إعلان أفقي

السبت، 24 سبتمبر 2016

السيرة النبوية׃ صلح الحديبية وفتح مكة

Posted by mounir  |  at  سبتمبر 24, 2016

عنوان الدرس:
صلح الحديبية وفتح مكة
الإطار المرجعي:
ـ صلح الحديبية: السياق والنتائج.
ـ فتح مكة: دواعيه ونتائجه.
ـ الحرية والسلام والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام وبقائه.
                               صلح الحديبية وفتح مكة

أولا: صلح الحديبية

1 ـ تعريفها:

معاهدة أبرمها النبي صلى الله عليه وسلم مع قريش في ذي القعدة من السنة 6 للهجرة، بمكانٍ قُربَ مكة المكرمة اسمه الحديبية، تَم الاتفاق بمقتضاها على مجموعة من البنود؛ أهمها وضع الحرب بين الفريقين مدة عشر سنوات.

2 ـ سبب الخروج للحديبية׃

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا وتجهزوا للسفر.

وخرج من المدينة يوم الإثنين غُرَّة ذي القعدة سنة 6 هـ، ومعه زوجته أم سلمة رضي الله عنها، في ألف وأربعمائة، ويقال ألف وخمسمائة، ولم يخرج معه بسلاح، إلا سلاح المسافر، السيوف في القرب.

3 ـ موقف قريش:

لما سمعت قريش بخروجه صلى الله عليه وسلم، قررت مقاتلته وصده عن دخول البيت.

4 ـ ردة فعل النبي صلى الله عليه وسلم:

لما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى قريش ليخبرهم أنهم لا ينوون القتال، وإنما جاؤوا للعمرة فقط، فاحتبست قريش عثمان بن عفان، وشاع خبر وفاته فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة إلى البيعه، فتبادروا إليه، وهو تحت الشجرة، فبايعوه على أن لا يفروا، وهذه هي بيعة الرضوان.

وفيهم نزل قوله تعالى: { Ìqö]ZWNj æ™RO”æt fb/@]A PvÓn æv–EöùóEöù‚pöb>j@¢A Ì^r;`A \†]ZöFpöbm`–öFBÓöYEöb–öF \ˆD÷]‡F ù‡‰ÓsöÓяÎ{yj@]A Ó~ùöiöÓmÓöYX BÓ‚ —PYX ÷~P‹`YöFpöaiöaZX *g][söZöF%&BÓöYX ]‡Šö]óEö–Eöø„föyj@]A ÷~P‹÷–Eö]iÓn ÷~b‹ÓöYEö#<]ö˜F%&Aæo LB>ôEöÓöYX LBYE–öFPsö]ZX (18) } ـ سورة الفتح ـ

( أنظر الوثيقة رقم 1 )

5 ـ سفارة وهدنة׃

لما علمت قريش بالبيعة على قتالها، أرسلت سفيرها سهيل بن عمرو تطالب بالصلح على أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة عامه هذا حفاظا على ماء وجه قريش، فوقع الاتفاق على البنود التالية:

6 ـ كتابة وثيقة الصلح׃

بنود اتفاقية الصلح: ( أنظر الوثيقة 2 )

 أ ـ وضع الحرب لمدة عشر سنين، يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض.

ب ـ من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليه رده عليهم، ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه.

ج ـ إن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال .

د ـ من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه ( مثل خزاعة )، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ( مثل بني بكر ).

هـ ـ لا يقضي المسلمون مناسك العمرة إلا في العام القادم.

7 ـ النحر والحلق للتحلل من العمرة:

لما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضية الكتاب قال: قوموا، فانحروا، فما قام منهم أحد، وهنا ظهرت بعض مظاهر حكمة أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها في حل هذه المشكلة ( أنظر الوثيقة رقم 4 )

8 ـ نهاية الغزوة وعودة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة:

وعاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مع أصحابه، وأثناء مسيره نزلت سورة الفتح. حيث سمى الله عز وجل ما حصل في هذا الصلح فتحا مبينا.

قال تعالى: {  BNZöF;`A B]óEö÷]ôEöÓöYX \†ö]j LB>ôEöÓöYX LBóEö–Eö`YEöe‚ (1) Ósö`YWö>ZmÓö–Eùö²j \†]j fb/@]A BÓ‚ Ó}Îqö]ZWö]‡F vöù‚ \†ö`YE­ZöF\^r BÓ‚æo ÓsöNZ%&Bö]‡F d~ùôEöb–öFæo 'bŠö]ôEöӁ÷mùZöF \†ö÷–Eö]iÓn \†Ó–öFùqö÷‹Ó–öFæo LB¡ÔÓsR” LB–EöùZWö]ôEö÷yöe‚ (2)  } ـ سورة الفتح ـ

9 ـ أهم نتائج صلح الحديبية:

ـ دخول هيبة الإسلام والمسلمين في نفوس المشركين والمنافقين.

ـ تفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة ومراسلة ملوك عصره.

ـ إسلام العديد من قادة قريش البارزين ( خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعثمان بن أبي طلحة ).

ـ إعتراف قريش ضمنيا بالدولة الإسلامية وقوتها.

ـ دخول أعداد كبيرة من العرب في دين الإسلام دون حرب أو قتال.

ـ التمهيد لفتح مكة المكرمة.

10 ـ أهم الحكم والفوائد المستنبطة من هذه الواقعة׃

ـ رؤيا الأنبياء حق.

ـ من الحكمة أن يتنازل المرء أحيانا عن أشياء لا تضر بأصل قضيته لتحقيق أشياء أعظم منها.

ـ أن الإسلام ينتشر في حال السلم أكثر منه في حال الحرب.

ـ وجوب الوفاء بالعهود، وحرمة الغدر والخيانة.

ـ بيان فضل أهل بيعة الرضوان إذ هم في الدرجة الثانية بعد أهل بدر.

ـ استحباب مشورة الإمام رعيته وجيشه استخراجا لوجه الرأي واستطابة لنفوسهم.

ثانيا: فتح مكة :

قال سبحانه وتعالى:

{ لَّقَدْ صَدَقَ اَ۬للَّهُ رَسُولَهُ اُ۬لرُّءْي۪ا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ اَ۬لْمَسْجِدَ اَ۬لْحَرَامَ إِن شَآءَ اَ۬للَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحاٗ قَرِيباًۖ (27) }

أ ـ ما هي الرؤيا التي تشير إليها الآية الكريمة ؟

ب ـ متى تحققت رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم بالدخول إلى مكة ؟

ج ـ ما القصود بالفتح القريب في الآية ؟

1 ـ سنة وقوعها: في رمضان من السنة 8 هـ.

2 ـ سبب الغزوة:

نشب نزاع بين خزاعة وبني بكر، فأعانت قريش حلفاءها ضد حلفاء المسلمين، الشيء الذي يعد نقضا لبنود اتفاقية الصلح في الحديبية.

فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على فتح مكة وتطهيرها من الشرك والظلم. حيث خرج في عشرة آلاف مقاتل.

ودخل المسلمون إلى مكة دون حرب أو قتال سوى بعض المناوشات القليلة بين المعسكرين.

3 ـ مظاهر العفو والكرم المحمدي:

ودخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة وصلى فيها، ثم خطب خطبة بليغة حرم فيها الدماء ثم قال: « يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم ؟ »، قالوا: خير، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: « إذهبوا فأنتم الطلقاء » .

4 ـ نتائج فتح مكة:

ـ اعتناق كثير من قريش دين الإسلام، ومنهم أبو سفيان بن حرب وهند بنت عتبة وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق.

ـ تخليص مكة من الشرك وضمها لحمى التوحيد.

ـ تحطيم وإزالة رهبة قريش من قلوب قبائل العرب، التي كانت تؤخر إسلامها لترى ما يؤول إليه حال قريش من نصر أو هزيمة.

ـ زيادة إيمان المؤمنين بتحقيق وعد ربهم ودخول البيت الحرام والطواف به.

ـ دخول الناس في دين الله أفواجا.

5 ـ الأحكام المستفادة من الفتح:

ـ بيان عاقبة نكث العهود والمواثيق.

ـ الحَلُّ السلميُّ مقدّم على الحرب ما لم تُلْجِئ الضرورة إليها..

ـ بيان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم. / ـ بيان مظاهر العفو المحمدي.

6 ـ القيم المستفادة من هذه الوقائع والأحداث:

الحرية والسلام والعفو والتسامح والوفاء بالعهود من أسس انتشار الإسلام وبقائه

ثالثا: ربط أحداث الدرس بسورة يوسف عليه السلام

1 ـ قال الله تعالى: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَٰٓأَبَتِ إِنِّے رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباٗ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِے سَٰجِدِينَۖ (4)}

أ ـ ماذا رأى يوسف عليه السلام في المنام ؟: ب ـ هل تحققت هذه الرؤيا بسرعة، أم استغرقت زمنا طويلا ؟ وماذا يستفاد من ذلك ؟: ج ـ ما الواقعة المشابهة لهذا من السيرة النبوية ؟

2 ـ وقال سبحانه: {قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لْيَوْمَۖ يَغْفِرُ اُ۬للَّهُ لَكُمْۖ وَهُوَ أَرْحَمُ اُ۬لرَّٰحِمِينَۖ (92) }

أ ـ ما السياق الذي تتحدث عنه الآية الكريمة ؟

ب ـ ما القيمة التي تحلى بها يوسف عليه السلام بعد أن صار عزيزا لمصر؟

ج ـ ما الواقعة التي تشابهها من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم

3 ـ وقال عز من قائل: { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَي اَ۬لْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّداٗۖ وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَاوِيلُ رُءْيٰ۪يَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّے حَقّاٗۖ وَقَدَ اَحْسَنَ بِيَ إِذَ اَخْرَجَنِے مِنَ اَ۬لسِّجْنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ اَ۬لْبَدْوِ مِنۢ بَعْدِ أَن نَّزَغَ اَ۬لشَّيْطَٰنُ بَيْنِے وَبَيْنَ إِخْوَتِيَۖ إِنَّ رَبِّے لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۖ اِ۪نَّهُۥ هُوَ اَ۬لْعَلِيمُ اُ۬لْحَكِيمُۖ (100) }

أ ـ عم تتحدث هذه الآية من سورة يوسف عليه السلام ؟

ب ـ ما علاقتها بصلح الحديبية وفتح مكة ؟

الوثائق المرفقة
الوثيقة ـ 1 ـ
بمجرد أن أشيع خبر مقتل عثمان رضي الله عنه قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه معلنا عزمه على قتال المشركين، ودعا الناس إلى البيعة، وبايعهم تحت شجرة على أن لا يفروا عند لقاء العدو، فكانت هذه بيعة الرضوان التي نزل فيها قوله تعالى في سورة الفتح ( 18 )׃ {  لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (18) }.
ثم علم بعد ذلك أن عثمان رضي الله عنه لم يقتل، وأن خبر موته مجرد إشاعة فقط، لذلك لم يعد هناك أي داع لقتال المشركين.
الوثيقة ـ 2 ـ
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: فقال سهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتب: باسمك اللهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم، فكتبها، ثم قال: اكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو، قال: فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب:هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو.
الوثيقة ـ 3 ـ
لما تم الصلح ولم يبق إلا كتابة الوثيقة، أتى عمر أبا بكر فقال له يا أبا بكر، أليس برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: يا عمر، إلزم غرزه، فإني أشهد أنه رسول الله، قال عمر: وأنا أشهد أنه رسول الله، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ألست برسول الله؟ قال: بلى، قال: أو لسنا بالمسلمين؟ قال: بلى، قال: أو ليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعني! قال: فكان عمر يقول: ما زلت أتصدق وأصوم وأصلي وأعتق، من الذي صنعت يومئذ! مخافة كلامي الذي تكلمت به، حتى رجوت أن يكون خيرا.
الوثيقة ـ 4 ـ
لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بالتحلل ولم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت: يا نبي الله، أتحب ذلك، أخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك: نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا.
الوثيقة ـ 5 ـ
بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ هُوَ وَسُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، إذْ جَاءَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو يَرْسُفَ فِي الْحَدِيدِ، قَدْ انْفَلَتَ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجُوا وَهُمْ لَا يَشُكُّونَ فِي الْفَتْحِ، لِرُؤْيَا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَأَوْا مَا رَأَوْا مِنْ الصُّلْحِ وَالرُّجُوعِ، وَمَا تَحَمَّلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفْسِهِ دَخَلَ عَلَى النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، حَتَّى كَادُوا يُهْلِكُونَ، فَلَمَّا رَأَى سُهَيْلٌ أَبَا جَنْدَلٍ قَامَ إلَيْهِ فَضَرَبَ وَجْهَهُ، وَأَخَذَ بِتَلْبِيبِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، قَدْ لَجَّتْ الْقَضِيَّةُ بَيْنِي وَبَيْنَكَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكَ هَذَا، قَالَ: صَدَقْتَ، فَجَعَلَ يَنْتُرُهُ بِتَلْبِيبِهِ، وَيَجُرُّهُ لِيَرُدَّهُ إلَى قُرَيْشٍ، وَجَعَلَ أَبُو جَنْدَلٍ يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أَأُرَدُّ إلَى الْمُشْرِكِينَ يَفْتِنُونِي فِي دِينِي؟ فَزَادَ ذَلِكَ النَّاسَ إلَى مَا بِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا جَنْدَلٍ، اصْبِرْ وَاحْتَسِبْ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ لَكَ وَلِمَنْ مَعَكَ مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، إنَّا قَدْ عَقَدْنَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ صُلْحًا، وَأَعْطَيْنَاهُمْ عَلَى ذَلِكَ، وَأَعْطَوْنَا عَهْدَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَا نَغْدِرُ بِهِمْ، قَالَ: فَوَثَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَعَ أَبِي جَنْدَلٍ يَمْشِي إلَى جَنْبِهِ، وَيَقُولُ: اصْبِرْ يَا أَبَا جَنْدَلٍ، فَإِنَّمَا هُمْ الْمُشْرِكُونَ، وَإِنَّمَا دَمُ أَحَدِهِمْ دَمُ كَلْبٍ. قَالَ: وَيُدْنِي قَائِمَ السَّيْفِ مِنْهُ. قَالَ: يَقُولُ عُمَرُ: رَجَوْتُ أَنْ يَأْخُذَ السَّيْفَ فَيَضْرِبُ بِهِ أَبَاهُ، قَالَ: فَضَنَّ الرَّجُلُ بِأَبِيهِ، وَنَفَذَتْ الْقَضِيَّةُ. ( سيرة ابن هشام 2 / 318 ـ 319 ).
لجت القضية: أي تمت

أخذ بتلبيبه: جمع ثيابه بين صدره ونحره.

الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

هناك 3 تعليقات:

  1. شكرا لك على هذا البحث الرائع

    ردحذف
  2. شكرا لك على هذا البحث الرائع

    ردحذف
  3. شكر الله لك اخي ولكن اين المحور الثالث ؟

    ردحذف

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى