من هنا يبدأ التحريف !!: ( حديث
عمران بن حصين رضي الله عنه في كتاب الرحاب )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روى البخاري 6117، ومسلم: 60 وغيرهما حديث:
عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الحَيَاءُ لاَ يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ» فَقَالَ بُشَيْرُ
بْنُ كَعْبٍ: " مَكْتُوبٌ فِي الحِكْمَةِ: إِنَّ مِنَ الحَيَاءِ وَقَارًا، وَإِنَّ
مِنَ الحَيَاءِ سَكِينَةً " فَقَالَ لَهُ عِمْرَانُ: «أُحَدِّثُكَ عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْ
صَحِيفَتِكَ».
في رواية مسلم: فغضب عمران حتى احمرتا عيناه، وقال: ألا أرى أحدثك عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعارض فيه.
وفي رواية لأبي داود 4796، قال عمران بن حصين رضي الله عنه: «أَلَا
أُرَانِي أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَتُحَدِّثُنِي عَنْ كُتُبِكَ»
وفي كتاب "تعظيم قدر الصلاة" للمروزي ( ت 294 هـ ) رقم:
857: « فَقَالَ: يَسْمَعُنِي أُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُحَدِّثُنِي عَنِ الْكُتُبِ لَا أُحَدِّثُكُمُ الْيَوْمَ
حَدِيثًا ».
من خلال هذه الروايات المتعددة لهذا الأثر الصحيح، يتبين لنا وجه غضب
عمران رضي الله عنه من بشير بن كعب، حيث أنكر عليه معارضة حديث النبي صلى الله
عليه وسلم ( الوحي ) بما في كتب الحكمة سواء كان المقصود بها كتب الفلسفة أو كتب
بني إسرائيل، وهذا المعنى واضح بين لا يحتاج إلى أكثر من قراءة بسيطة للحديث.
الكتاب المدرسي:
ـــــــــــــــــــــــ
تم تذييل هذا الحديث في كتاب الرحاب بهذا السؤال:
ما المنهج الذي يتبناه عمران بن حصين ؟ ولماذا ؟
مجمل ملخصات الأساتذة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اطلعت على كثير من ملخصات السادة الأساتذة، وكذا ما ألفه بعض الإخوة
من كتب طبعت قصد مساعدة التلاميذ للاستعداد للاختبار الجهوي فوجدت بعضهم للأسف يضعون للحديث المضمون التالي:
( اعتماد عمران بن حصين رضي الله عنه في فضل الحياء على السنة،
واعتماد بشير في ذلك على كتب الفلسفة...)
الجواب الذي اقترحته على التلاميذ للسؤال المطروح في الكتاب المدرسي:
رفض عمران ابن حصين رضي الله عنه الاستدلال بكتب الفلسفة في معرض
مقابلتها بكلام النبي صلى الله عليه وسلم.
جواب مماثل لأحد الأساتذة الفضلاء: إنكار عمران بن حصين على بشير بن كعب خلط السنة ـ الحديث النبوي ـ بغيرها من كلام الناس
تنبيه هام:
ـــــــــــــ
أشك في أن يكون المقصود بكتب الحكمة هنا الفلسلفة، لأنها لم تدخل إلى
حضيرة المسلمين بشكل رسمي إلا في زمن المأمون، مع أن الاهتمام والترجمة شرعا قبل
ذلك بقيليل ...
لذا فإنني أعتقد أن المقصود بالحكمة هنا هو التوراة أو الإنجيل أو
غيرهما من كتب أهل الكتاب.
الخلاصة:
ــــــــــــــ
إذا كان لفظ الحديث، وسياقه لا يسعفان المستدلين به لشرعنة الفلسفة
وجعلها من صميم الدين، فكيف سولت لهم أنفسهم لي عنقه وتأويله تأويلا باطلا منافيا
للسياق والواقع ؟
أليس الحديث حجة قوية لمن يرفض الفلسفة جملة وتفصيلا على اعتبار أنها
تنطلق وتستقر وتنتهي بأقوال الرجال الذين دلت أقوالهم على أنهم مجرد مجانين أوهموا
العالم بأنهم حكماء.
فلنتعقل إذا أيها السادة ولا نساهم في عملية التحريف ... فمن هنا، من
مادة التربية الإسلامية، من أساتذة المادة، من حماة العقيدة والأخلاق يبدأ التحريف
أو البناء والتشييد، فلنختر لأنفسنا أي الطريقين نسلك.
0 التعليقات: