقه، وبما أن "البرهان" عنده «من قولهم تبرهن، إذا ظهر وتلألأ»[53]، فلا شك أن سفره الموسوم ب"البرهان في أصول الفقه" سيكون بارزا متلألئا في سماء هذا الفن.

المطلب الرابع: مقدمة الكتاب

نعني بالمقدمة هنا، تلك الفقرات التي يبتدئ بها كل مؤلف كتابه، والتي تشتمل غالبا على حمد الله والثناء عليه، والصلاة والسلام على نبيه عليه السلام، ثم الشروع بعد ذلك في ذكر سبب التأليف ومصادر الكاتب، وهذا نجده كثيرا عند العلماء المتقدمين وإن كان الأمر غير مطرد. ولا نقصد بالمقدمة تلك المقدمات الكلامية التي يبدأ بها المتكلمون مصنفاتهم.
وإذا نظرنا إلى المقدمة التي وضعها أبو المعالي للبرهان نجدها صغيرة بالمقارنة مع حجم الكتاب المتوسط، ابتدأ فيها المؤلف بالبسملة، وثنى بدعاء الله سبحانه وتعالى بالتيسير قائلا:«رب يسر يا كريم»[54]، ثم حمد الله وصلى وسلم على نبيه وخير خلقه محمد صلى الله عليه وسلم، ثم شرع في مقدمة الكتاب التي لا تتجاوز خمسة أسطر، ضمنها قواعد منهجية لكل من يريد الخوض في أي فن من فنون العلوم، وتتمثل هذه القواعد فيما يلي:
1 – الإحاطة بالمقصود من العلم.
2 – المواد التي منها يستمد ذلك العلم.
3 – حقيقته وحده إن أمكنت عبارة سديدة على صناعة الحد، وإن عسر فعليه أن يحاول الدرك بمسلك التقاسيم.
والغرض من كل هذا كما يعبر عن ذلك إمامنا هو: «الإقدام على تعلمه مع حظ من العلم الجملي بالعلم الذي يحاول الخوض فيه»[55].
وهنا تنتهي مقدمة "البرهان" حسب تقدير الباحث، والملاحظ أنها لا تشتمل على سبب التأليف كما هي عادة الكثير من المتقدمين في ذلك، ومصادر المؤلف التي اعتمدها في وضع هذا السفر.
أما عن سبب التأليف فيبدو أن إمامنا قد وضع "البرهان" من عند نفسه ابتداء، حين شعر أن هذا العلم قد اختمر في ذهنه وضبطت مذاهب وعبارات الأصوليين في صدره، فقرر أن يضع كتابا بين يدي العلماء وطلبة العلم يبين فيه اختياراته الأصولية، بعد أن كتب قبل ذلك كتاب التلخيص والذي يتبع في أغلبه آراء الباقلاني ولا يخالفه إلا في القليل منها.
وأما عن مصادره فسنحاول التنقيب عن بعضها، وتحديد جملة منها على سبيل الظن لا القطع، وذلك في مطلب قدام مستقل إن شاء الله.

المطلب الخامس: مادته

كتاب "البرهان" هو كتاب في علم أصول الفقه، مستقل بذاته، لم يشرح فيه الإمام كتابا آخر، ولا راعى فيه ترتيب من قبله كما ذكر السبكي في طبقاته[56]، وقد اشتمل على جل المسائل الأصولية.

المطلب السادس: مصادر الكتاب والكتب التي استفادت منه

1 – مصادر الكتاب
ذكرنا قبل قليل في المطلب المتعلق بمقدمة الكتاب، أن الإمام لم يصرح بمصادره في "البرهان"، ولكننا نستطيع أن نحدد بعضها من خلال مطالعة فهرس الكتب الواردة في "البرهان" الذي وضعه محققه الدكتور عبد العظيم الديب ضمن فهارس التحقيق[57]. حيث نجد منها:
-         كتاب الأبواب للجبائي 1/101،- نقل عنه -
-         الانتصار للباقلاني 1/428، - لم ينقل عنه وإنما أشار إليه فقط –
-         التقريب والإرشاد للباقلاني 2/569 و 2/877، -نقل عنه -
-         جواب المسائل البصرية للأشعري 1/149، - نقل عنه -
-         دواوين الهذليين 1/303، - أشار إليه فقط –
-         الرسالة للشافعي 1/125، 1/298، 1/314، 1/411، 2/874، - نقل عنه -
-         سر صناعة الإعراب لابن جني[58] 1/136، - نقل عنه -
-         شرح العمد للقاضي عبد الجبار 1/158، - نقل عنه -
-         كتاب العمد للقاضي عبد الجبار 2/750، - نقل عنه -
-         مجموعات ابن فورك[59] 1/299، - نقل عنه -
-         المغني للقاضي عبد الجبار 1/158، 2/750، - أشار إليه ولم ينقل عنه –
-         بالإضافة إلى كتبه التي أشار إليها في البرهان كالغياثي، والأساليب، والاستقصاء وغيرهما.
ومن خلال عرض هذه المصادر للنظر، نجد أنه قد نقل عن بعضها أقوال مؤلفيها، واكتفى بالإشارة إلى البعض الآخر دون النقل عنه.
فأما الكتب التي استفاد منها ونقل عنها فهي: الأبواب للجبائي، والتقريب للباقلاني، وجواب المسائل البصرية للأشعري، والرسالة للشافعي، وسر صناعة الإعراب لابن جني، وشرح العمد للقاضي عبد الجبار، وكتاب العمد له أيضا، ومجموعات ابن فورك.
هذا بالإضافة إلى أننا نجده ينقل عن الكثير من أئمة الأصول أقوالهم ومذاهبهم واختياراتهم، سواء كانوا من أساتذته وشيوخه، كوالده أبي محمد الجويني، والإسفراييني[60]، أو غيرهم كالباقلاني وابن فورك.
ولم يكن رحمه الله يكتفي بما يتلقاه عن مشايخه في هذا العلم، بل كان يطالع كتب السابقين ويحفظها، وهو القائل:« ما تكلمت في علم الكلام كلمة حتى حفظت من كلام القاضي أبي بكر وحده اثنتي عشر ألف ورقة »[61]، وقال: « لقد قرأت خمسين ألفا في خمسين ألف »[62]، ونقل عنه أنه قال عن تحصيله للعلوم على يد شيخه أبي القاسم الإسفراييني:« كنت علقت عليه في الأصول أجزاء معدودة، وطالعت في نفسي مائة مجلدة»[63]، ثم إن إمامنا رحمه الله هو من لخص كتاب "التقريب والإرشاد" للباقلاني الذي يعتبر أحد أجود كتب أصول الفقه على الإطلاق كما ذكر ذلك بعض أئمة هذا الشأن، ولا شك أن أبا المعالي وإن لم يذكر كتاب "التقريب والإرشاد" في "البرهان" إلا مرتين، ولم يشر إليه في ثنايا حديثه إلا في موضعين، فإننا نجزم أنه قد استفاد منه، خاصة وأننا لا نكاد نجد مسألة من المسائل التي ناقشها في "البرهان" إلا عرض رأي الباقلاني فيها، محتجا به أو معترضا عليه.
كما أنه رحمه الله كثيرا ما يذكر أئمة الحديث، ويعرض ترجيحاتهم وأقوالهم وأصولهم في تصحيح الآثار وتقديم بعضها على بعض ( أنظر 1/378،379،396،404،417 وغيرها )، حيث نجده كثيرا ما ينقل عن بعض أعلامهم، كما فعل مع أمير المؤمنين في الحديث محمد بن إسماعيل البخاري[64]، فقد نقل عنه في موضعين (1/404، و2/758).
وينقل أيضا أقوال أهل اللغة حينما يعرض المسائل اللغوية، فنجده كثيرا ما يستدل بأقوال سيبويه[65] في محل النزاع، كما في المواضع التالية: 1/137-140-143-144-145-228-230-231 وغيرها.
وهكذا تتضح بعض المعالم الكبرى لأهم المصادر التي اعتمدها الإمام في كتابه "البرهان"، وهي مصادر متنوعة كما هو واضح من خلال اختلاف مواضيعها، وتباين اختصاصاتها.
2 – الكتب التي استفادت منه
إن محاولة حصر الكتب التي استفادت من الجويني عموما وكتابه "البرهان" خصوصا هو إجحاف في حق هذا الإمام وكتابه، إذ أننا لا نكاد نجد كتابا أصوليا بعده إلا وينقل آراءه، ويستشهد بأقواله، حتى إن الغزالي رحمه الله في كتابه "المنخول" صرح بأنه قد اقتصر فيه على ما ذكره إمام الحرمين في تعاليقه من غير تبديل وتزييد في المعنى وتعليل[66].
وقد أكب العلماء على كتاب "البرهان"، ورجعوا إليه، واقتبسوا أفكاره وآراءه وعباراته وجمله، وأشادوا به، وكان أولهم حجة الإسلام الإمام الغزالي[67].
كما نجد بعض المتأخرين ممن ألفوا في أصول الفقه، قد صرحوا بكون "البرهان" أحد مصادرهم، كما هو الحال بالنسبة للزركشي في "البحر المحيط"[68]، والسبكي في "رفع الحاجب عن مختصر ابن الحاجب"[69]، وغيرهما، الشيء الذي يؤكد قيمة هذا الكتاب، ويشهد على أثره فيمن بعده، ويكفي - كما قال الدكتور عبد العظيم الديب – أنه –أي "البرهان" - إمام "المنخول" و"شفاء الغليل" و"المستصفى"[70]، كما أنه – وغيره - معتمد "المحصول" للرازي، و"الإحكام" للآمدي[71].

المطلب السابع: قيمته العلمية

لقد ألف إمامنا رحمه الله عدة مؤلفات في علم أصول الفقه، لكن يبقى الكتاب الأكثر شهرة ورواجا بين العلماء هو كتابه هذا الموسوم ب"البرهان"، الذي يعتبر آخر ما كتب في هذا العلم الجليل، وبالتالي فإنه قد احتوى على عصارة تجربته العلمية التي اكتسبها عبر سنين طويلة خالط فيها فحول هذا الفن في عصره، وأتى على مصنفات الأئمة ممن كانوا قبله.
وتتجلى القيمة العلمية لهذا الكتاب، في كونه أحد الأعمدة الأربعة – بالإضافة إلى كتاب "العمد" للقاضي عبد الجبار، و"المعتمد" لأبي الحسين البصري، و"المستصفى" للغزالي - التي بني عليها أصول الفقه على طريقة المتكلمين، حيث إن كل من جاء بعدهم جمع شتات ما تفرق لديهم، كالرازي في "المحصول" والآمدي في "الإحكام".
كما لا يخفى ما لهذا السفر من أثر كبير في حفظ آراء الكثير من الأصوليين كالباقلاني وابن فورك والقاضي عبد الجبار والأشعري[72] وغيرهم، وكما هو معلوم عند المتخصصين، فإن كتاب "البرهان" بقي لفترة طويلة المصدر الأول لمعرفة آراء الباقلاني ومذاهبه الأصولية، وذلك قبل أن ينشر كتاب "التلخيص" سنة  1996 م،ثم "التقريب والإرشاد"  - وهو غير كامل - سنة 1998 م.
ولعل مما يشهد بمنزلة "البرهان" وأثره، أنه كان من كتب المشارقة القليلة التي اعتنى بها المغاربة شرحا وتدريسا، فإذا تذكرنا أن المذهب المالكي هو السائد في المغرب، وأن العصر كان عصر صراع وتعصب مذهبي، كما كان التنافس بين المشارقة والمغاربة عنيفا، عرفنا منزلة هذا السفر العظيم، فلولا قدْره ما قام بشرحه فقهاء المذهب المخالف، ولولا منزلته، ما قام بقطع تلك المسافة بين المشرق والمغرب متحديا ظروف التعصب والتنافس الذي كثيرا ما يسد الطريق أمام الآراء والمؤلفات، إلا أن تكون في قوة البرهان وجلالته، فتعلوا على كل حاجز، وتقوى على كل عائق[73].
ويلخص القيمة العلمية الكبيرة للبرهان الإمام السبكي حين يصفه قائلا:« إن هذا الكتاب وضعه الإمام في أصول الفقه على أسلوب غريب، لم يقتد فيه بأحد، وأنا أسميه لغز الأمة، لما فيه من مصاعب الأمور، وأنه لا يخلي مسألة عن إشكال، ولا يخرج إلا عن اختيار يخترعه لنفسه، وتحقيقات يستبد بها، وهذا الكتاب من مفتخرات الشافعية»[74].  

المطلب الثامن: شروحه

رغم أن  الإمام رحمه الله شافعي المذهب، ورغم ما لقيه هذا الكتاب من مكانة رفيعة عند علماء المذهب، إلا أن الغريب في الأمر – كما تعجب لذلك السبكي من قبل - أنه لم ينتدب أحد منهم لشرحه ولا للكلام عليه إلا في مواضع يسيرة تكلم عليها السمعاني في كتاب "القواطع"[75].
وإنما انتدب له المغاربة من المالكية، فشرحوه وفكوا رموزه وعباراته، وناقشوه في المواطن التي لم يوافقوه عليها، ومن هؤلاء الشراح نجد[76]:
-         الإمام أبو عبد الله المازري المتوفى سنة 536 هـ، حيث شرحه وعمل عليه أيضا مشكلات، واسم شرحه هو: " إيضاح المحصول من برهان الأصول".
-         الإمام أبو الحسن الأبياري المتوفى سنة 618 هـ، واسم شرحه هو: "التحقيق والبيان في شرح البرهان".
-         الشريف الحسني أبو يحيى زكريا بن يحيى المغربي المالكي، واسمه: " كفاية طالب البيان شرح البرهان"، وقد جمع فيه بين الشرحين وزاد أشياء من قبل نفسه.
وأضاف الزركشي إلى هؤلاء الشراح: ابن العلاَّف، وابن المنير (693هـ)، كما ذكر أن الشيخ تقي الدين- جد الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد لأمه - قد نكت عليه[77]، وهؤلاء جميعهم من مالكية المشرق.


[1]  - أبو إسحاق الشيرازي هو إبراهيم بن علي الفيروزآبادي الشافعي، ( 476 هـ)، أحد الأعلام، تفقه بشيراز، وقدم بغداد، وكان أنظر أهل زمانه، وأفصحهم، وأورعهم، وأكثرهم تواضعا وبشرا. انتهت إليه رياسة المذهب في الدنيا، من تصانيفه: اللمع، وشرحها، والتبصرة في أصول الفقه= والتنبيه والمهذب في الفقه، والنكت في الخلاف، وطبقات الفقهاء ( أنظر: طبقات الشافعية للسبكي 4/215 وما بعدها، والعبر في خبر من غبر 2/334 ).
[2]  - أبو المظفر السمعاني، منصور بن محمد التميمي (489 هـ )، العلامة الحنفي ثم الشافعي، برع على والده أبي منصور في المذهب الحنفي، ثم تحول شافعيا، وصنف التصانيف، وخرج له الأصحاب من تصانيفه: قواطع الأدلة، والانتصار بالأثر، والمنهاج لأهل السنة، وكتاب القدر ( أنظر العبر في خبر من غبر 2/361 ، وسير اعلام النبلاء 19/114 وما بعدها).
[3]  - محمد بن محمد الطوسي الشافعي، أبو حامد الغزالي (505 هـ) الشيخ الإمام البحر، حجة الإسلام، أعجوبة الزمان، صاحب التصانيف والذكاء المفرط، تفقه على إمام الحرمين ولزمه مدة، وأدخله سيلان ذهنه في مضايق الكلام، ومزال الأقدام، من تآليفه: إحياء علوم الدين، والمستصفى في أصول الفقه، وشفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل، والمنقذ من الضلال، وغيرها ( أنظر تبيين كذب المفتري ص: 291-306، وسير أعلام النبلاء 19/322، والعبر 2/387 ). 
[4]  - علي بن أحمد بن سعيد أبو محمد بن حزم الأندلسي، القرطبي، الظاهري ( 456 هـ)، الإمام الأوحد، البحر، ذو الفنون والمعارف، صاحب المصنفات، إليه المنتهى في الذكاء وحدة الذهن، وسعة العلم بالكتاب والسنة، والملل والنحل، والعربية والآداب، والمنطق والشعر، من تصانيفه: الفصل في الملل والنحل، والمحلى، والإحكام في أصول الأحكام، وكتاب الاثار التي ظاهرها التعارض ونفي التناقض عنها، واختلاف الفقهاء الخمسة وغيرها كثير ( أنظر معجم الأدباء 4/1650، وسير أعلام النبلاء 18/194، والعبر 2/306 ).
[5]  - الحسن بن شهاب العكبري الحنبلي (335 – 428 هـ)، برع في المذهب، وكان من أئمة الفقه والعربية والشعر وكتابة المنسوب _ أنظر تاريخ بغداد 8/298، وسير أعلام النبلاء 17/542 ).
[6]  - أبو يعلى بن الفراء، محمد بن الحسين البغدادي (458 هـ) شيخ الحنابلة، صاحب التصانيف، وفقيه العصر، كان إماما لا يدرك قراره، ولا يشق غباره، وجميع الطائفة معترفون بفضله، ومغترفون من بحره ( أنظر العبر 2/309 ).
[7]  - القاضي عبد الوهاب بن علي بن نصر  ( توفي بمصر سنة 422 هـ) الفقيه البغدادي المالكي، انتهت إليه رياسة المذهب، كان فقيها متأدبا شاعرا، قال الخطيب: ولم نلق من المالكية أحدا أفقه منه /اهـ.  وله كتب كثيرة في كل فن من الفقه، منها: التلقين، والمعونة، وشرح الرسالة ( أنظر تاريخ بغداد 12/292، وطبقات الفقهاء للشيرازي ص: 168، ووفيات الأعيان 3/219، وتبيين كذب المفتري ص: 249، والعبر 2/248 ).
[8]  - سليمان بن خلف التجيبي المالكي الأندلسي الباجي (474 هـ)، الفقيه، المتكلم، المحدث، المفسر، الأديب، الشاعر، رحل إلى المشرق وأخذ عن شيوخها نحوا من ثلاث عشرة سنة. من تصانيفه: المعاني في شرح الموطأ، كتاب المنتقى، وكتاب التعديل والتجريح فيمن روى عنه البخاري في الصحيح، وغير ذلك ( أنظر وفيات الأعيان 2/408-409، ومعجم الأدباء 2/1387، والعبر في خبر من غبر 2/332 ).
[9]  - البزدوي (482 هـ): شيخ الحنفية، عالم ما وراء النهر، أبو الحسن علي بن محمد البزدوي، صاحب الطريقة في المذهب، وكان أحد من يضرب به المثل في حفظ المذهب، قال السمعاني: وكان إمام الأصحاب بما وراء النهر، وله التصانيف الجليلة ( أنظر سير أعلام النبلاء 18/ 602-603 ).
[10]  - محمد بن أحمد بن أبي السهل، أبو بكر السرخسي ( 483 أو 490 هـ )، أحد فحول الأئمة الكبار، أصحاب الفنون، كان إماما علامة حجة، متكلما، أصوليا، فقيها، مناظرا، من مؤلفاته: المبسوط، وأمالي في الفقه، شرح مختصر الطحاوي، المحيط وغيرها ( أنظر الجواهر المضية في طبقات الحنفية 3/78 -82، وهدية العارفين 2/76 ).
[11]  - القاضي عبد الجبار (415 هـ) العلامة المتكلم شيخ المعتزلة، صاحب التصانيف، من كبار فقهاء الشافعية، عمر دهرا في غير السنة، وتخرج به خلق في الرأي الممقوت، من كتبه المطبوعة: الأصول الخمسة، وكتاب تنزيه القرآن عن المطاع، والمغني في علم الكلام ( أنظر ترجمته في: سير أعلام النبلاء 17/245، والعبر في خبر من غبر 2/229 ).
[12]  - أبو الحسين البصري (436 هـ)، محمد بن علي بن الطيب شيخ المعتزلة، وصاحب التصانيف الكلامية، كان من أذكياء زمانه، توفي ببغداد، من كتبه: المعتمد في أصول الفقه  (أنظر العبر في خبر من غبر 2/273).
[13]  - القاموس المحيط 4/201.
[14]  - الصحاح 5/2078، ومختار الصحاح ص: 50.
[15]  - الكافية في الجدل ص: 48.
[16]  - التقريب والإرشاد1/207، وانظر التلخيص 1/116.
[17]  - أصول السرخسي 1/278.
[18]  - كتاب الحدود في الأصول ص:37، واظر قول ابن الحاجب في المنتهى ص: 8 فإنه جعل الدليل بمعنى البرهان والأمارة.
[19]  - الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 1/39. وانظر العدة للفراء 1/133 حيث نقل القولين معا، لكنه وافق القول الأول وحكى الثاني بصيغة التمريض للدلالة على ضعفها.
[20]  - اعتمدت في استخراج هذه الآيات على كتاب المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم لفؤاد عبد الباقي1/118.
[21]  - المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 1/330-331.
[22]  - تفسير ابن كثير 1/185.
[23]  - المحرر الوجيز 4/319-320.
[24]  - تفسير ابن كثير 2/296.
[25]  - اعتمدت في الوصول إلى هذه الأحاديث على كتاب المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي، ترتيب وتنظيم: لفيف من المستشرقين 1/176-177، ثم قمت باستخراج الأحاديث بألفاظها من مصادرها.
[26]  - عبادة بن الصامت الأنصاري ( 34 هـ) الصحابي الجيل، أحد النقباء ليلة العقبة، ومن أعيان البدريين، شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، سكن بيت المقدس ( أنظر سير أعلام النبلاء 2/5 ).
[27]  - رواه البخاري في كتاب الفتن برقم 7056، ومسلم في كتاب الإمارة رقم : 1709.
[28]  - رواه مسلم في كتاب الطهارة، حديث رقم: 223. ورواه النسائي في كتاب الزكاة رقم: 2437  وابن ماجة في كتاب الطهارة رقم 280 بلفظ: «والزكاة برهان».
[29]  - هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ( 65 هـ )، الإمام، الحبر، العابد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن صاحبه، وله مناقب وفضائل، ومقام راسخ في العلم والعمل، حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما جما، يبلغ ما أسند سبع مائة حديث، اتفقا له على سبعة أحاديث، وانفرد البخاري بثمانية، ومسلم بعشرين ( أنظر سير أعلام النبلاء 3/79 ).
[30]  - رواه أحمد 3/553-554 رقم 6733، و الدارمي 3/1789، كتاب الرقاق رقم: 2763، واللفظ لأحمد. والحديث اختلفت فيه أنظار العلماء بين مصحح ومضعف، حيث جزم بصحته محقق سنن الدارمي، وضعفه العلامة الألباني في ضعيف موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ص:21. وقال المنذري في " الترغيب والترهيب"1/ 260"« رواه أحمد بإسناد جيد»، وعلق عليه الألباني في هامش تحقيقه قائلا:«كذا قال، والصواب قول الذهبي: "ليس إسناده بذاك"».
[31]  - الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي اليماني ( 57 هـ )، اختلف في اسمه على أقوال، أرجحها عبد الرحمان بن صخر، حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه لم يلحق في كثيرته، كما حمل عن غيره من الصحابة كأبي، وأبي بكر، وعمر، واسامة، وعائشة وغيرهم، وحدث عنه خلق كثير، وهو أكثر الصحابة رواية لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنظر سير أعلام النبلاء 2/578 ).
[32]  - رواه ابن ماجة كتاب الدعاء باب أسماء الله عز وجل، رقم 3861، ورواه الترمذي في كتاب الدعوات حديث رقم 3507، وأحصى هذه الأسماء لكن لم يذكر من أسمائه تعاالى "البرهان"، وقال هناك:«هذا حديث غريب، حدثنا به غير واحد عن صفوان بن صالح، ولا نعرفه إلا من حديث صفوان ابن صالح، وهو ثقة عند أهل الحديث، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نعلم في كثير شيء من الروايات له إسناد صحيح ذكر الأسماء إلا في هذا الحديث». والحديث أصله في الصحيحين بلفظ:«إن لله تسعا وتسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدة، من أحصاها دخل الجنة» رواه البخاري كتاب الشروط رقم 2736، وكتاب الدعوات، باب لله مائة اسم غير واحد برقم 6410، وغيره، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها برقم:2677، وليس في الحديثين سرد لهذه الأسماء كما في روايتي ابن ماجة والترمذي، بل إن هذه الزيادة مدرجة من بعض رواة الحديث وقد ضعفها العلماء كما بين ذلك ولم يثبتوا من تلك الأسماء إلا ما شهد له القرآن أو السنة الصحيحة، وبهذا يكون "البرهان" ليس من أسماء الله الحسنى لأنه لم يثبت بالسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم (انظر فتح الباري 11/214 وما بعدها فقد خرج ابن حجر طرق الحديث ورواياته وبين ضعف هذه الزيادة).
[33]  - الإمام الكبير الحافظ المجود الحجة أبو الحسين مسلم بن الحجاج (204-256 هـ)، أحد أركان الحديث، وصاحب الصحيح وغيره، من تصانيفه بالإضافة إلى الصحيح: الوحدان، الأسامي والكنى، التمييز (أنظر العبر 1/375، وسير أعلام النبلاء 12/557 ).
[34]  - فتح الباري 13/8.
[35]  - شرح صحيح مسلم للنووي 3/101.
[36]  - أنظر كتاب أسرار العربية لابن الأنباري ص: 261، وقواطع الأدلة 1/65.
[37]  - سورة طه الآية 70.
[38]  - مختار الصحاح ص: 517.
[39]  - أنظر الإبهاج 1/347-348، والبحر المحيط 2/296، وأصول الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي 1/406.
[40]  - أنظر البحر المحيط 2/296.
[41]  -  أنظر شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك 2/17.
[42]  - أنظر شرح ابن عقيل 2/17، والإبهاج 1/348-349،  والبحر المحيط 2/297.
[43]  - سورة النور الآية 14.
[44]  - أصول الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي 1/406.
[45]  - البخاري، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان الذي لا يؤذي رقم: 2619.
[46]  - الإبهاج 1/349.
[47]  - أصول الفقه الإسلامي لوهبة الزحيلي 1/405-406.
[48]  - التقريب والإرشاد 1/172.
[49]  - البرهان 1/78، والتلخيص 1/106.
[50]  - المعتمد 1/9.
[51]  -  المحصول في علم أصول الفقه 1/80، وانظر نفائس الأصول في شرح المحصول للقرافي 1/110.
[52]  - الإبهاج في شرح المنهاج 1/19.
[53]  - الكافية في الجدل ص: 48.
[54]  - البرهان 1/77.
[55]  - البرهان 1/77، وانظر مقدمة المحقق 1/36.
[56]  - طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/192.
[57]  - البرهان 2/935.
[58]  - ابن جني ( 392 هـ): أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي، إمام العربية، صاحب التصانيف، منها: سر الصناعة، واللمع، والتصريف، والتلقين في النحو، والخصائص وغيرها ( أنظر سير أعلام النبلاء 17/17 ).
[59]  - أبو بكر ابن فورك (406 هـ): الإمام العلامة الصالح، شيخ المتكلمين، ألصولي، الأديب، النحوي، الواعظ، صنف التصانيف الكثيرة ( أنظر سير أعلام النبلاء 17/214 ).
[60]  - أبو حامد الإسفراييني ( 406 هـ): أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الفقيه، شيخ العراق، وإمام الشافعية، ومن انتهت إليه رئاسة المذهب، صنف التصانيف، وطبق الأرض بالأصحاب، وتعليقته نحو خمسين مجلدا، وكان يحضر درسه نحو سبع مئة فقيه ( أنظر العبر في خبر من غبر 2/211 ).
[61]  - طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/185.
[62]  -  سير أعلام النبلاء 18/471.وتاريخ الإسلام (471-480) ص : 232 و طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/185.. وطبقات الفقهاء الشافعية لابن كثير 2/468.
[63]  - تبيين كذب المفتري ص: 279-280.
[64]  - محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري (194 – 256 هـ) الإمام المعروف صاحب التصانيف، كان من أوعية العلم، يتوقد ذكاء، لم يخلف بعده مثله رحمه الله، من مؤلفاته: الجامع الصحيح، والتاريخ الكبير والأوسط والصغير ( أنظر سير أعلام النبلاء 12/391 وما بعدها، والعبر 1/368 ).
[65]  - سيبويه ( 180 هـ ): إمام النحو، حجة العرب، أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي ثم البصري، قيل عاش اثنين وثلاثين سنة، وقيل نحو الأربعين، وقد طلب الفقه والحديث مدة، ثم اقبل على العربية فبرع وساد أهل العصر، وألف فيها كتابه الكبير – أي "الكتاب"- الذي لا يدرك شأوه فيه ( أنظر سير أعلام النبلاء 8/351 ).
[66]  - أنظر المنخول من تعليقات الأصول للغزالي ص: 504، وشفاء الغليل في بيان الشبه والمخيل ومسالك التعليل للغزالي ص: 9.
[67]  - الإمام الجويني: إمام الحرمين للدكتور محمد الزحيلي ص: 172.
[68]  - أنظر البحر المحيط 1/8.
[69]  - أنظر رفع الحاجب 1/233.
[70]  - فقه إمام الحرمين: خصائصه، أثره، منزلته للدكتور عبد العظيم الديب ص: 577، وقد عقد هناك فصلا كاملا في بيان أثر إمام الحرمين فيمن بعده خاصة الغزالي والشاطبي، أنظر ص: 560 ومابعدها.
[71]  - أنظر مقدمة ابن خلدون ص: 426-427.
[72]  - العلامة إمام المتكلمين أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري( 324 أو 330 هـ)، كان عجبا في الذكاء، وقوة في الفهم، لما برع في معرفة الاعتزال، كرهه وتبرأ منه، ثم أخذ يرد على المعتزلة، ويهتك عوارهم، منن مؤلفاته: مقالات الإسلاميين، والإبانة عن أصول الديانة، والعم في الرؤية ( أنظر سير أعلام النبلاء 15/85 ).
[73]  - فقه إمام الحرمين ص: 577-578 بتصرف.
[74]  - طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/192.
[75]  - أنظر طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 5/192، ورفع الحاجب 1/234.
[76] - أنظر طبقات الشافعية الكبرى 5/192، ورفع الحجاب 1/233-234، والبحر المحيط 1/8، مقدمة المحقق عبد العظيم الديب ص: 57 وما بعدها.
[77]  - أنظر البحر المحيط 1/8.

شارك المقال:
الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

هناك 5 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. أخي الفاضل هل البرهان كتاب مرجعي أم المستصفى أم البحر المحيط؟
    أي أيهم أولى بالعناية؟
    شكر الله تعالى لك

    ردحذف
  3. لا شك أن الكتب التي ذكرتها من أمهات الكتب المؤلفة في أصول الفقه، وأعتقد أنه لا غنى لطالب العلم عنها جميعهان لكن الأولى في اعتقادي الاعتماد على كتاب البحر المحيط لكونه يورد من المتأخرين الذين جمعوا واستوعبوا اقوال المتقدمين في ابواب أصول الفقه، مع التنبيه إلى أنه لا يستغنى به عن الرجوع إلى كتب الأصوليين الذين يحكي مذهبهم فإنه أحيانا يخطئ في عزو المذهب إلى قائله، هذا بالإضافة إلى جمع الجوامع لابن السبكي فقد جمعه من حوالي مائة مصنف ... والله أعلم.

    ردحذف
  4. هو كتاب ينصح طالب العلم المتقدم بالاكثار من مطالعته ومطالعة المستصفى وقواطع الادلة والتقريب للامام الباقلاني بالاضافة الى كتاب المعتمد

    ردحذف
  5. شكرا لقد استفدت كثيرا منك

    ردحذف

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى