الرد المنمق والأنيق على من بذكر العلامة الألباني
صدره يضيق ( ج 3 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد:
قال الحسني في تدوينة له سماها : ( استدراك على النقاش
المستأنف حول تصحيح الألباني )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( أولا : ضعف الحديث مع شطره السابق.
ثانيا : صحح الحديث أعلاه فقط.
ثالثا : قال عنه حسن لغيره
ثانيا : صحح الحديث أعلاه فقط.
ثالثا : قال عنه حسن لغيره
طيب. هو يحاول نفي التضعيف وعدم نسبته إلى الشيخ. وأنا أتنازل عنه.
لكن بقي حكمان.
صحيح
وحسن لغيره. ) اهـ كلامه.
لكن بقي حكمان.
صحيح
وحسن لغيره. ) اهـ كلامه.
قلت: وهو يقصد حديث : « تسموا بأسماء الأنبياء. وأحب الأسماء إلى الله عز
وجل: عبد الله، وعبد الرحمن، وأصدقها حارث، وهمام، وأقبحها: حرب: حرب، ومرة ».
مقدمات:
مقدمات:
ـــــــــــ
1 ـ بعد بيان ضعف حجة الحسني في نسبة التناقض للشيخ
رحمه الله في الحكم على الحديث في كل من "صحيح وضعيف الأدب المفرد " لم
يبق له إلا التمسك بدعاوى أخرى من باب العناد لا أكثر.
لكن بعد هذا الرد القويم، والبيان المتين، سيتمنى هذا
الغلام الغشيم لو أنه لم يتكلم في هذا الفن الجليل، ولا خاض هذا المخاض العسير !
2 ـ بقي لديه إشكالان اثنان ظنهما متعارضان لجهله
بمناهج العلماء في التصنيف، مع أنني بينت له في أكثر من مرة أن للشيخ الألباني
اصطلاحات خاصة في كل كتاب ألفه، لكن القوم يتكاسلون عن قراءة مقدمات الكتب، الشيء
الذي يجعلهم يتوهمون أنهم ظفروا بشيء من تناقضات الشيخ فإذا بدعاواهم هي التي تفضح
جهلهم المتستر وراء كثرة الألقاب.
فأما الإشكالان المذكوران فهما:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ الشيخ رحمه
الله صحح الحديث في " صحيح الأدب المفرد" ص: 30.
ب ـ حكم الشيخ على نفس الحديث بأنه حسن لغيره في
"صحيح الترغيب والترهيب " 2 / 431.
النتيجة: الشيخ متناقض !!
القول الحازم، والرد الصارم الصادم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمكن فهم مراد الشيخ رحمه الله من صنيعه هذا دون إزالة
عباءة الكسل والتقليد، والنظر في مقدمات كتب الشيخ رحمه الله قصد معرفة منهجه في
التأليف، وفيما يلي عرض لطريقة الشيخ الألباني رحمه الله في الكتابين المذكورين،
الشيء الذي سيذوب معه هذا الإشكال، ويتضح جهل صاحب ذلك المقال:
أولا: منهج الشيخ في كتابه " صحيح الترغيب والترهيب "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن كتاب " صحيح الترغيب والترهيب" متقدم في
الطبع والتأليف على كتاب " صحيح الأدب المفرد "، ومنه يتبين أن حكم
الشيخ على الحديث في "صحيح الترغيب والترهيب " بأنه: ( حسن لغيره ) كان
سابقا للحكم عليه بالصحة في " صحيح الأدب المفرد".
وقد وضح الشيخ رحمه الله منهجه في " صحيح الترغيب
والترهيب " 1 / 9 ، حيث بين أنه يقسم الحديث إلى : صحيح، وحسن، وحسن
صحيح، وصحيح لذاته، وصحيح لغيره، وحسن
لغيره. خلافا لما جرى عليه الأمر في باقي الصحاح.
مع تنبيه "الحسني" وغيره من المتطفلين على
هذا العلم الشريف، أن الطبعات الأولى للكتاب لم يستعمل فيها الشيخ هذا الاصطلاح،
بل اقتصر فيها على استعمال حكمين فقط هما:
"صحيح" و "حسن ". كما هو الحال بالنسبة لباقي الصحاح.
ثانيا: منهجه في كتاب "الأدب المفرد"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال في مقدمة صحيح الأدب
المفرد: 29 : « والتزمت ـ ما استطعت ـ في هذا ( الصحيح ) تمييز ما كان ثابتا لذاته
عما كان ثابتا لغيره، ففي الأول أقول: : «صحيح الإسناد» أو: « حسن الإسناد »، وفي
الآخر أقول: « صحيح لغيره »، أو « حسن لغيره »، وهذا في حالة كونه غيرَ محال إلى
تخريج، لأنه والحالة هذه ـ يكون البيان هناك واضحا ) اهـ.
ثم وكأنه يتحدث عن (
الحسني ) المذكور، وعن أمثاله ممن لم يشتموا رائحة العلم بعد، محذرا من جهلهم
وتحاملهم قائلا عن هذا التقسيم: ( فهو أقطع للقيل والقال، فقد يقف بعض من لا علم
عنده على علة في إسناد حديث من تلك الأحاديث المصححة لغيرها، فيتوهم انه خطأ،
فيشكل عليه الأمر، وقد يتخذه سببا للغمز واللمز، والاتهام بالجهل، وخاصة إذا كان
في قلبه مرض والعياذ بالله ... ) اهـ
قلت: سبحان الله، كأن
الشيخ يصف حال الحسني ومن سلك دربه عياذا بالله.
الشاهد من الكلام:
ـــــــــــــــــــــــــــ
أن الشيخ رحمه الله بين
في كتابه " صحيح الأدب المفرد" أنه يلتزم ـ ما استطاع ـ ( يعني ليس
دائما ) بتمييز الأحاديث بالمصطلحات المذكورة، ولكنه اشترط لذلك شرطا ألا وهو: (
في حالة كونه غيرَ محال إلى تخريج، لأنه والحالة هذه ـ يكون البيان هناك
واضحا ) .
فإذا ما نظرنا إلى حديث
الباب، نجد أن الشيخ رحمه الله قد أحال القارئ الفطن، والباحث المجتهد ـ لا الكسول
ـ إلى المواطن التي حقق فيها القول في هذا الحديث، وهي الصحيحة، والإرواء، وتخريج
الكلم الطيب.
وطبعا هذه الإحالة لن
يجدها الحسني لأنه يعتمد على نسخة "المكتبة الشاملة" لا على الأصل،
ونسخة " الشاملة " فيها نقص في
كثير من المواطن، فليتنبه !!
إشكال من إشكالات ( تاتو
):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طرح باحثنا النحرير (
تاتو ) سؤالا ظنه معجزا، واستشكل إشكالا اعتقده مفحما، فقال ( وليته ما قال ) في
تدوينته المسماة " نقاش مستأنف" : (وللتدقيق.
وهروبا من الوقوع في التناقض كان على الألباني أن يقول
حسن لغيره أو صحيح لغيره.
كما فعل في الحديث الذي قبل هذا مباشرة في صحيح الأدب المفرد. فإنه شطره أيضا إلى شطرين. ثم قال :"صحيح لغيره دون سبب الحديث والإسراع" ) اهـ.
حسن لغيره أو صحيح لغيره.
كما فعل في الحديث الذي قبل هذا مباشرة في صحيح الأدب المفرد. فإنه شطره أيضا إلى شطرين. ثم قال :"صحيح لغيره دون سبب الحديث والإسراع" ) اهـ.
فالسؤال هنا: لماذا حكم
الشيخ على الحديث الذي قبله في الأدب المفرد بأنه صحيح لغيره ؟
قلت وبكل بساطة: لأنه لم
يحل إلى أي مصدر صحح فيه ذلك الحديث، وإنما أحال إلى بيان حال الجزء الضعيف منه،
فقال رحمه الله: « صحيح لغيره دون سبب الحديث والإسراع ( الضعيفة 6338 ) » اهـ.
فهل بعد هذا الوضوح
والبيان، يحق للحسني وأمثاله الحديث عن تناقضات الشيخ ؟، أم أنه سيستحي من نفسه
فيمسك عن النطق، ويتوقف عن الكلام ؟
يتبع ...
0 التعليقات: