هوية بريس : http://howiyapress.com/%D9%83%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%86%D8%A7%D8%A1-99-6/
عرض مختصر لأهم ما جاء في دراسة: «الإسلام والإرهاب متابعات سياسية وإعلامية وإحصائية في الميديا الغربية»، د. أكرم حجازي
نعود لسؤالنا الذي طرحناه في نهاية موضوع “محاربة الإسلام والتي غدت وظيفة مربحة“:
هل المسلمون من دون الأمم والشعوب والمكونات الاجتماعية، العرقية والإثنية والطائفية والدينية، هم وحدهم المرشحون للوقوع في الإرهاب إلى الحد الذي يستحقون فيه كل هذا التشوية والتحريض والكراهية فضلًا عن تنظيم الحملات الدولية المسلحة، سياسيا وعسكريًا وأمنيًا وإعلاميًا وفكريًا، ضد العالم الإسلامي؟
وبطبيعة الحال فالجواب المنطقي بالنفي. وكذا الأمر فيما يتعلق بالجواب الموضوعي. وهو ما تتحدث عنه حتى التقارير الإحصائية التي تصدرها وزارة الدفاع الأمريكية، ومكتب الشرطة الأوروبية، وغيرها من المنظمات الغربية والأمريكية.
التهديد الوجودي
المعادلة التي تحكم العلاقة بين الغرب والمسلمين تقضي بأن كل اعتداء يتم نسبته لمسلمين أو فيه تعريض حياة الآخرين للخطر، صغر أو كبر، حقيقة أو زعم، شبهة أو تهمة، هو بالضرورة «إرهاب إسلامي». ولما يكن الأمر فلا بد لذلك اللإرهاب المزعوم أن يحمل، أو ينطوي على، تهديد مباشر لـ:
(1) «قيم الحضارة الغربية» أو (2) «نمط الحياة» أو (3) «الأمن والسلم الدوليين» أو (4) «الهوية»، وما إلى ذلك من التوصيفات التي تصل إلى حد «التهديد الوجودي».
في المقابل فإن أي اعتداء يتم نسبته لغير المسلمين، لاسيما إنْ كان المنفذ من البيض، فهو بالضرورة «فعل جنائي فردي»، أيًّا كان حجم الجريمة المرتكبة وخلفياتها ومبرراتها. أما الفاعل الجنائي فهو، في أحسن الأحوال، موضع اشتباه، حتى لو انتمى إلى الدولة أو الجيش أو إلى جماعة عنصرية أو فاشية أو نازية أو مصنفة إرهابية.
واقع الإرهاب
تقرير الإرهاب الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي..
قد تعرضت الولايات المتحدة في غضون 25 عاما إلى 318 حادثًا إرهابيًا. ويشير التمثيل البياني، من جهته، إلى أن 42% منها، قام بها أمريكيون ذو أصول اللاتينية. وهي النسبة الأعلى. و24٪ من الجماعة اليسارية المتطرفة؛ و16٪ آخرون، خارج الفئات الرئيسة الأخرى؛ و7٪ من الإرهابيين اليهود؛ و6٪ من الإرهابيين المسلمين. و5٪ من الإرهابيين الشيوعيين.
ولا عجب أن أحدًا لا يسمع أو يناقش مثل هذه التقارير، أو يتساءل كيف يتقدم اليهود على المسلمين في ممارسة الإرهاب طوال ربع قرن؟ على الرغم من أن اليهود ارتكبوا جرائم إرهابية باسم الدين اليهودي.
موقع «loonwatch»
وفي تعليق الموقع على تقرير الـFBI السابق ذكره يذهب الموقع للقول بأن أحدًا:
لن يتمكن من التحدث عن جرائم اللاتينيين واليهود لأن معظم الأمريكيين والمتعصبين سيغلقون الأمر، بل أن مثل هذا الأمر يعد انتحارًا سياسيًا واجتماعيًا، في حين يمكن الاستمرار في اتهام المسلمين دون تحمل أية تداعيات
مؤسسة «RAND»
ولنا توقف مع تقرير لمؤسسة RAND بعنوان:
تهديد الجماعات الجهادية مبالغ فيه، صفر من المدنيين قتلوا في الولايات المتحدة منذ 11/9
وثَّقت فيه RAND الحوادث الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة منذ 9/11/2001 إلى نهاية 2009. وانتهى التقرير إلى نفس النتيجة فيما يتعلق بالمدنيين:
«لم يقتل مدني واحد عن طريق الجهاديين منذ هجمات 11/9»
البروفيسور Cole Juan
بعنوان: «الإرهاب والديانات الأخرى» يفتتح أستاذ التاريخ في جامعة ميتشيغان الأمريكية مقالته بتلخيص ما ارتُكب من جرائم في المائة سنة
الماضية، ويخلص فيها إلى ذلك التمثيل والذي يمثل نتيجة مشينة بحق الغرب أكثر من غيره، تقول:
ربما القول بأن مائة مليون شخص قُتلوا على أيدي أوربيين مسيحيين خلال القرن العشرين هو عددٌ أقل من المتوقع بكثير
في حين لم تتجاوز نسبة مسؤولية المسلمين ٣% من إجمالي القتلى. فمن يحق له التحدث عن الإرهاب بعد هذا؟ وبأية قيم قتل هؤلاء الضحايا؟ بقيم الحضارة الغربية كـ «الحرية» و«العدالة» و«المساواة» و«التعددية» و«التسامح»؟ أم بالقيم الإسلامية؟
الباحث Darius Nazemroaya Mahdi
لاحظ الباحث في مقالته عن: التصور والإمبراطورية: فهم الخوف الغربي من الإرهابيين العرب والمسلمين ميزتين لدى تعرضه لمؤشر الإرهاب الدولي لعام 2014، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، تقول الأولى أن:
«العنف الناتج عن الجماعات الإرهابية يقع في إطار التمرد والحروب الأهلية التي تتساوى مع أعمال الإرهاب»
وتؤكد الثانية أن:
«الغالبية العظمى من حالات الإرهاب في البلدان المُدرجة في هذا المؤشر، خاصة الأعلى تصنيفًا، ترتبط بتدخل واشنطن المباشر أو غير المباشر في شؤونها الخاصة». مع الإشارة، بحسب المؤشر، إلى أن:
82% من الوفيات العالمية التي نُسِبت إلى الأعمال الإرهابية، تحدث في أفغانستان، التي يحتلها حلف الناتو، والعراق وباكستان وسوريا ونيجيريا. وبالطبع، علاقات السياسة الخارجية الأمريكية بهذه الحوادث واضحة للغاية.
الباحث Nazemroaya وشارلي إبيدو
في أوروبا بلغ النفاق السياسي المحلي والعالمي مبلغه، حتى بدت فرنسا إعلاميًا كما لو أنها على وشك الزوال، إثر حادثة صحيفة شارلي إبيدو التي دأبت، منذ سنة 2011، على نشر رسوم مسيئة للرسول محمد ﷺ بينها رسوم عارية. بينما واقع الأمر في فرنسا وأوروبا هو على النقيض تمامًا من مهرجان شارلي إبيدو. بل أن الأرقام المتعلقة بالإرهاب تكاد لا تذكر، بالمقارنة مع أرقام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي. وهو ما دفع الباحث Nazemroaya إلى الحديث عن نمط أوروبي مماثل في التعامل مع الأحداث كُلما تعلق الأمر بالمسلمين.
مكتب الشرطة الأوروبية يوروبول والنشرة السنوية للاتحاد الأوروبي
بالاستعانة بما جمعه موقع loonwatch من تقارير مصدرها:
مكتب الشرطة الأوروبية يوروبول في العاصمة الهولندية –لاهاي-، لسنوات 2007، و2008، و2009.
النشرة السنوية للاتحاد الأوروبي بعنوان: تقرير وضع الإرهاب واتجاهاته.
وبحسب الشكل (2) فقد أشارت البيانات إلى أن:
99.6% من الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي ارتكبت من قِبل غير المسلمين!وفي حين نفذت الجماعات الانفصالية ما يقارب 1352 هجومًا، بمعدل قرابة 85% من الهجمات، يليها الجماعات اليمينية بنسبة 6.5%، و8.3% نفذها آخرون، فإن الهجمات المتعلقة بالمسلمين كانت فقط خُمْس، بنسبة لا تزيد عن 0.4%
الخوف من الإرهابيين العرب والمسلمين VS الإرهاب المحلي
يذكر الباحث Nazemroaya بكل جرأة ما يعجز العرب والمسلمون أنفسهم عن ذكره فضلًا عن حكامهم، حيث يقول:
عندما يرتكب أحد الأفراد من المسلمين أو العرب جرائم فيما يُسمى بالمجتمعات الغربية، فإن التقييمات تصدر حُكمًا، إما ضمنيًا أو صراحةً، على جميع المسلمين أو العرب بشكل جماعي، وبدرجات متفاوتة في أعقاب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، عن الإرهاب لسنة 2014.
بالمقارنة بين عدد الوفيات الناتجة عن الإرهاب وهو 32727 ثمة 377000 شخص قتلوا نتيجة عنف العصابات أو الجرائم بدوافع اقتصادية. لذا يلاحظ Zenko أن:
لم يمت مواطن أمريكي واحد نتيجة الإرهاب داخل الولايات المتحدة سنة 2014. وكما كان الحال في السنوات السابقة، مات 24 أمريكيًا نتيجة الإرهاب عندما سافروا إلى مناطق الحرب، أو المناطق التي تشهد عدم استقرار عنيف، منها 10 حالات في أفغانستان، و5 في إسرائيل أو الأراضي المحتلة، و3 في الصومال، و3 في سوريا، وحالة واحدة في كل من مصر والإمارات العربية المتحدة
الأمريكيين الذين يحملون الأسلحة هم الخطر الحقيقي على أمريكا
هذه شهادة الكاتب Dean Obeidallah التي تحمل ذات العبارة كعنوان لمقالته في الديلي بيست عن الإرهاب المحلي في أمريكا. فيما بدا «عداد القتل» لا يتوقف عن الدوران، يتحدث الكاتب بلغة رقمية مشيرًا، مع بعض التصرف الفني أحيانًا، إلى أنه:
كل يوم تقتل الأسلحة 30 مواطنًا أمريكيًا.
في سنة 2013 فقط قتل 33636 أمريكيًا، وهو رقم يفوق كل الأمريكيين الذين قُتلوا على الأراضي الأمريكية من قِبل الإرهابيين في السنوات الأربع عشرة الماضية. بمن فيهم 2977 ضحايا أحداث 11/9 مقابل 48 فقط قتلوا خلال نفس الفترة بسبب الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية.
يمثل الانتحار بالأسلحة النارية القاتلة ما نسبته 85% من الوفيات في حين يموت 3% بسبب تناول الحبوب.
كل يوم يموت ما يقرب من 30 شخصًا في حوادث السيارات التي تشمل سائق تحت تأثير الكحول. وفي سنة 2013 فقط، قُتل 200 طفل في سن الـ 14 في حوادث تنطوي على سائقين تحت تأثير الكحول.
فيما بين سنتي 200-2010 توفي بالأسلحة النارية ما مجموعه 335609 آلاف شخص.
11 حقيقة بشأن العنف المسلح في الولايات المتحدة
أورد الكاتب Dylan Matthews أرقامًا مماثلة، وأخرى مثيرة في مقالته:11 حقيقة بشأن العنف المسلح في الولايات المتحدة، والمنشورة بموقع vox المتخصص بمشكلات انتشار السلاح وإجمالي الجرائم الناتجة عنه. تنقل المقالة عن تقرير أصدره مركز أبحاث الكونجرس الأمريكي يقول:
إن ما يقرب من 310 مليون بندقية لمدنيين بيعت خلال عام 2009، من بينهم 114 مليون مسدس، و110 مليون بندقية، و86 مليون بندقية رش. ووفقًا لإحصاءات نشرها الموقع، فإن عدد مواطني الولايات المتحدة خلال العام ذاته بلغ 307 مليون نسمة، ما يعني أن عدد الأسلحة المستخدمة آنذاك فاقت أعداد المواطنين أنفسهم
كلمة ختامية
في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من هجمات إرهابية ذات بعد عالمي لا بد وأن كل مسلم توقف مليًا سائلًا نفسه: لماذا كل هذا الاستهداف للمسلمين؟ وكيف يكون الإسلام في حرب مع نفسه؟ أو في أزمة؟ بينما تسفك دماء معتنقيه في مشارق الأرض ومغاربها؟
فهل ثمة حرب أهلية في الإسلام في دول ميانمار وأفريقيا الوسطى وتركستان الشرقية والقوقاز وفلسطين؟ وهل يعيش هؤلاء فيما بينهم حربًا أهلية؟ وهل كان من الممكن أن تنشب الحروب في العراق وسوريا والصومال وأفغانستان وليبيا واليمن؛ لولا التدخلات الدولية والإقليمية؟؟
عرض مختصر لأهم ما جاء في دراسة: «الإسلام والإرهاب متابعات سياسية وإعلامية وإحصائية في الميديا الغربية»، د. أكرم حجازي
نعود لسؤالنا الذي طرحناه في نهاية موضوع “محاربة الإسلام والتي غدت وظيفة مربحة“:
هل المسلمون من دون الأمم والشعوب والمكونات الاجتماعية، العرقية والإثنية والطائفية والدينية، هم وحدهم المرشحون للوقوع في الإرهاب إلى الحد الذي يستحقون فيه كل هذا التشوية والتحريض والكراهية فضلًا عن تنظيم الحملات الدولية المسلحة، سياسيا وعسكريًا وأمنيًا وإعلاميًا وفكريًا، ضد العالم الإسلامي؟
وبطبيعة الحال فالجواب المنطقي بالنفي. وكذا الأمر فيما يتعلق بالجواب الموضوعي. وهو ما تتحدث عنه حتى التقارير الإحصائية التي تصدرها وزارة الدفاع الأمريكية، ومكتب الشرطة الأوروبية، وغيرها من المنظمات الغربية والأمريكية.
التهديد الوجودي
المعادلة التي تحكم العلاقة بين الغرب والمسلمين تقضي بأن كل اعتداء يتم نسبته لمسلمين أو فيه تعريض حياة الآخرين للخطر، صغر أو كبر، حقيقة أو زعم، شبهة أو تهمة، هو بالضرورة «إرهاب إسلامي». ولما يكن الأمر فلا بد لذلك اللإرهاب المزعوم أن يحمل، أو ينطوي على، تهديد مباشر لـ:
(1) «قيم الحضارة الغربية» أو (2) «نمط الحياة» أو (3) «الأمن والسلم الدوليين» أو (4) «الهوية»، وما إلى ذلك من التوصيفات التي تصل إلى حد «التهديد الوجودي».
في المقابل فإن أي اعتداء يتم نسبته لغير المسلمين، لاسيما إنْ كان المنفذ من البيض، فهو بالضرورة «فعل جنائي فردي»، أيًّا كان حجم الجريمة المرتكبة وخلفياتها ومبرراتها. أما الفاعل الجنائي فهو، في أحسن الأحوال، موضع اشتباه، حتى لو انتمى إلى الدولة أو الجيش أو إلى جماعة عنصرية أو فاشية أو نازية أو مصنفة إرهابية.
واقع الإرهاب
تقرير الإرهاب الصادر عن مكتب التحقيقات الفيدرالي..
قد تعرضت الولايات المتحدة في غضون 25 عاما إلى 318 حادثًا إرهابيًا. ويشير التمثيل البياني، من جهته، إلى أن 42% منها، قام بها أمريكيون ذو أصول اللاتينية. وهي النسبة الأعلى. و24٪ من الجماعة اليسارية المتطرفة؛ و16٪ آخرون، خارج الفئات الرئيسة الأخرى؛ و7٪ من الإرهابيين اليهود؛ و6٪ من الإرهابيين المسلمين. و5٪ من الإرهابيين الشيوعيين.
ولا عجب أن أحدًا لا يسمع أو يناقش مثل هذه التقارير، أو يتساءل كيف يتقدم اليهود على المسلمين في ممارسة الإرهاب طوال ربع قرن؟ على الرغم من أن اليهود ارتكبوا جرائم إرهابية باسم الدين اليهودي.
موقع «loonwatch»
وفي تعليق الموقع على تقرير الـFBI السابق ذكره يذهب الموقع للقول بأن أحدًا:
لن يتمكن من التحدث عن جرائم اللاتينيين واليهود لأن معظم الأمريكيين والمتعصبين سيغلقون الأمر، بل أن مثل هذا الأمر يعد انتحارًا سياسيًا واجتماعيًا، في حين يمكن الاستمرار في اتهام المسلمين دون تحمل أية تداعيات
مؤسسة «RAND»
ولنا توقف مع تقرير لمؤسسة RAND بعنوان:
تهديد الجماعات الجهادية مبالغ فيه، صفر من المدنيين قتلوا في الولايات المتحدة منذ 11/9
وثَّقت فيه RAND الحوادث الإرهابية التي وقعت في الولايات المتحدة منذ 9/11/2001 إلى نهاية 2009. وانتهى التقرير إلى نفس النتيجة فيما يتعلق بالمدنيين:
«لم يقتل مدني واحد عن طريق الجهاديين منذ هجمات 11/9»
البروفيسور Cole Juan
بعنوان: «الإرهاب والديانات الأخرى» يفتتح أستاذ التاريخ في جامعة ميتشيغان الأمريكية مقالته بتلخيص ما ارتُكب من جرائم في المائة سنة
الماضية، ويخلص فيها إلى ذلك التمثيل والذي يمثل نتيجة مشينة بحق الغرب أكثر من غيره، تقول:
ربما القول بأن مائة مليون شخص قُتلوا على أيدي أوربيين مسيحيين خلال القرن العشرين هو عددٌ أقل من المتوقع بكثير
في حين لم تتجاوز نسبة مسؤولية المسلمين ٣% من إجمالي القتلى. فمن يحق له التحدث عن الإرهاب بعد هذا؟ وبأية قيم قتل هؤلاء الضحايا؟ بقيم الحضارة الغربية كـ «الحرية» و«العدالة» و«المساواة» و«التعددية» و«التسامح»؟ أم بالقيم الإسلامية؟
الباحث Darius Nazemroaya Mahdi
لاحظ الباحث في مقالته عن: التصور والإمبراطورية: فهم الخوف الغربي من الإرهابيين العرب والمسلمين ميزتين لدى تعرضه لمؤشر الإرهاب الدولي لعام 2014، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، تقول الأولى أن:
«العنف الناتج عن الجماعات الإرهابية يقع في إطار التمرد والحروب الأهلية التي تتساوى مع أعمال الإرهاب»
وتؤكد الثانية أن:
«الغالبية العظمى من حالات الإرهاب في البلدان المُدرجة في هذا المؤشر، خاصة الأعلى تصنيفًا، ترتبط بتدخل واشنطن المباشر أو غير المباشر في شؤونها الخاصة». مع الإشارة، بحسب المؤشر، إلى أن:
82% من الوفيات العالمية التي نُسِبت إلى الأعمال الإرهابية، تحدث في أفغانستان، التي يحتلها حلف الناتو، والعراق وباكستان وسوريا ونيجيريا. وبالطبع، علاقات السياسة الخارجية الأمريكية بهذه الحوادث واضحة للغاية.
الباحث Nazemroaya وشارلي إبيدو
في أوروبا بلغ النفاق السياسي المحلي والعالمي مبلغه، حتى بدت فرنسا إعلاميًا كما لو أنها على وشك الزوال، إثر حادثة صحيفة شارلي إبيدو التي دأبت، منذ سنة 2011، على نشر رسوم مسيئة للرسول محمد ﷺ بينها رسوم عارية. بينما واقع الأمر في فرنسا وأوروبا هو على النقيض تمامًا من مهرجان شارلي إبيدو. بل أن الأرقام المتعلقة بالإرهاب تكاد لا تذكر، بالمقارنة مع أرقام مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي. وهو ما دفع الباحث Nazemroaya إلى الحديث عن نمط أوروبي مماثل في التعامل مع الأحداث كُلما تعلق الأمر بالمسلمين.
مكتب الشرطة الأوروبية يوروبول والنشرة السنوية للاتحاد الأوروبي
بالاستعانة بما جمعه موقع loonwatch من تقارير مصدرها:
مكتب الشرطة الأوروبية يوروبول في العاصمة الهولندية –لاهاي-، لسنوات 2007، و2008، و2009.
النشرة السنوية للاتحاد الأوروبي بعنوان: تقرير وضع الإرهاب واتجاهاته.
وبحسب الشكل (2) فقد أشارت البيانات إلى أن:
99.6% من الهجمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي ارتكبت من قِبل غير المسلمين!وفي حين نفذت الجماعات الانفصالية ما يقارب 1352 هجومًا، بمعدل قرابة 85% من الهجمات، يليها الجماعات اليمينية بنسبة 6.5%، و8.3% نفذها آخرون، فإن الهجمات المتعلقة بالمسلمين كانت فقط خُمْس، بنسبة لا تزيد عن 0.4%
الخوف من الإرهابيين العرب والمسلمين VS الإرهاب المحلي
يذكر الباحث Nazemroaya بكل جرأة ما يعجز العرب والمسلمون أنفسهم عن ذكره فضلًا عن حكامهم، حيث يقول:
عندما يرتكب أحد الأفراد من المسلمين أو العرب جرائم فيما يُسمى بالمجتمعات الغربية، فإن التقييمات تصدر حُكمًا، إما ضمنيًا أو صراحةً، على جميع المسلمين أو العرب بشكل جماعي، وبدرجات متفاوتة في أعقاب تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية، عن الإرهاب لسنة 2014.
بالمقارنة بين عدد الوفيات الناتجة عن الإرهاب وهو 32727 ثمة 377000 شخص قتلوا نتيجة عنف العصابات أو الجرائم بدوافع اقتصادية. لذا يلاحظ Zenko أن:
لم يمت مواطن أمريكي واحد نتيجة الإرهاب داخل الولايات المتحدة سنة 2014. وكما كان الحال في السنوات السابقة، مات 24 أمريكيًا نتيجة الإرهاب عندما سافروا إلى مناطق الحرب، أو المناطق التي تشهد عدم استقرار عنيف، منها 10 حالات في أفغانستان، و5 في إسرائيل أو الأراضي المحتلة، و3 في الصومال، و3 في سوريا، وحالة واحدة في كل من مصر والإمارات العربية المتحدة
الأمريكيين الذين يحملون الأسلحة هم الخطر الحقيقي على أمريكا
هذه شهادة الكاتب Dean Obeidallah التي تحمل ذات العبارة كعنوان لمقالته في الديلي بيست عن الإرهاب المحلي في أمريكا. فيما بدا «عداد القتل» لا يتوقف عن الدوران، يتحدث الكاتب بلغة رقمية مشيرًا، مع بعض التصرف الفني أحيانًا، إلى أنه:
كل يوم تقتل الأسلحة 30 مواطنًا أمريكيًا.
في سنة 2013 فقط قتل 33636 أمريكيًا، وهو رقم يفوق كل الأمريكيين الذين قُتلوا على الأراضي الأمريكية من قِبل الإرهابيين في السنوات الأربع عشرة الماضية. بمن فيهم 2977 ضحايا أحداث 11/9 مقابل 48 فقط قتلوا خلال نفس الفترة بسبب الهجمات الإرهابية على الأراضي الأمريكية.
يمثل الانتحار بالأسلحة النارية القاتلة ما نسبته 85% من الوفيات في حين يموت 3% بسبب تناول الحبوب.
كل يوم يموت ما يقرب من 30 شخصًا في حوادث السيارات التي تشمل سائق تحت تأثير الكحول. وفي سنة 2013 فقط، قُتل 200 طفل في سن الـ 14 في حوادث تنطوي على سائقين تحت تأثير الكحول.
فيما بين سنتي 200-2010 توفي بالأسلحة النارية ما مجموعه 335609 آلاف شخص.
11 حقيقة بشأن العنف المسلح في الولايات المتحدة
أورد الكاتب Dylan Matthews أرقامًا مماثلة، وأخرى مثيرة في مقالته:11 حقيقة بشأن العنف المسلح في الولايات المتحدة، والمنشورة بموقع vox المتخصص بمشكلات انتشار السلاح وإجمالي الجرائم الناتجة عنه. تنقل المقالة عن تقرير أصدره مركز أبحاث الكونجرس الأمريكي يقول:
إن ما يقرب من 310 مليون بندقية لمدنيين بيعت خلال عام 2009، من بينهم 114 مليون مسدس، و110 مليون بندقية، و86 مليون بندقية رش. ووفقًا لإحصاءات نشرها الموقع، فإن عدد مواطني الولايات المتحدة خلال العام ذاته بلغ 307 مليون نسمة، ما يعني أن عدد الأسلحة المستخدمة آنذاك فاقت أعداد المواطنين أنفسهم
كلمة ختامية
في ظل ما يشهده العالم الإسلامي من هجمات إرهابية ذات بعد عالمي لا بد وأن كل مسلم توقف مليًا سائلًا نفسه: لماذا كل هذا الاستهداف للمسلمين؟ وكيف يكون الإسلام في حرب مع نفسه؟ أو في أزمة؟ بينما تسفك دماء معتنقيه في مشارق الأرض ومغاربها؟
فهل ثمة حرب أهلية في الإسلام في دول ميانمار وأفريقيا الوسطى وتركستان الشرقية والقوقاز وفلسطين؟ وهل يعيش هؤلاء فيما بينهم حربًا أهلية؟ وهل كان من الممكن أن تنشب الحروب في العراق وسوريا والصومال وأفغانستان وليبيا واليمن؛ لولا التدخلات الدولية والإقليمية؟؟
0 التعليقات: