بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا
محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وبعد:
لا زالت رحلتنا متواصلة مع أخبار الحمقى والمغفلين
من كتاب هذا العصر المغمورين، الذين اتخذوا من الجبال سبيلا للصعود إلى القمة،
وبلوغ مواطن الشهرة، وهم لما يبلغوا بعد مراتب الجاهلين.
والحكم في هؤلاء القوم المجهولين: وجوب تذييل
أسمائهم في كتب الضعفاء والمدلسين، وقصص المجانين وأخبار الحمقى والمغفلين، فلا
تقبل روايتهم، ولا ينظر في كتاباتهم إلا على سبيل التفكه والتندر...
لكن مهلا ...مهلا، رويدا ... رويدا أيها الإخوة
الكرام ... قبل أن تأتي قلوبكم منكرة
لطريقتي هاته في وصف سبيل القوم، فلو وقفتم على ما وقفت عليه من فضائح ومصائب
ومنكرات علمية، لعذرتموني في عباراتي، بل لأنكرتم علي حسن اختيارها وتنميقها
وترتيبها، ذلك أن الأمر جلل، وحقل العلم يا عباد الله في خطر، وليس لهذه الفوضى
العلمية من دون الله كاشفة.
وبعد هذه
المقدمة الغزلية، سنشرع مرة أخرى في دحض شبهات المدعو " عبد الله الجباري الحسني
" والتي يحاول عبرها الانتقاص من علم الشيخ العلامة الألباني رحمه الله، من
خلال ما زعم أنها أحكام غير علمية.
أولا: نص الشبهة:
ــــــــــــــــــــــــــــ
قال الحسني فيما أسماه
: (أحكام غير علمية :
للألباني أحكام حديثية غير علمية، منها على سبيل المثال لا الحصر :
أ .. قال الألباني : هذا إسناد موضوع، آفته محمد بن عبد الرحمن الشامي، قال الذهبي : فيه جهالة، وهو متهم، وليس بثقة.
طيب سيدي الألباني، وأنصار الألباني.
للألباني أحكام حديثية غير علمية، منها على سبيل المثال لا الحصر :
أ .. قال الألباني : هذا إسناد موضوع، آفته محمد بن عبد الرحمن الشامي، قال الذهبي : فيه جهالة، وهو متهم، وليس بثقة.
طيب سيدي الألباني، وأنصار الألباني.
هل حديث من به جهالة، أو حديث من ليس
بثقة، نحكم عليه بالوضع ؟ ) اهـ.
وبدأ يشنع على الشيخ ويتهكم عليه،
ويستعرض عضلاته المخرومة ( المفشولة )على متابعيه من الغوغاء الذين يمجدون جهله
وهو يردد ويكرر أن حديث المتهم لا يعد موضوعا، حيث كذب على الشيخ فقال: (أكررها
للمرة الثالثة، حديث المتهم لا يعتبر موضوعا، ولكن الألباني يحكم عليه قولا واحدا
) اهـ.
1 ـ ملخص الشبهة:
ـــــــــــــــــــــــــ
أ ـ الشيخ الألباني رحمه الله يحكم
على حديث المتهم بالوضع قولا واحدا.
ب ـ محمد بن عبد الرحمان الشامي: متهم، والشيخ الألباني حكم
على حديثه بالوضع.
2 ـ ملخص نتيجة البحث:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ الشيخ الألباني رحمه الله يحكم بالوضع على حديث
الكذاب والوضاع، أما المتهم بالكذب فيجعل حديثه في رتبة الضعيف جدا قولا واحدا (
إلا إذا احتفت به قرائن أخرى ).
ب ـ محمد بن عبد الرحمان الشامي: كذاب مشهور، يفتعل
الحديث ...
ج ـ لا يحل للحسني ومن كان مثله من الأصاغر النظر في
كتب العلماء الأكابر.
ثانيا: الرد الصادم على الحسني الجاهل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ هل يحكم الشيخ الألباني على حديث المتهم بالكذب بالوضع
مطلقا كما ادعى الحسني ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ الألباني رحمه الله متحدثا
عن الحديث الموضوع: « موضوع: وهو ما كان في إسناده كذاب أو وضاع، أو تكون لوائح
الوضع على متنه ظاهرة مع علة في إسناده جلية » ـ ضعيف الترغيب والترهيب 1 / 4 ـ
وقال رحمه الله في كتاب " دفاع
عن الحديث النبوي " ص: 69: ( لا يلزم من خطأ الثقة في جملة من الحديث أن يكون
الحديث كله منكرا أو موضوعا لأن الوضع إنما يثبت بكون الراوي وضاعا كذابا ) اهـ.
وقال في حاشية كتاب " الباعث
الحثيث" 1 / 72: ( الرجل الذي يكذب في كلامه إنما يفسق، ولكنهم لا يجعلون
حديثه موضوعا ومكذوبا، بل ضعيفا جدا، وإنما يجعلون الحديث موضوعا إذا كان راويه
عرف بكذبه في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ) اهـ.
قلت: فهذا كلام واضح لا يحتاج إلى
تعليق، يتبين من خلاله لكل ذي لب أن الشيخ رحمه الله لا يحكم على حديث المتهم بالوضع
مطلقا، وإنما يشترط في ذلك شروطا قد بينها في كلامه أعلاه، وهي تتوافق مع ما درج
عليه أهل هذا الشأن.
2 ـ هل حديث محمد بن عبد الرحمان الشامي يحكم عليه
بالوضع ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل ( الحسني ) عن الشيخ رحمه الله
مقطعا من سلسلته الضعيفة دون توثيق، وجعل منه منطلقا لنقد رأي "الإمام"
في حكمه على حديث (الشامي ) بالوضع، وهذا لعمري خطأ فادح، وغلط قادح، وزلة منكرة،
ووصمة عار في جبين كل كسول نكرة. وهاكم البيان والتوضيح:
أ ـ ترجم الشيخ الألباني رحمه الله
لمحمد بن عبد الرحمان الشامي في سلسلته الضعيفه حوالي ثلاث مرات قبل هذا الموضع
المذكور، ومرات أخرى بعده، وذكر في تلك المواطن المتفرقة كلام أئمة الجرح والتعديل
في هذا الراوي، وبين أنه متهم عندهم بالكذب في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، بل
إن أئمة هذا الشأن كأبي حاتم والأزدي وابن الجوزي قد حكموا عليه بتعمد الكذب كما
سنرى فيما بعد.
ب ـ بما أن الشيخ رحمه الله قد ألف
كتابه هذا لطلبة العلم المجتهدين، فإنه لا يصح منه تكرار ترجمة كل راو في المواطن
كلها دائما، وإنما يختار من ترجمته ما يتوافق مع المقام، بل ويوزع أحيانا هذه
الترجمة بين تلك المواطن التي ذكره فيها، كما هو الحال بالنسبة لهذا الراوي موضوع
البحث، لكن ( الحسني ) لتكاسله وغفلته آثر الركون إلى التقليد والاجترار، وتنكب
سبيل الكد والاجتهاد، ولم يكلف نفسه عناء النظر في فهارس السلسلة الضعيفة ليبحث عن
المواطن التي ترجم فيها الشيخ لمحمد بن عبد الرحمان الشامي، ثم يقارن بينها ليتوصل
بكل موضوعية إلى علة هذا الحكم، هذا طبعا على التسليم بأنه أمسك في يوم من الأيام
هذه السلسلة وقلب أوراقها بيديه.
ج ـ بين الشيخ رحمه الله سبب حكمه على
حديث ( الشامي ) بالوضع في عدة مواطن من السلسلة الضعيفة، وسرد أقوال أئمة الجرح
والتعديل فيه، نجد ذلك في : 1 / 354، و 1 / 583، و 4 / 354، و 8 / 404، و 10 /
142، و 13 / 1011.
3 ـ أقوال أئمة الجرح والتعديل في " محمد بن
عبد الرحمان الشامي الكوفي القشيري "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال عنه أبو حاتم : (متروك الحديث كان
يكذب ويفتعل الحديث ) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 7 / 325.
وقال أبو الفتح الأزدى : كذاب ، متروك
الحديث ( ميزان الاعتدال 3 / 624 )
و (قال ابن الجوزي: كذاب. قلت: وهو
مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ. ) ـ تاريخ الإسلام: 4 / 739 ( ت بشار )
وقال الذهبي في تلخيص كتاب الموضوعات
لابن الجوزي ص: 233: ( كذاب )، وقال في تاريخ الإسلام 11 / 350: ( وهو مجهول وأحاديثه
ساقطة، وقال ابن الجوزي كذاب، قلت: هو متروك الحديث )، وقال في "المغني في
الضعفاء" 2 / 606: ( كذاب مشهور ).
4 ـ كيف حكم أئمة هذا الشأن على حديث " الشامي
" ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكم ابن الجوزي على حديثه بالوضع في
الموضوعات 3 / 81، وأقره الذهبي في تلخيصه له. فهل هما أيضا ساقطين متناقضين غير عارفين
بقواعد الجرح والتعديل ؟؟!؟
5 ـ خلاصة الخلاصة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ـ محمد بن عبد الرحمان الشامي، كذاب
يضع الحديث عند أئمة الجرح والتعديل، ومتهم عند بعضهم، وقد حكم أئمة هذا الشأن على
حديثه بالوضع.
ب ـ حكم الشيخ الألباني رحمه الله على
الحديث وافق فيه أصول المحدثين.
ج ـ عبد الله الجباري الحسني : مدلس،
أو جاهل، أو مقلد لغيره، أو كسول،،، سمع الناس يقولون قولا فقال مثله، وجلس مجلسا
لعلم الحديث فظن نفسه من أهله ...
د ـ سبق وأنكر قولي له بأنه لا يصح
لمثله النظر في كتب الشيخ الألباني رحمه الله فأنكر وشنع علي، وها أنا ذا (هأنَذا
) أبين بالدليل الساطع، والبرهان القاطع
صدق تلك الدعوى !!
6 ـ نص الشبهة القادمة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال
الحسني: ( قال
الألباني : وهذا موضوع، آفته البلخي، قال الذهبي في المغني : ليس بثقة ولا مأمون،
متهم.
طيب سيدي الألباني، وأنصار الألباني.
هل حديث المتهم يعدُّ موضوعا ؟ أين القواعد العلمية ؟ ) اهـ
طيب سيدي الألباني، وأنصار الألباني.
هل حديث المتهم يعدُّ موضوعا ؟ أين القواعد العلمية ؟ ) اهـ
هذا وصل الله على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم تسليما .
يتبع ...
0 التعليقات: