إعلان أفقي

الأربعاء، 17 أبريل 2019

جميع دروس الأولى باكلوريا

Posted by mounir  |  at  أبريل 17, 2019


ملاحظة: هذا العمل هو نتيجة مقارنة بين مجموعة من دروس أساتذة مادة التربية الإسلامية
عنوان الدرس:  الإيمان والغيب
1 ـ مفهوم الإيمان :
 لغة: التصديق الجازم بالشيء
واصطلاحا: التصديق الجازم بحقائق الوحي القطعية ورسوخها في القلب رسوخا ثابتا مؤثرا في الشعور والنظر والسلوك.
2 ـ أركانه:
الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.
3 ـ شروطه:
التصديق بالقلب، والقول باللسان، والعمل بالجوارح والأركان.
4 ـ مفهوم الغيب:
لغةً: ما غاب عن حواس الإنسان.
اصطلاحا: ما يمتنع على الإنسان في المعتاد إدراكه بحواسه في الدنيا ، فلا يعلم إلا بالخبر الصادق عن الله تعالى أو بتعليم منه سبحانه.
5 ـ دلالة الإيمان بالغيب:
اعتبر القرآن الكريم التصديق بالغيب دليلا على صدق إيمان المؤمن، وعلامة من علامات الهداية والرشاد، وربط بينه وبين الفلاح في الدنيا والآخرة.
6 ـ حكم الإيمان بالغيب
الإيمان بالغيب الذي أخبر به الله تعالى، أو أخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، دون حاجة إلى دليل من حس أو مشاهدة. قال تعالى في وصف المؤمنين: { الذين يومنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } ـ البقرة ـ
7 ـ علاقة الإيمان بالغيب:
العلاقة بين الإيمان والغيب هي علاقة ترابط وتكامل، فلا يتصور إيمان المسلم الحقيقي دون التصديق بما صح عن الله تعالى، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم من أمور الغيب.
8 ـ أقسام الغيب وأنواعه:
أ ـ غيب نسبي: وهو غيب قابل لأن يكون من عالم الشهادة إذا تهيأت للإنسان شروط معرفته، كتوقع سقوط المطر، والخسوف والكسوف، والعلم بجنس المولود ...
ب ـ غيب مطلق: وهو ما استأثر الله بعلمه، ولم يطلع عليه أحدا كالعلم بالساعة والروح وتقسيم الأرزاق، أو أطلع عليه من شاء من عباده كأمارات الساعة.
9 ـ أثر الإيمان بالغيب في التصور والسلوك:
أ ـ أثر الإيمان بالغيب في التصور:
ـ تحقيق طمأنينة القلب، وسكينة الروح.
ـ التخلص من خرافات المضلين، وادعاءات الدجالين.
ـ الشعور برقابة الله تعالى في جميع الظروف والأحوال.
ـ تحرير الإنسان من الفلسفة المادية التي لا تعترف بالوجود الغيبي.
ـ تحرير العقل من الاشتغال بالقضايا الغيبية التي لا يستطيع إدراكها، ليتفرغ لمهمة الاستخلاف وإعمار الأرض.
ب ـ أثر الإيمان بالغيب في السلوك:
ـ المداومة على طاعة الله بأداء العبادات بمختلف أنواعها.
ـ الابتعاد عن المعاصي والمنكرات القولية والفعلية.
ـ الصبر على مصائب الدنيا وآلامها.
ـ الجمع بين العمل للدنيا والاستعداد للآخرة الشيء الذي يؤثر على سلوك الفرد والمجتمع.
9 ـ القضية المركزية أو المحورية للدرس:
(( أثر الإيمان بالغيب في التصور والسلوك ))

عنوان الدرس: صلح الحديبية وفتح مكة
أولا: صلح الحديبية
1 ـ تعريفها:
معاهدة أبرمها النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش في ذي القعدة من السنة 6 للهجرة، بمكانٍ قُربَ مكة المكرمة اسمه الحديبية، تَم الاتفاق بمقتضاها على مجموعة من البنود؛ أهمها وضع الحرب بين الفريقين مدة عشر سنوات.
2 ـ سبب الخروج للحديبية׃
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا وتجهزوا للسفر.
واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، وخرج منها يوم الإثنين غرة ذي القعدة سنة 6 هـ، ومعه زوجته أم سلمة، في ألف وأربعمائة، ويقال ألف وخمسمائة، ولم يخرج معه بسلاح، إلا سلاح المسافر، السيوف في القرب.
3 ـ موقف قريش:
لما سمعت قريش بخروجه صلى الله عليه وسلم، قررت مقاتلته وصده عن دخول البيت.
4 ـ ردة فعل النبي صلى الله عليه وسلم:
لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش ليخبرهم أنهم لا ينوون القتال، وإنما جاؤوا للعمرة فقط، فاحتبست قريش عثمان بن عفان، وشاع خبر وفاته فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة إلى البيعه، فتبادروا إليه، وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا، وهذه هي بيعة الرضوان.
( أنظر الوثيقة رقم 1 )
5 ـ سفارة وهدنة׃
لما علمت قريش بالبيعة على قتالها، أرسلت سفيرها سهيل بن عمرو تطالب بالصلح على أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة عامه هذا حفاظا على ماء وجه قريش، فوقع الاتفاق على البنود التالية:
6 ـ كتابة وثيقة الصلح׃
بعد التفاوض بين المسلمين وقريش، وقع الاتفاق على البنود التالية: ( أنظر الوثيقة 2 )
 أ ـ وضع الحرب لمدة عشر سنين، يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض.
ب ـ من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه.
ج ـ إن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال .
د ـ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ( مثل خزاعة )، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ( مثل بني بكر ).
هـ ـ لا يقضي المسلمون مناسك العمرة إلا في العام القادم.
7 ـ إنكار عمر رضي الله عنه׃
( أنظر الوثيقة 3 )
8 ـ النحر والحلق للتحلل من العمرة:
لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضية الكتاب قال: قوموا، فانحروا، فما قام منهم أحد، وهنا ظهرت بعض مظاهر حكمة أهم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في حل هذه المشكلة ( أنظر الوثيقة رقم 4 )
9 ـ نهاية الغزوة وعودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:
وقفل النبي صلى الله عليه وسلم عائدا إلى المدينة مع أصحابه، وأثناء مسيره نزلت سورة الفتح. حيث سمى الله عز وجل ما حصل في هذا الصلح فتحا مبينا.
10 ـ أهم نتائج صلح الحديبية:
ـ دخول هيبة الإسلام والمسلمين في نفوس المشركين والمنافقين.
ـ تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة ومراسلة ملوك عصره.
ـ إسلام العديد من قادة قريش البارزين ( خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن أبي طلحة ).
ـ تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم لغزو اليهود ووضع حد لشغبهم وخيانتهم.
ـ دخول أعداد كبيرة من العرب في دين الإسلام دون حرب أو قتال.
ـ التمهيد لفتح مكة المكرمة.
11 ـ أهم الحكم والفوائد المستنبطة من هذه الواقعة׃
ـ رؤيا الأنبياء حق.
ـ من الحكمة أن يتنازل المرء أحيانا عن أشياء لا تضر بأصل قضيته لتحقيق أشياء أعظم منها.
ـ أن الإسلام ينتشر في حال السلم أكثر منه في حال الحرب.
ـ وجوب الوفاء بالعهود، وحرمة الغدر والخيانة.
ـ بيان فضل أهل بيعة الرضوان إذ هم في الدرجة الثانية بعد أهل بدر.
ـ استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه استخراجا لوجه الرأي واستطابة لنفوسهم.
ثانيا: فتح مكة :
1 ـ سنة وقوعها: في رمضان من السنة 8 هـ.
2 ـ سبب الغزوة:
نشب نزاع بين خزاعة وبني بكر، فأعانت قريش حلفاءها ضد حلفاء المسلمين، الشيء الذي يعد نقضا لبنود اتفاقية الصلح في الحديبية.
فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على فتح مكة وتطهيرها من الشرك والظلم. حيث خرج في عشرة آلاف مقاتل.
ودخل المسلمون إلى مكة دون حرب أو قتال سوى بعض المناوشات القليلة بين المعسكرين.
3 ـ مظاهر العفو والكرم المحمدي:
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة وصلى فيها، ثم خطب خطبة بليغة حرم فيها الدماء ثم قال: « يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ »، قالوا: خير، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: « إذهبوا فأنتم الطلقاء » .
4 ـ نتائج فتح مكة:
ـ اعتناق كثير من قريش دين الإسلام، ومنهم أبو سفيان بن حرب وهند بنت عتبة وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق.
ـ تخليص مكة من الشرك وضمها لحمى التوحيد.
ـ تحطيم وإزالة رهبة قريش من قلوب قبائل العرب، التي كانت تؤخر إسلامها لترى ما يؤول إليه حال قريش من نصر أو هزيمة.
ـ زيادة إيمان المؤمنين بتحقيق وعد ربهم ودخول البيت الحرام والطواف به.
ـ دخول الناس في دين الله أفواجا.
5 ـ الأحكام المستفادة من الفتح:
ـ بيان عاقبة نكث العهود والمواثيق.
ـ الحَلُّ السلميُّ مقدّم على الحرب ما لم تُلْجِئ الضرورة إليها..
ـ بيان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم. / ـ بيان مظاهر العفو المحمدي.
6 ـ القيم المستفادة من هذه الوقائع والأحداث:
العفو، التسامح، الوفاء بالعهد، التواضع
ثالثا: الحرية والسلام والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام وبقائه
إن من أهم أسباب انتشار الإسلام في العالم كله هو ما اتسم به من قيم الحرية، والتسامح، والوفاء بالعهود ( الوثيقة 5 )، وقد ظهرت هذه القيم واضحة جلية في أحداث صلح الحديبية وفتح مكة.


عنوان الدرس: الزواج: أحكامه ومقاصده
أولا: الزواج: تعريفه، مقدماته، حكمه، أركانه، وشروطه.
1 ـ مقدمات الزواج ( الخطبة )
هي تواعد بين رجل وامرأة على الزواج، ولكل من الطرفين حق العدول عنها.
ولكل من الخاطب والمخطوبة أن يسترد ما قدمه من هدايا ما لم يكن العدول عن الخطبة من قبله.
2 ـ الحكمة من مشروعيتها:
التعرف إلى المخطوبة والنظر إلى ما يظهر منها غالبا بعلمها وبدون خلوة.
3 ـ مفهوم الزواج:
ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على الدوام، غايته الإحصان والعفاف بقصد إنشاء أسرة مستقرة برعايتهما، يثبت بموجبه نسب الأولاد لأبيهم الذين هم من صلبه، وتجب عليه نفقتهم ونفقة زوجته.
4 ـ حكمه:
تعتري الزواج مجموعة من الأحكام الشرعية منها:
ـ الندب: وهو حكمه الأصلي، وذلك في حق من كان قادرا عليه ولا يخاف على نفسه من الزنا.
ـ الوجوب: في حق من تتوق نفسه إليه، وهو قادر عليه، ويخاف على نفسه من الزنا.
ـ الكراهة:  إذا أخل بالزوجة في الوطء والإنفاق مع عدم إلحاق الضرر بها.
ـ التحريم: إذا أخل بالزوجة في حقوقها مع إلحاق الضرر بها.
5 ـ أركانه:
الركن
بيانه
المحل أو الزوجان
طرفا العقد الخاليان من الموانع الشرعية( انظر الخطاطة)
الصيغة
كل ما يدل على الإيجاب والقبول والرضا من الطرفين
المهر أو الصداق
ما يقدمه الزوج لزوجته إشعارا بالرغبة في عقد الزواج وإنشاء أسرة مستقرة, وأساسه الشرعي قيمته المعنوية والرمزية.
4- شروطه:

الشروط
بيانها
الأهلية
أن يكون الزوجان عاقلين بالغين سن الزواج القانوني ( 18 سنة )
عدم إسقاط الصداق
يصرح به في عقد الزواج ويحدد , ولا يتفق على إسقاطه
موافقة الولي/النائب
إذا كان أحد الزوجين قاصرا لم يبلغ سن الزواج القانوني
سماع العدلين
بإثبات الإيجاب والقبول في وثيقة عقد الزواج
انتفاء الموانع
فلا تكون المرأة محرمة تحريما مؤبدا أو مؤقتا (انظر الخطاطة )

ثانيا: مقاصد الزواج وغاياته
1- تحقيق الإحصان والعفاف، و حفظ كل من الزوجين وصيانتها عن الحرام.
2- حصول المودة والرحمة وتحقيق السكن والأمن الاجتماعيين.
3 ـ تكثير سواد الأمة.
4- حفظ المجتمع من الشر وتحلل الأخلاق وتفشي الأمراض.
5 - بقاء النوع الإنساني على وجه سليم.
6- إقامة الأسرة المسلمة والسهر على تربيتها.
ولتحقيق المقاصد السابقة لابد من مقومات لاستقرار أي أسرة وهي كالآتي:
1- المعاشرة بالمعروف قال الله تعالى: ( وعاشروهن بالمعروف ).
2- حسن الخلق والرفق وتحمل الأذى.و الصبر والتحمل قال تعالى: ( وعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
3- الستر والاحترام وعدم إفشاء الأسرار قال عليه الصلاة والسلام: ( إن من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة: الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم
4- النفقة بالمعروف حسب مستوى الأسرة قال تعالى: ( لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا)

حق الله تعالى : الوفاء بالأمانة والمسؤولية
1 ـ ميزة الحقوق في الإسلام : ( القضية المركزية للدرس )
ـ الحقوق في الإسلام هي واجبات وتكاليف شرعية ربانية المصدر، وبالتالي فهي كلها من حقوق الله تعالى، لأنه هو من أمر بحفظها ورعايتها، فهي إذا بمثابة أمانات يجب المحافظة عليها، قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (57) } ـ النساء: 57 ـ
2 ـ مفهوم الوفاء بالأمانة والمسؤولية:
القيام بحق الله تعالى في حفظ الودائع والعهود والتكاليف والحقوق على وجه تام ومتقن،  من منطلق كونه مستأمنا عليها ومحاسبا على عمله فيها.
3 ـ تجليات الوفاء بالأمانة والمسؤولية:
أ ـ تجليات الوفاء بالأمانة
ـ حفظ الدين:بإتيان الواجبات وترك المحرمات
ـ حفظ النفس بعدم تعريضها للأذى.
ـ  حفظ العقل بالتعلم والتفكر والابتعاد عن كل مسكر أو مفتر.
ـ حفظ العرض بالتزام العفة والابتعاد عن الفواحش.
ـ حفظ المال عن طريق الحرص على المعاملات الشرعية وترك المحرمات كالغش والربا.
ـ حفظ العهود والمواثيق والوعود.
ـ حفظ أسرار الناس وعدم تتبع عوراتهم والتشهير بهم.
ب ـ تجليات الوفاء بالمسؤولية:
ـ الإحساس بمسؤولية الإنسان في أداء الواجبات التي عليه.
ـ مسؤولية الإنسان في شكر نعم الله تعالى عليه. لقوله تعالى: { ثم لتسألن يومئذ عن النعيم } ـ التكاثر ـ
ـ مسؤولية الإنسان عن كسبه وجسده وعمره، لقوله صلى الله عليه وسلم: « لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ ».
ـ مسؤولية الإنسان عن علاقته بالغير: كالوالدين، والأبناء، والأقارب، والجيران.
ـ مسؤولية الإنسان عن الاهتمام ببيئته المحيطة به.
4 ـ حكم أداء الأمانة
أداء الأمانة واجب لقوله تعالى: { إِنَّ اللهَ يَأمُرُكُمْ أن تُؤَدُّواْ الأمَاناَتِ إِلَى أَهلِهَا وإِذَا حَكَمَتُم بَيْنَ  النَّاسِ أَن تَحكُمُواْ بِالعَدْلِ إِنَّ  اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعَا بَصِيراً ( 58)}ـ النساء ـ
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَدِّ الأَمَانَةَ إِلَى مَنِ ائْتَمَنَكَ ، وَلا تَخُنْ مَنْ خَانَكَ ».
الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف
1 ـ مفهوم الكفاءة:
واصطلاحا: مجموعة من الاستعدادات والصفات والمهارات الفطرية والمكتسبة، التي  تجعل من توفرت فيه مستحقا لمسؤولية معينة، وتمكنه لأدائها بإتقان.
2 ـ مفهوم الاستحقاق:
واصطلاحا: حق الأولى والأجدر في  تولي أمر أو طلب ذلك ،لكفاءته واستجماعه للشروط والمعايير.
3 ـ أسس الكفاءة ومظاهرها:
ـ العلم والخبرة: قال تعالى في حق طالوت: { قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }. البقرة: 247.
ـ حسن الخلق والاستقامة.
ـ الأمانة والقوة: ويقصد بالقوة القدرة على اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وتنفيذه بما يحقق الصالح العام، قال تعالى على لسان إحدى ابنتي الرجل الصالح من أهل مدين: { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } ـ القصص: 26 ـ .
4 ـ العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق:
العلاقة بين الكفاءة والاستحقاق هي علاقة ترابط، فكل من توفرت فيه شروط الكفاءة ( أسس الكفاءة ) كان مستحقا للعمل الذي كلف به والمنصب الذي شغله، وكلما فقدت الكفاءة فقد الاستحقاق.
5 ـ مفهوم التكليف:
واصطلاحا: إسناد أمانة القيام بمهام معينة للقادر، على وجه الإلزام والائتمان، بحيث تقع عليه تبعاتها، ويقدم عنها حساباً إلى غيره.
شروط التكليف: العقل والبلوغ والتمييز والاستطاعة والاختيار، وعلم المكلف بما كلف به.
6 ـ المستفاد من قصة يوسف عليه السلام حول الكفاءة والاستحقاق:
يستنبط من قصة يوسف صلى الله عليه وسلم ما يلي:
ـ يجب على الكفء المبادرة إلى خدمة الصالح العام من خلال توظيف قدراته للمساهمة في تنمية المجتمع والارتقاء به إلى مصاف الأمم المتطورة والمزدهرة ( القضية المركزية للدرس ).
ـ يجوز للكفء أن يعلن عن مؤهلاته العلمية والخلقية التي تجعله يستحق منصبا أو مسؤولية معينة يهدف من خلالها خدمة المجتمع كما فعل يوسف عليه السلام حين قال: {  اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ } ـ يوسف: 55 ـ .
وقال سبحانه: { قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي } ـ يوسف: 37 ـ .
عنوان الدرس:  الإيمان والعلم

1 ـ مفهوم الإيمان:
التصديق الجازم بحقائق الوحي القطعية ورسوخها في القلب رسوخا ثابتا مؤثرا في الشعور والنظر والسلوك.
2 ـ مفهوم العلم:
هو إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكا جازما مطابقا للواقع
3 ـ دعوة الإسلام إلى العلم:
دعا الإسلام إلى العلم وحث المسلمين عليه، وجعل لصاحبه أجرا ومكانة كبيرة في الدنيا والآخرة. ونجد هذه الدعوة واضحة سواء في القرآن أو السنة:
فمن القرآن:
ـ نجد أن أول آية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى: { إقرأ }، والتي تحث على القراءة وطلب العلم والتعلم.
ـ رفع الله تعالى من شأن العلماء فقال في كتابه العزيز :{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}.
ـ نفى الله تعالى المساواة بين العالم و الجاهل فقال : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ }. الزمر: 9.
وأما من السنة:
ـ قوله صلى الله عليه وسلم: ( العلماء ورثة الأنبياء ).
ـ وقوله: ( طلب العلم فريضة على كل مسلم )
ـ وقوله: ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) ـ متفق عليه ـ
ـ وقوله: ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )
ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه    أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم     قال : (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ) ـ رواه مسلم ـ
ـ قصة فداء أسرى بدر مقابل تعليمهم القراءة والكتابة للمسلمين.
4 ـ علاقة الإيمان بالعلم: العلم يرسخ الإيمان ويقويه:
العلم يهدى إلى الإيمان ويقوي دعائمه، والإيمان يدعو إلى العلم ويرغّب فيه، فهناك إذن علاقة تكامل وترابط بين العلم والإيمان.
5 ـ لا تعارض بين العلم الصحيح والإيمان الحق ( القضية المركزية للدرس ):
العلم يهدي إلى الإيمان ويستحيل أن يوجد تعارض بينهما لأنهما ينبعان من مشكاة واحدة. لذلك قرر العلماء أنه يستحيل التعارض بين صحيح النقل وصريح العقل.
7 ـ علاقة العلم برفعة التكريم والتمكين في الأرض من خلال سورة يوسف عليه السلام:
أشارت سورة يوسف عليه السلام إلى أن العلم سبب للتمكين في الأرض، فقد رفع الله تعالى من شأن يوسف صلى الله عليه وسلم، وبوأه مكانة عالية في مصر بسبب العلم، قال تعالى: { وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) }.
وقال تعالى: { ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي المحسنين ( 22 )}.
وقال سبحانه: { قال لا ياتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتاويله قبل أن ياتيكما ذلكما مما علمني ربي }.
وقال عز من قائل: { قال إنما اشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ( 86 )}.
وقال سبحانه: { وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تاويل الأحاديث }.

عنوان الدرس: الرسول صلى الله عليه وسلم مفاوضا  ومستشيرا

1 ـ مفهوم التفاوض:
لغة: التباحث، وتداول الكلام.
واصطلاحا: هو أسلوب من أساليب حل النزاعات وتسوية الصراعات بين طرفين مختلفين حول قضية من القضايا.
2 ـ التفاوض في حياة النبي صلى الله عليه وسلم:
عرف النبي صلى الله عليه وسلم بقدرته الفذة على التفاوض مع الكفار والمشركين، وقد كان هذا المبدأ حاضرا بشكل ملفت في الكثير من وقائع السيرة النبوية العطرة، ومن ذلك:
ـ مفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم لمشركي قريش في صلح الحديبية.
ـ مفاوضته ليهود بني النظير ويهود خيبر.
3 ـ مميزات أسلوب التفاوض لدى النبي صلى الله عليه وسلم:
ـ الهدوء والقدرة على الحوار والإقناع.
ـ الثبات على المبادئ مهما كانت الظروف والأحوال.
ـ المرونة في التفاوض وعدم الاهتمام بالشكليات.
ـ وضع القوة واللين في موضعهما المناسب، كما في ردة فعله من إشاعة مقتل عثمان رضي الله عنه، مقارنة مع ليونته في كتابة بنود الوثيقة.
4 ـ مفهوم الاستشارة:
هي إشراك أهل الرأي السديد، والعلم المجيد في اتخاذ القرار الرشيد
5 ـ حث الإسلام على مبدأ الشورى ( الشورى مبدأ أصيل في الإسلام )
لقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بمشاورة الصحابة مع العلم أنه غني عنهم وعن مشورتهم لكونه مؤيدا ومنصورا بالوحي، ومع ذلك فقد كان يستشيرهم في كل ما يعترض طريق الدعوة أو الدولة، وما ذلك إلا لأن الشورى مبدأ أصيل في تعاليم الإسلام، قال تعالى مخاطبا نبيه: { وشاورهم في الامر}، وقال سبحانه واصفا المؤمنين: { وأمرهم شورى بينهم }.
6 ـ إعمال مبدأ الشورى في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لتدبير شؤون المسلمين:
تعددت نماذج استشاراته صلى الله عليه وسلم للصحابة، ومن الأمثلة على ذلك:
ـ مشاورته للصحابة في غزوة بدر الكبرى بين المواجهة وغيرها.
ـ مشاورته لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما في أسرى بدر.
ـ استشارته أم سلمة في صلح الحديبية.
ـ استشارته للصحابة في خطة الدفاع عن المدينة في غزوة الخندق.
7 ـ فوائد التفاوض والشورى وآثارهما:
ـ رص الصف الداخلي وتوحيد الكلمة في وجه العدو الخارجي
ـ تدبير الاختلاف وتضييقه وتقليله.
ـ نشر المحبة بين الرئيس والمرؤوس، والحاكم والمحكوم، والأسرة وربها ...
ـ سداد الرأي، ورجاحة العقل: فعقلان خير من عقل واحد.
ـ الإحساس بالمسؤولية في اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية.
ـ التحلي بقيم التواضع والتخلص من الأنانية والتكبر والاستعلاء.
8 ـ القضية المركزية للدرس:
من فوائد الشورى والتفاوض: رص الصف الداخلي، وتدبير الاختلاف.

فقه الأسرة، الطلاق: الأحكام والمقاصد
المحور الأول: مفهوم الطلاق وأحكامه.
1 ـ مفهوم الطلاق
لغة: من الإطلاق، وهو الإرسال والترك.
واصطلاحا: هو رفع قيد النكاح في الحال أو المآل، بلفظ مخصوص ونحوه.
وفي المدونة: هو حل ميثاق الزوجية، يمارسه الزوج والزوجة، كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء.
2 ـ حكم الطلاق:
مباح عند الضرورة، لقوله صلى الله عليه وسلم: « أبغض الحلال عند الله الطلاق ».
3 ـ أقسام الطلاق باعتبار إيقاعه:
نوع الطلاق
تعريفه
شروطه
طلاق سني
هو ما وافق السنة النبوية الشريفة
أن يقع في طهر لم يمسها فيه ـ أن يكون بطلقة واحدة، ـ أن لا يطلقها طلقة أخرى داخل العدة.
طلاق بدعي
هو ما خالف السنة النبوية الشريفة
ما اختل فيه شرط من شروط الطلاق السني.
4 ـ أقسام الطلاق وأنواعه باعتبار آثاره وما يترتب عنه:
النوع الأول: الطلاق الرجعي:
هو الذي يحق فيه للزوج أن يراجع زوجته داخل العدة دون الحاجة إلى إذن أو عقد، لقوله تعالى: { وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن ارادوا إصلاحا }.
ـ أحكام تتعلق بالطلاق الرجعي:
أ ـ أحكام العدة: وهي المدة التي تتربص فيها المطلقة بنفسها، وتختلف باختلاف حال المرأة على الشكل التالي:
الحائض: ثلاثة قروء، لقوله تعالى: { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ }.
اليائسة أو الصغيرة أو التي لا تحيض: ثلاثة أشهر
المرأة الحامل: وضع الحمل. قال تعالى: { وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ }.
المطلقة قبل الدخول: ليس عليها عدة، لقوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا }.
المتوفى عنها زوجها: أربعة أشهر وعشرة أيام، لقوله تعالى: { وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا}
ب ـ حكم العدة: واجبة.
ج ـ الحكمة من مشروعيتها / مقاصدها:
ـ الحفاظ على الأنساب من الاختلاط ، قال تعالى: { ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن } ـ البقرة
ـ إمكانية تراجع الزوجين عن الخطأ الذي وقعا فيه، { وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا } ـ البقرة : 226 ـ .
ب ـ أحكام متفرقة تتعلق بالطلاق الرجعي:
ـ تقيم المطلقة في بيت الزوجية طيلة وقت العدة.
ـ جواز دخول الزوج عليها، فإن مسها اعتبر ذلك رجعة وجب توثيقه.
ـ وجوب نفقة المطلقة داخل العدة على الزوج.
ـ استحقاقهما الإرث من بعضهما البعض في حالة موت أحدهما داخل العدة.
النوع الثاني: الطلاق البائن:
وهو الذي لا يحق فيه للزوج مراجعة مطلقته إلا برضاها وبصداق وعقد جديد، وهو نوعان:
أ ـ الطلاق البائن بينونة صغرى: وهو الطلاق الرجعي الذي انقضت عدته، أوالطلاق قبل الدخول، أو طلاق الخلع، وطلاق الشقاق، والتراضي، وكل طلاق يوقعه القاضي، باستثناء التطليق للإيلاء أو عدم النفقة.
ب ـ الطلاق البائن بينونة كبرى:  وهو الطلاق المكمل للثلاث، ويمنع من تجديد العقد مع المطلقة إلا بعد انقضاء عدتها من زوج آخر بنى بها فعلا بناء شرعيا.
المحور الثاني: مقاصد الطلاق، وآثاره
1 ـ مقاصد الطلاق:
ـ تفادي الأضرار النفسية والصحية للزواج الفاشل.
ـ دفع الزوجين إلى إعادة ترتيب حياتهما الزوجية بروح جديدة وبأسلوب أفضل.
ـ  رفع المشقة عن أحد الزوجين إن أصيب أحدهما بمرض عضال يخل بواجبات الزوجية، وكذلك إذا ساء خلق أحدهما.
ـ وضع حل للطباع التي لا يألف بعضها بعضا.
2 ـ آثار الطلاق على الأسرة والمجتمع:
أ ـ آثاره على الأسرة:
ـ تفكك الأسرة وتشتيت الشمل.
ـ ارتماء الأبناء في أحضان المجرمين ومروجي المخدرات.
ـ حالة التمزق النفسي التي يعاني منها الأطفال بحرمانهم من عاطفة أحد الأبوين.
ـ الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الطليقين مما يؤثر على توازنهم الاجتماعي ونظرتهم إلى الزواج في المستقبل.
ب ـ آثاره على المجتمع:
ـ ارتفاع نسب التشرد والانحراف وشيوع الجريمة في المجتمع.
ـ عزوف الشباب عن الزواج خوفا من تكرار نفس التجارب الفاشلة للوالدين أو الأقارب أو الجيران.
ـ ضعف الروابط الاجتماعية بين الأبناء وآبائهم، وتفشي مشاعر الحقد في المجتمع.
مدخل القسط / حق النفس: الصبر واليقين
1 ـ مفهوم الصبر: حبس النفس على الطاعات، وحبسها عن المحارم والشهوات، وعن التسخط من الأقدار، و الشكوى من ألم البلوى لغير الله ، تقربا لله تعالى واحتسابا.
2 ـ أنواع الصبر:
أ ـ الصبر على طاعة الله تعالى: من خلال الحرص على أداء العبادات وعدم تضييعها، قال تعالى: ( وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ).
ب ـ الصبر على معصية الله تعالى: وهو حبس النفس عن فعل المحرمات والمنكرات ( يوسف عليه السلام نموذجا ).
ج ـ الصبر على البلاء: وذلك من خلال حبس النفس عن التسخط القلبي والقولي والفعلي عند وقوع المصيبة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « إن الله عز و جل إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع ».
3 ـ تجليات الصبر وآثاره:
ـ الإحساس بطمأنينة القلب وسكينة الروح / ـ نيل محبة الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وسلم: « إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ... » الحديث، / عظم الجزاء في الدنيا والآخرة، قال تعالى:{ ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
4 ـ مفهوم اليقين:
العلم الثابت الراسخ في القلب رسوخ اعتقاد جازم لا يخالطه شك ولا ظن.
5 ـ تجليات اليقين:
ـ حسن التوكل على الله تعالى وعدم تعلق القلب بغيره.
ـ الرضا بحكم الله تعالى.
ـ الثبات على الحق مهما كانت الظروف والأحوال.
6 ـ علاقة الصبر باليقين في الإيمان والعمل:
العلاقة بينهما هي علاقة أصل بفرع، ذلك أن الصبر ثمرة من ثمرات اليقين، ولهما معا آثار إيجابية على زيادة الإيمان وكثرة العمل، فكلما زاد يقين العبد بربه وصبره زاد عمله.
7 ـ الصبر واليقين أساس ثبات الإيمان: ( القضية المركزية للدرس )
للصبر واليقين دور هام في ثبات إيمان المؤمن، ورسوخه في القلب رسوخا لا يعتريه شك، الشيء الذي يكسبه قدرة هائلة على مواجهة مشكلات الحياة ومعيقاتها بكل ثبات وقوة.
8 ـ نماذج مشرقة من صبر الأنبياء ويقينهم:
ـ صبر النبي صلى الله عليه وسلم على أذى المشركين ويقينه بنصر الله تعالى ( صلح الحديبية نموذجا ).
ـ صبر يعقوب عليه السلام على فقدان ولديه، ويقينه برجوعهما إليه.
ـ صبر يوسف عليه السلام على كيد الإخوة، ومراودة زوجة العزيز له، ودخول السجن، ويقينه بفتح الله ونصره.
ـ صبر إبراهيم عليه السلام على ترك زوجته وابنه في صحراء قاحلة، ويقينه برعاية الله لهما، وكذا صبره على ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام  ويقينه بفرج الله تعالى.
ـ صبر أيوب عليه السلام حين ابتلاه الله تعالى في ماله وولده وجسده فصبر صبرا جميلا وأيقن بفرج الله تعالى.

مدخل الحكمة:  العفو والتسامح
1 ـ مفهوم العفو:
لغة: المحو والطمس
واصطلاحا: إسقاط حق متابعة الظالم ومعاملته بالمثل ، مع وجود القدرة على ذلك،-قربة لله وكرما.
 2 ـ مفهوم التسامح:
لغة: من فعل سمح، أي لان وسهل.
واصطلاحا: تعامل الكريم باليسر واللين، وجوده على من  أساء إليه، بالتجاوز والإعراض والستر، مع كمال قدرته على  أخذ حقه منه.
3 ـ العلاقة بينهما:
العفو والتسامح وجهان لعملة واحدة، إلا أن التسامح أعم من العفو، لأن التسامح يكون مع المخطئ وغيره، بينما العفو لا يكون إلا مع المخطئ فقط.
4 ـ أهمية العفو والتسامح:
ـ العفو صفة من صفات الله تعالى قال سبحانه: ( إن الله كان عفوا غفورا )
ـ العفو والتسامح من أخلاق الأنبياء والمرسلين.
ـ العفو والتسامح من شيم عباد الله الصالحين، لقوله صلى الله عليه وسلم: « رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى ».
5 ـ آثار العفو والتسامح:
ـ العفو والتسامح أساس نشر المحبة وتماسك المجتمع ( القضية المركزية للدرس )
ـ الإحساس براحة النفس وطمأنينة القلب وسكينة الروح.
ـ الرفعة في الدنيا والآخرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: « ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ».
ـ مغفرة الذنوب يوم القيامة، قال تعالى: { فليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم  }.

مدخل التزكية: الإيمان والفلسفة
1 ـ مفهوم الفلسفة:
النظر العقلي المحض، والتفكير القائم على الاستدلالات المنطقية والبرهانية حول موضوعات وقضايا كلية، تستحق النقد والتفسير والتنظير.
2 ـ التفكير الفلسفي يقوي العقل ويطور التفكير:  وذلك من خلال:
ـ الدعوة إلى التفكر والفهم والتحليل وطرح التساؤلات والتأمل في الوجود والذات والكون.
ـ الحث على استخدام العقل ونبذ التقليد والتبعية.
3 ـ المقصود بالفلسفة الراشدة:
يقصد بالفلسفة الراشدة تلك الطريقة من التفكير التي تجمع بين المعقول والمنقول، ولا تضرب بعضه ببعض، بل تهتدي بنور الوحي، وتسترشد بعلومه وقيمه، وتستعملهما معا للوصول إلى الحقائق قصد ترسيخ الإيمان وتقويته.
4 ـ المنهج الفلسفي الموضوعي وأثره في ترسيخ الإيمان وعقيدة التوحيد:
يساعد التفكير " الفلسفي" الموضوعي على ترسيخ الإيمان الفطري وتقويته وزيادته، والانتقال بالإنسان من مجرد التقليد إلى مرتبة العلم والمعرفة الحقة، عن طريق الجمع بين آيات الكتاب المسطور، وآيات الكتاب المنظور.
لذلك نجد أن بعض الفلاسفة الموضوعيين قد توصلوا إلى الكثير من الحقائق الإيمانية من خلال استخدامهم العقل، كحقيقة وجود الله، والبعث ...، الشيء الذي يدل على أن للتفكير الفسلفي المنضبط دور مهم في ترسيخ الإيمان.
5 ـ لا تعارض بين الفلسفة الراشدة والإيمان الحق:
ـ الفلسفة الراشدة لا تتعارض مع الإيمان الحق، بل تهتدي بنور الوحي الذي يوصلها إلى الإيمان.
ـ الدين حق، والفلسفة حق، والحق لا يمكنه أن يتعارض مع الحق، لذلك قرر علماء الإسلام أنه لا يوجد تعارض بين العقل الصريح والإيمان الحق المبني على النقل الصحيح، فكلاهما ينبعان من مشكاة واحدة.
6 ـ العلاقة بين الفلسفة الراشدة والدين:
العلاقة بينهما هي علاقة توافق وتكامل ما دامت وسائلهما ونتائجهما واحدة كما يتبين في الجدول التالي:

الفلسفة
الدين
الوسائل
ـ الدعوة إلى التأمل والتفكر
ـ الدعوة إلى إعمال العقل وعدم إهماله
ـ نبذ التقليد والتبعية والدعوة إلى الاجتهاد
ـ الدعوة إلى التأمل والتفكر
ـ الدعوة إلى إعمال العقل وعدم إهماله
ـ نبذ التقليد والتبعية والدعوة إلى الاجتهاد
النتيجة
الوصول إلى الحقيقة وترسيخ الإيمان

الاقتداء: نماذج للتأسي: عثمان رضي الله عنه وقوة البذل والحياء.
1 ـ إعداد الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج تحمل الرسالة
ربى النبي صلى الله عليه وسلم جيلا فريدا من الصحابة تميزوا بعدة خصال جعلتهم نماذج للتأسي والاقتداء، كما أعطتهم القدرة على تحمل المسؤولية ونشر الدعوة في جميع أقطار العالم.
وقد رفع الإسلام من شأن هذا الجيل العظيم والمثالي، وحرم سبهم أو الانتقاص منهم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( لا تسبوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) ـ مسند أحمد ـ
2 ـ التعريف بعثمان رضي الله عنه:
هو صحابي جليل، وثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولد بالطائف بعد عام الفيل بست سنين، ولقب بذي النورين لزواجه من بنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية ثم أم كلثوم، واستشهد سنة 35 هـ، وقد دامت خلافته 12 سنة.
3 ـ عثمان بن عفان رضي الله عنه وقوة الحياء:
عرف عثمان رضي الله بشدة حيائه ووقاره، وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالصدق في الحياء فقال: ( أرحم أمتي بأمتي: أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقهم حياء: عثمان ) ـ م أحمد ـ
ومن مظاهر حيائه أنه لم يعاقر الخمر، ولا وقع في الفاحشة سواء في الجاهلية أو في الإسلام.
4 ـ مظاهر البذل والعطاء في سيرة عثمان رضي الله عنه:
أ ـ إنفاقه في الجهاد:
جهز جيش العسرة في غزوة تبوك ب 950 بعيرا، وأتم الألف ب 50 فرسا، وجاء ب 1000 دينار ووضعها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( ما ضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم ) ـ الحاكم ـ
ب ـ إنفاقه في سقي الماء: اشترى بئر رومة ب 35 ألف درهم، وجعلها صدقة جارية للمسلمين.
ج ـ إنفاقه في توسعة المسجد: حيث اشترى أرضا مجاورة للمسجد النبوي وضمها إليه.
د ـ إنفاقه في الشدائد ( المجاعة ) : أصاب المسلمين القحط في زمن أبي بكر رضي الله عنه، فتصدق عثمان رضي الله عنه بمائة راحلة من القمح أو الطعام لفائدة الفقراء.  
5 ـ المؤمن يدعو الى الإسلام بأخلاقه وسلوكه ( البذل والحياء )  ـ ( ق . م . د )
يحرص المؤمن الحقيقي على الدعوة إلى الإسلام بالفعل والعمل لا بمجرد القول، وذلك من خلال الالتزام بالقيم الأخلاقية الإسلامية الداعية إلى البذل والحياء.
الاستجابة: فقه الأسرة: رعاية الأطفال وحقوقهم
1 ـ مفهوم رعاية الطفل:
القيام بشؤون الطفل على أكمل وجه، وفق منهج الإسلام وتعاليمه ،بما يضمن حماية مصالحه الفضلى وتحقيق حاجاته الأساسية ونمو شخصيته بشكل سوي.
2 ـ خصائصها:
ـ الربانية: فهي تشريع رباني منزل من عند الله تعالى.
ـ الشمول: تشمل كل جوانب حياة الطفل الدينية والتربوية والنفسية والجسدية، كما تشمل حياته قبل الولادة ( من خلال حسن اختيار الزوجين أحدهما للآخر ) إلى بلوغ سن الرشد للذكور، والزواج للإناث.
ـ العدل، والمساواة: بين جميع أطفال المجتمع دون تمييز بين غنيهم وفقيرهم، وكذا عدم تفريق الآباء بين أبنائهم
ـ التوازن: إنشاء شخصية متوازنة ومعتدلة، تجمع بين ما هو ديني وما هو دنيوي.
ـ الثبات: فهي حقوق ثابتة لا تتغير بتغير الزمان وتبدل الظروف والأحوال.
ـ الواقعية: تراعي سن الطفل وواقعة وحاجاته.
3 ـ رعاية الأطفال مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمجتمع:
أ ـ رعاية الطفل مسؤولية الوالدين أولا: بحكم ما أودعه الله تعالى فيهما من استعداد فطري للاعتناء بأطفالهما، وإذا فقد الأبوان انتقل واجب الرعاية إلى باقي أفراد الأسرة حسب ترتيبهم في الحضانة، وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم مسؤولية الوالدين فقال: « إن الله سائل كلَّ راع عما استرعاه، أحفظ ذلك أم ضيع ؟، حتى يسأل الرجل على أهل بيته » ـ صحيح ابن حبان ـ.
ب ـ رعاية الطفل مسؤولية المجتمع: في حال فقدان الوالدين وباقي أفراد الأسرة تنتقل المسؤولية إلى المجتمع ككل، حيث تتكفل الدولة بمؤونته ورعايته، لحديث مالك في الموطأ وفيه: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب بطفل وجده منبوذا، فقال عمر: « ما حملك على أخذ هذه النسمة فقال وجدتها ضائعة فأخذتها فقال له عريفه يا أمير المؤمنين إنه رجل صالح فقال له عمر أ كذلك قال نعم فقال عمر بن الخطاب اذهب فهو حر ولك ولاؤه وعلينا نفقته  ».
4 ـ حقوق الطفل على الأسرة والمجتمع:
أ‌-       حق الطفل على الأسرة
ب‌-  حق الطفل على المجتمع
n         الحق في النسب : تحريمه عز وجل للزنا وتشريع الزواج.
n         الحق في النفقة والغذاء والكساء والإيواء بالمعروف
n         الحق في التنشئة الدينية السليمة :
n         الحق في الحضانة : من خلال رعايته وحفظه من كل ما يضره في دينه أو جسده أو عقله.
n         الحق في التعلم : بتعليمه الكتابة والقراءة...
n         الحق في الأسرة : يتضمن هذا الحق الاعتراف بالطفل وحمايته تحت أسرة متماسكة.
n         الحق في الصحة : توفير بيئة صحية وسليمة.
n         الحق في المساواة : بين جميع الأطفال في المجتمع
n         الحق في المال : فللطفل الحق الكامل في التملك سواء بالإرث أو الهبة أو الوصية.

5 ـ المودة والرحمة والحوار من أسس رعاية الأطفال وحفظ حقوقهم ( ق م د )
أ ـ الحوار:
بالاستماع إليهم وإلى رغباتهم، وفتح المجال أمامهم للتعبير عن آرائهم ومواقفهم.
ب ـ المودة: وذلك من خلال إظهار مشاعر المحبة لهم قولا وعملا.
ج ـ الرحمة: بملاطفتهم واللعب معهم والعطف عليهم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس رضي الله عنه أبصر النبي يقبل الحسن،فقال:إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنه من لا يرحم لا يرحم" متفق عليه.
القسط:  حق الغير: العفة والحياء
1 ـ مفهوم العفة:
واصطلاحا: قدرة على الامتناع الاختياري، عن الرضوخ والاستجابة لداعي الشهوات ،طلبا لرضا المعبود وكمال النفس ورفعتها.
2 ـ تجلياتها:
-الحرص على القناعة والكسب الحلال
- غض البصر والابتعاد عن مواطن الشهوات.
-العفة في المأكل والمشرب
- تحصين الفرج بتجنب الزنا والحرص على الزواج
ـ تجنب التبرج وكل ما من شأنه إثارة الفتنة في المجتمع
3 ـ مفهوم الحياء:
واصطلاحا: فزع وانقباض النفس عن فعل ما يذم شرعا وعرفا، تعظيما لله وهيبة منه وإجلالا لنظره تعالى.
4 ـ الفرق بين الحياء والخجل:
الخجل هو خوف وعجز وضعف أمام الخلق، والحياء عزة وانكسار أمام الخالق، فالخجول قد يتجنب المعصية عجزا، أما المستحيي فيتجنبها خشية من ربه.
5 ـ تجليات الحياء ومظاهره:
ـ الاتصاف بصفات الحشمة والوقار.
ـ للاستحياء من الله تعالى من خلال خشيته سرا وعلانية.
ـ الاستحياء من النفس: عبر انقباض النفس عن الفواحش والمحرمات.
ـ الاستحياء من الغير: من خلال احترام الآخر كائنا من كان.
6 ـ علاقة العفة بالحياء في القول والعمل:
العفة والحياء خلقان متلازمان، والعلاقة بينهما هي علاقة أصل بفرع، فالعفة ثمرة من ثمرات الحياء،  وبهما يرتقي المؤمن إلى مراتب الإحسان في القول والعمل.
7 ـ العفة والحياء أساس تحصين الفرد والمجتمع : ( ق م د ):   وذلك من خلال:
 ـ حفظ الأفراد والأسر والمجتمعات من الانحلال الأخلاقي.
ـ تأمين سلامة الفرد والمجتمع من تفشي الأمراض المزمنة والفتاكة.
ـ تحصين المجتمع من الظواهر السلبية كظهور ما يسمى بالأمهات العازبات، والأطفال المتخلى عنهم، وما يترتب على ذلك من فساد كبير.
وقاية المجتمع من تفشي الفواحش
1 ـ مفهوم الفاحشة:
واصطلاحا: ما تناهى قبحه شرعا وعرفا وفطرة ،من الموبقات الظاهرة ،كالزنا واللواط ونحوهما ،والباطنة، كالكبر والعجب وحب الرئاسة.
2 ـ حكم الفاحشة في الإسلام:
حرم الله تعالى جميع الفواحش الظاهرة منها والباطنة، فقال سبحانه: { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن } ـ الأعراف: 33 ـ، كما حرم الأسباب المؤدية إلى الاقتراب منها، فقال عز من قائل: { ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن } ـ سورة الأنعام : 151 ـ
3- مخاطر الفواحش على المجتمع :
   ـ مخاطر صحية : انتشار الأمراض الفتاكة والمعدية ....                                                                           
   ـ مخاطر أمنية : فقدان الأمن على النساء والأعراض من خلال انتشار جرائم التحرش والاغتصاب ...
   ـ مخاطر اجتماعية : انتشار مظاهر الإباحية . اختلاط الأنساب .اختلاس المال العام . فقدان الثقة ...
   ـ مخاطر أخلاقية : التشبه بالثقافة الغربية. اضمحلال القيم والمبادئ الإسلامية ،فقدان الهوية،عدم الاعتزاز بالدين، وتغير الفطرة الإنسانية ( المثلية الجنسية .التخنث . الاسترجال ).
4 ـ أساليب وقاية المجتمع من الفاحشة:
ـ التحلي بفضائل الأخلاق وبثها في المجتمع درءا للفواحش ( ق م د ): من خلال تقديم نماذج صالحة في وسائل الإعلام لكي يتخذها الشباب قدوة صالحة لهم يقتدون بهم في الأخلاق والقيم والفاضلة.
ـ التربية الإيمانية العملية التي تثمر تقوى الله والغيرة على المحارم واستقباح الفواحش.
ـ التخلق الجماعي بقيمة التستر وعدم المجاهرة بالمعصية.
ـ غرس قيم العفاف والشرف بأساليب عملية عن طريق الاهتمام بالتعليم ووسائل الإعلام .
ـ  إشغال أوقات الفراغ بما ينفع من قول وعمل.
ـ التشجيع على الزواج، والتزام خلقي العفة والحياء.
التزكية: الإيمان وعمارة الأرض
1 ـ مفهوم عمارة الأرض:
اصطلاحا: تعمير الأرض بالعمل الصالح المادي والمعنوي المؤدي إلى الانتفاع بخيراتها بلا إفساد، واستصلاح أحوالها بما ييسر للإنسان الحياة الطيبة ، ويحقق مرضاة الله تعالى.
2 ـ مفهوم الاستخلاف:
 هو توكيل / تكليف الله تعالى الإنسان على عمارة الأرض وتنزيل أحكامه فيها تشريفا وتكليفا واختبارا.
3 ـ مبدأ الاستخلاف أساس عمارة الأرض:
خلق الله تعالى الإنسان وجعله خليفة في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، قصد إعمارها وإصلاحها على الوجه السليم بما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
قال تعالى: {هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا أليه إن ربي قريب مجيب} ـ هود: 61 ـ
4 ـ النهي عن الإفساد في الأرض:
حرم الله تعالى الإفساد في الأرض فقال سبحانه: { ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها } ـ الأعراف: 55 ـ، و قال عز وجل : { وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين} ـ القصص: 77 ـ.
5 ـ حكم عمارة الأرض /  واجب المؤمن عمارة الأرض وإصلاحها:
ـ يجب على المؤمن تعمير الأرض وإصلاحها عملا بمبدأ الاستخلاف، وذلك من خلال الجمع بين التوحيد والعمل الصالح ( العبادات، تطبيق الشريعة، إقامة العدل، نصرة المظلوم ... ) من جهة، والبناء والتشييد من جهة أخرى.
6 ـ العلاقة بين الإيمان وعمارة الأرض:
علاقة تكامل وترابط، فالإيمان أساس العمران الحقيقي وشرط استمراره وبقائه، وإذا تخلف شرط الإيمان تخلف مفهوم العمران.
7 ـ أهتدي بسورة يوسف عليه السلام:
قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: { قالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)} ـ سورة يوسف عليه السلام ـ.
ـ لم يطلب يوسف عليه السلام الإمارة لذاتها، وإنما طلبها عن كفاءة واستحقاق قصد إعمار الأرض وإصلاحها، بالتوحيد أولا ثم بالبناء والتشييد، حيث واجه مشكلة الجفاف التي كادت أن تعصف بمصر وأهلها.
عنوان الدرس:  الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته
 1 ـ محمد صلى الله عليه وسلم: الرسول الإنسان.
ـ سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم تحكي حياة إنسان أكرمه الله تعالى بالرسالة، ولم يخرجه من إنسانيته، بل جعله نموذجا للكمال البشري، وتطبيقا عمليا لتعاليم الإسلام الظاهرة والباطنة.
ـ الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة عملية لكل إنسان، فهو الشاب الأمين، والزوج الرفيق، والأب الحنون، والقائد العادل، والتاجر الصادق، والجار الكريم، قال تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } ـ الأحزاب: 21 ـ 
2 ـ سمو أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة أهل بيته:
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أسوة لجميع المسلمين في معاملتهم لأهل بيتهم سواء أكانوا ازواجا أم أبناء أم خدما، ومن تجليات ذلك:
أ ـ معاملته لزوجاته: قال النبي صلى الله عليه وسلم: « خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي »، وقد تجلت مظاهر هذه الخيرية من خلال:
ـ مساعدته لهن في أمور البيت فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني في خدمة أهله ـ فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة ـ مسلم ـ
ـ عدله بينهن في المبيت والنفقة، / ـ اعترافه بحبهن وعفوه عن أخطائهن. / ملا عبتهن وملاطفتهن / ـ استشارتهن والأخذ برأيهن.
ب ـ معاملته لأولاده وأحفاده:
لقد كانت علاقة الرسول عليه السلام بأبنائه وأحفاده، علاقة قائمة على المحبة والاحترام والعطف، ومن مظاهر ذلك: ـ تقبيله وضمه لهم، / ـ عطفه عليهم / رقيتهم والدعاء لهم / البكاء والحزن على موت أحدهم .
ج ـ معاملته لخدمه: عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: « خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي أف قط، وما قال لشيء صنعتُه لم صنعته، ولا لشيء تركته لم تركته ».
3 ـ تجلي إيمان المؤمن وقيمه في معاملته لأهل بيته ( ق م د ):
إن من أعظم مظاهر إيمان المؤمن الدالة على حسن خلقه هي معاملته لأهل بيته، وذلك من خلال: الإحسان للوالدين، وحسن معاشرة الأهل والأبناء، والاهتمام بالأقارب والجيران ...، لينال العبد حب الله تعالى، وفضل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
عنوان الدرس:  الأسرة نواة المجتمع
1 ـ مفهوم الأسرة:
 أصل المجتمع ونواته الأولى، المتكونة عن الرَّابطة الزَّوجيّة الشَّرعيّة القائمة بين الرَّجل والمرأة،  وتضم الآباء والأولاد، وتمتد لتشمل وحداتٍ مُترابِطة من الأقارِبَ والأرحامَ.
2 ـ مكانتها:
ـ الأسرة نواة المجتمع وأساس صلاحه.
ـ الأسرة هي أصل النوع البشري، وشرط في بقائه والحفاظ عليه.
ـ الأسرة ضمان للاستقرار النفسي للإنسان.
3 ـ شروط ومقومات استقرار الأسرة:
ـ حسن اختيار الزوجين أحدهما للآخر.
ـ التعاون والتفاهم على تربية الأبناء تربية دينية سليمة ومتكاملة.
ـ الحرص على تجنب أسباب الغيرة بينهم اقتداء بنبي الله يعقوب عليه السلام.
ـ التعاون بين أفراد الأسرة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته
ـ التحلي بالقيم الإسلامية السمحة: كالصبر والوفاء والعفو والتسامح والوفاء بالأمانة والعفة والحياء، والتشاور...
4 ـ سبل تحصين الأسرة من الانحلال والتفكك ( ق م د ):
ـ تحصين الأسرة بحفظ الدين: من خلال ترسيخ القيم الأخلاقية الإسلامية في نفوس الناشئة وتربيتهم تربية سليمة نحافظ من خلالها على فطرتهم النقية، لقوله صلى الله عليه وسلم: « كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه » ـ الموطأ ـ
ـ تحصين الأسرة بحفظ النسب والعرض: من خلال تحريم الزنا وتشريع الزواج، والدعوة إلى العفة والحياء.
ـ تحصين الأسرة من استعمال العنف سواء اللفظي أو الجسدي: ومقابلة ذلك باللين والرفق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: « يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه » ـ رواه مسلم ـ
ـ تحصين الأسرة من عبث وسائل الإعلام الفاسدة والمفسدة: من خلال اختيار وسائل الإعلام الهادفة.
حق البيئة: التوسط والاعتدال في استغلال البيئة
1 ـ مفهوم البيئة في الإسلام:
المجال الطبيعي الذي أعده الله تعالى فضلا منه وابتلاء، للإنسان الخليفة، ليعمره بالخير ولا يفسد فيه.
2 ـ حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان:
ـ يعتبر الحفاظ على البيئة من صميم العقيدة الإسلامية، وتنميتها من مقتضيات إيمان المسلم الذي يستجيب لحكم الله تعالى بتحريم الإفساد في  الأرض، ولتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم الذي اعتبر إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، حيث قال صلى الله عليه وسلم: « الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق » ـ صحيح مسلم ـ
ـ يعتبر الحفاظ على البيئة جزءا من أمانة الاستخلاف، ومظهرا من مظاهر عمارتها.
3 ـ ضوابط استغلال البيئة في الإسلام ( التوسط والاعتدال ):
ـ اعتماد مبدأ الوسطية والاعتدال في استغلال خيرات الأرض بلا إفراط ولا تفريط.
ـ تجنب الإسراف والتبذير في استغلال الثروات حفاظا على التوازن البيئي، عملا بنصوص القرآن والسنة، واقتداء بتدبير يوسف عليه السلام لأزمة الجفاف.
ـ تجنب كل ما يؤدي إلى تلوث البيئة.
4 ـ بعض الأدلة من القرآن والسنة على حماية البيئة:
ـ قال الله تعالى: { وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ  قَرِيبٌ  مِّنَ  المُحْسِنِينَ } (سورة الأعراف :56).
ـ وقال سبحانه: { كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} ـ سورة البقرة  : جزء من آية 60 ـ
ـ وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: « الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله  وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ».
ـ وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم  أيضا: « ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ».
ـ  وقال عليه الصلاة والسلام: « إن قامت السّاعة، وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألّا تقوم حتى يغرسها ، فليغرسها ».
ـ وقال عليه السلام: « من أحيا أرضاً ميتة فهي له ».
الحكمة: السبعة الذين يظلهم الله
1 ـ شرح ألفاظ الحديث:
ـ يظلهم الله في ظله: يؤمنهم من الفزع يوم القيامة، ويظلهم من حر شمسها.
ـ رجل: خرج مخرج الغالب، ويشمل النساء في الحكم أيضا.
ـ دعته امرأة: طلبت منه الفاحشة
ـ ذكر الله خاليا: في خلوة بعيدا عن أعين الناس.
ـ فاضت عيناه: بكى خشية من الله عز وجل.
2 ـ المعنى العام للحديث:
إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أوصاف الأصناف السبعة الذين وعدهم الله تعالى بالأمن من فزع يوم القيامة، جزاء لهم على صفاتهم وقيمهم السامية.
3 ـ بيان أوصاف السبعة الذين يظلهم الله تعالى:
ـ الإمام العادل: هو كل من تحمل مسؤولية ما وحكم فيها بالحق سواء في الملك أو القضاء أو الأسرة ...
ـ شاب نشأ بعبادة الله: حيث استغل مرحلة شبابه في طاعة الله، بعيدا عن الشهوات والمغريات التي تستهوي أقرانه.
ـ رجل قلبه معلق في المساجد: شديد الحب لها رغم خلوها من المغريات، حيث يعمرها بالصلاة والذكر.
ـ رجلان تحابا في الله ...: جمعتهما الصلة بسبب المحبة في الله دون مصالح دنيوية.
ـ رجل دعته امرأة ...: راودته عم نفسه، وطلبت منه الوقوع في الفاحشة، لكنه التزوم بالعفة خوفا من الله تعالى.
ـ رجل تصدق بصدقة ... : أخلص في صدقته فأخفاها عن الناس تجنبا للرياء.
ـ رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه: ذكر الله بمكان خال لا يراه فيه أحد حتى فاضت الدموع من عينيه.
4 ـ التحلي بأوصافهم من صلاح المجتمع وسبب في استقراره
إن التحلي بهذه الوصاف السبعة، يعد مفتاحا لإصلاح المجتمع واستقراره، الشيء الذي يساهم في تحقيق الرقي الحضاري، ويساعد في البناء والإعمار والتشييد.
5 ـ  التعريف بالأخلاق الحميدة والدعوة إلى التحلي بها من الإيمان ( الأوصاف السبعة ) ـ ق م د ـ
يجب على المسلم أن يتحلى بهذه الصفات وبمثلها من الأخلاق الحميدة ويدعو غيره إليها، لأنها من تمام الإيمان وحُسن الإسلام. فيحرص على الإخلاص في القول والعمل، وأن يجعل لنفسه عملا خفيا بينه وبين الله لا يطلع عليه أحد من الناس، وأن يتعلق بالمساجد لأداء العبادات، وأن يحرص على مصاحبة الأخيار ومجالستهم، وأن يكون عادلا في أموره كلها، وأن يعتني اعتناء خاصا بمرحلة شبابه، وأن يتصف بخلق العفة والحياء.
الوثائق المرفقة ( صلح الحديبية )
الوثيقة ـ 1 ـ
بمجرد أن أشيع خبر مقتل عثمان رضي الله عنه قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه معلنا عزمه على قتال المشركين، ودعا الناس إلى البيعة، وبايعهم تحت شجرة على أن لا يفروا عند لقاء العدو، فكانت هذه بيعة الرضوان التي نزل فيها قوله تعالى في سورة الفتح ( 18 )׃ {  لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) }.
ثم علم بعد ذلك أن عثمان رضي الله عنه لم يقتل، وأن خبر موته مجرد إشاعة فقط، لذلك لم يعد هناك أي داع لقتال المشركين.
الوثيقة ـ 2 ـ
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم، فكتبها، ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، قال: فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب:هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو.
الوثيقة ـ 3 ـ
لما تم الصلح ولم يبق إلا كتابة الوثيقة، أتى عمر أبا بكر فقال له يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر، إلزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله، قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألست برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعني! قال: فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق، من الذي صنعت يومئذ! مخافة كلامي الذي تكلمت به، حتى رجوت أن يكون خيرا.
الوثيقة ـ 4 ـ
لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالتحلل ولم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا نبي الله، أتحب ذلك، أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا.
الوثيقة ـ 5 ـ
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ هُوَ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، إذْ جَاءَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو يَرْسُفَ فِي الْحَدِيدِ، قَدْ انْفَلَتَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجُوا وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ، لِرُؤْيَا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ، وَمَا تَحَمَّلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْسِهِ دَخَلَ عَلَى النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، حَتَّى كَادُوا يُهْلِكُونَ، فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ أَبَا جَنْدَلٍ قَامَ إلَيْهِ فَضَرَبَ وَجْهَهُ، وَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ لَجَّتْ الْقَضِيَّةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ هَذَا، قَالَ: صَدَقْتَ، فَجَعَلَ يَنْتُرُهُ بِتَلْبِيبِهِ، وَيَجُرُّهُ لِيَرُدَّهُ إلَى قُرَيْشٍ، وَجَعَلَ أَبُو جَنْدَلٍ يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَأُرَدُّ إلَى الْمُشْرِكِينَ يَفْتِنُونِي فِي دِينِي؟ فَزَادَ ذَلِكَ النَّاسَ إلَى مَا بِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا جَنْدَلٍ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، إنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا، وَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَأَعْطَوْنَا عَهْدَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَا نَغْدِرُ بِهِمْ، قَالَ: فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ أَبِي جَنْدَلٍ يَمْشِي إلَى جَنْبِهِ، وَيَقُولُ: اصْبِرْ يَا أَبَا جَنْدَلٍ، فَإِنَّمَا هُمْ الْمُشْرِكُونَ، وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ. قَالَ: وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ. قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ: رَجَوْتُ أَنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبُ بِهِ أَبَاهُ، قَالَ: فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ، وَنَفَذَتْ الْقَضِيَّةُ. ( سيرة ابن هشام 2 / 318 ـ 319 ).
لجت القضية: أي تمت
أخذ بتلبيبه: جمع ثيابه بين صدره ونحره.






الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى