إعلان أفقي

الجمعة، 8 مارس 2019

ملف الإلحاد: مزايا وإشكالات وآفاق

Posted by mounir  |  at  مارس 08, 2019

الناظر في هذه الحملة المباركة التي يقودها تلة من خيرة الشباب ضد جرثومة الإلحاد التي باتت تنخر جسد الأمة، وتسرق منا شبابا مثل الزهور، بسبب ضعف حصانتهم العقدية أو ظروفهم المادية أو انبهارهم بالحضارة الغربية المزيفة، يجد أن لها مزايا عديدة، لكنها أيضا تعاني من عدة إشكالات يجب تجاوزها:
أولا: المزايا
ـــــــــــــــــ
1 ـ إظهار عوار الملاحدة، وتشويه دينهم الشيطاني الباطل، وبيان زيف شبههم الواهية التي تنطلق من الجهل، وتعتمد على الجهل، وتستغل الجهل، لتفرز لنا جهلا في جهل ...
2 ـ تقديم العقيدة الإسلامية في قالب عقلي منطقي يعتمد على الاستدلال والبرهان.
3 ـ الاستدلال على صلاحية التشريعات الإسلامية لكل زمان ومكان، والبرهنة على عدالتها وقدرتها على تحقيق الرقي والتطور.
4 ـ ربط الأمة بماضيها وتاريخها المشرق والمضيئ، ورفع الستار عن كثير من المحطات الزاهرة من حضارتنا العريقة.
5 ـ بيان تهافت العقائد المخالفة للإسلام، وإظهار مخالفتها للفطرة، والعقل، وعدم صلاحيتها لسياسة أمور الناس.
6 ـ ربط الإلحاد بأسبابه الرئيسة، والتفريق بين النموذج الغربي الذي ألحد من منطلق عقلي محض، وبين النماذج العربية التي انطلقت في إلحادها من اللامنطق، مقلدة في ذلك إلحاد الغرب ومستحضرة واقعه مع الكنيسة ...
7 ـ دفع الشباب للبحث والتنقيب، وتحفيزهم على القراءة واستخدام العقل ..
8 ـ بيان أهمية دراسة العلوم الإسلامية قصد الرد على ضلالات الملاحدة الوهمية، كعلوم القرآن والحديث والسيرة ...
9 ـ بيان أهمية دراسة التاريخ بشقيه الغربي المشوه، والإسلامي الذي شُوِّه.
10 ـ الانتقال بالمؤمن، من إيمان المقلد إلى إيمان العالم العارف بالله، والسفر به من التقليد إلى اليقين.
ثانيا: الإشكالات
ــــــــــــــــــــــ
1 ـ إشكالية التكرار: حيث إننا نجد نفس الرد يتكرر في أكثر من كتاب، وأكثر من تسجيل وبنفس الطريقة أحاينا، بل وبنفس المثال...
2 ـ إشكالية المصدر: فتكرار الردود يحيل على إشكالية ذكر المصادر، فنحن لا ندري غالبا من هو السباق لهذا الرد أو ذاك، الشيء الذي يجعلنا أمام معضلة حقيقية تتعلق بنسبة القول إلى قائله ...
3 ـ إشكالية حب الظهور والتصدر: لا حظت أن بعض الإخوة تصدروا للرد على الملاحدة ومناظرتهم دون استكمال الأهلية التامة الشيء الذي يجعل تأثير ذلك سلبا على المستمع، حيث تظهر حجة المنافح عن الإسلام ضعيفة امام خبث الخصوم ...
4 ـ عدم تمكن البعض من أساليب الحجاج المنطقي، بسبب زهدهم في تعلم المنطق...
5 ـ غلاء الكتب التي تهتم بالرد على شبهات الملاحدة، وضعف جودة الطباعة أحيانا، مقارنة مع الكتب التي تروج للباطل وتدعو للانحراف.
6 ـ ضعف الاهتمام بالعلوم الشرعية المساعدة في إبطال شبهات المخالفين...
7 ـ الاكتفاء بالدفاع عن أحكام الإسلام من خلال رد الشبهات المثارة حولها، وعدم المبادرة ـ غالبا ـ في الهجوم على مواطن الضعف والخلل في فكر الملاحدة المتهافت، الشيء الذي يجعل المعركة داخل حمى وحدود الشريعة.
8 ـ عدم تحرير محل النزاع بيننا وبينهم الشيء الذي يجرنا لإنفاق الكثير من الجهد في خوض معارك جانبية خارجة عن الموضوع، فالصراع بيننا وبينهم حول وجود خالق عظيم لهذا الكون الفسيح، وليس حول عدالة التشريعات الإسلامية ...
ثالثا: التحديات والآفاق
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ تكوين مراكز للبحث العلمي متخصصة في الرد على أصحاب هذا الفكر المنحرف، وقد بدأت بوادره والحمد لله مع مركز براهين ويقين وغيرهما ...
2 ـ إعطاء شهادات للتخصص في هذا العلم من طرف خبراء لهم باعهم الطويل في هذا الباب ...
3 ـ تخصيص أوقاف وصدقات لطباعة ونشر الكتب النافعة في هذا المجال بأثمنة جد مناسبة... بل وجعل هذا الباب من مصارف الزكاة.
4 ـ فتح شعب للدراسات العلمية متخصصة بهذا الملف في الجامعات ...
5 ـ تحرير محل النزاع، والتركيز على مواطن الخلل في فكرهم الضال والمنحرف، وبيان أنهم لا يقدمون بديلا علميا وعقليا عن نفيهم للخالق...
أخيرا:
ــــــــ
هذه ملاحظات جالت بخاطري فاقتنصتها في هذه اللحظات قبل أن تشرد، ولا شك أن هناك الكثير من المزايا والإشكالات والآفاق الأخرى التي غابت عن ذهني ... فمن كانت لديه أية إضافة او استدراك فلا يبخل علي بهما ... والله ولي التوفيق.

الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى