إعلان أفقي

الأحد، 25 فبراير 2018

الدليل القاطع على بطلان القول بأن "إشكالات الدين أكثر من إشكالات الفلسفة"

Posted by mounir  |  at  فبراير 25, 2018

إن الإشكالية مصطلح فلسفي بامتياز، وإذا ما أردنا أن نفهم معناه وجب علينا أن نسأل أهل التخصص، لا أن نتعامل مع المصطلح كما نفهمه نحن، فإذا ما رجعنا إلى معاجم المصطلحات الفلسفية نجد مايلي:
ـ الإشكال: هو مشكلة يصعب حلها بسبب تناقض في الموضوع أو في تصوره، وأطلق القدماء على حجج زينون أو أغاليطه اسم إشكالات، وعرف أرسطو الإشكال بأنه إيراد رأيين متعارضين لكل منهما عند العقل قيمته في الإجابة على المسألة المطروحة، والإشكال صفة تطلق على كل شيء يحتوي في داخل ذاته على تناقض، وعلى تقابل في الاتجاهات ... ( المعجم الشامل لمصطلحات الفلسفة للدكتور عبد المنعم حنفي ص: 72 ط 3 سنة 2000 ).
ـ إشكالي / المشكل: problématique : ما هو مشتبه فيه ويمكن أن يقرر دون دليل كاف، ومن ثم يبق موضع نظر. واصطلاحا: ما لا يتبين وجه الحق فيه، ويمكن أن يكون صادقا دون القطع بصدقه. (المعجم الفلسفي لمراد وهبة ص: 66 ط 5: 2007م / والمعجم الفلسفي إصدار مجمع اللغة العربية ص: 184 سنة 1983 ).
ملاحظة:
ـــــــــــــ
لفظ المشكل كما ورد في المعجم الصادر عن مجمع اللغة ليس خطأ، بل هو مرادف للإشكالية والإشكالي، وبين هذه المعاني وبين المشكلة فروق.
ـ وأما الإشكال فهو الالتباس، ويطلق على ما هو مشتبه، ويقرر دون دليل كاف، ومن ثم يبق موضع نظر. والإشكال (problématique )، عند الفلاسفة صفة لقضية لا يظهر فيها وجه الحق، ويمكنها أن تكون صادقة، إلا أنه لا يقطع بصدقها ... ( المعجم الفلسفي للدكتور جمال صليبة ج 2 ص: 379 ).
وهنا وجب التنبيه إلى أن مصطلح " الإشكالية " يستعمل عدة استعمالات حسب السياق، ومن ذلك إطلاقه في تقارير البحوث الجامعية على معنى خاص مخالف لمعناه الفلسفي أو قريب منه كل حسب فهمه وطريقة توظيفه، وبما أن الأخ "محمد علي" قد أردفه بالدرس الفلسفي، وجب معالجته من منظور فلسفي محض.
خلاصة القول:
ــــــــــــــــــــــ
إن الدارسين يكادون يجمعون على أن الإشكالية لا يمكن القطع فيها بالإثبات أو النفي.
فإذا تقرر ذلك، وتبين بالدليل القاطع، والبرهان الساطع، أن الإشكالية الفلسفية ليس لها حل برهاني كامل، أو منطقي ومعقول، تبين لنا فساد قول "محمد علي " حين قرر بأن إشكاليات الدين أكثر من إشكاليات الفلسفة، الشيء الذي يلزم منه القول بأن هناك أسئلة عقدية دينية لا جواب لها، وهذا هو عين الشك، بل هو الشك بعينه.
فمن لوازم هذا القول التشكيك في عقيدة المسلم ودينه وشريعته، لأنها تحتوي على عدة إشكالات هي أكثر تعقيدا من الفلسفة نفسها، وهذا لا يقوله مسلم عاقل بالغ راشد، إلا أن يكون قد لبس عليه بعض الباحثين بهذه الشبهة، فتلقفها دون علم أو فهم أو سؤال لأهل الذكر والاختصاص، فصار يلقي بها هنا وهناك، وهو لا يعلم أنها تحمل في طياتها بذور هدم الدين من أساسه.

شارك المقال:
الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى