بخاريات ( قبس من صحيح البخاري ) ـ 4 ـ

 

قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الوَحْيِ فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: " بَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي، فَإِذَا المَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَرُعِبْتُ مِنْهُ، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي " فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ. قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر: 2] إِلَى [ص:8] قَوْلِهِ {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]. فَحَمِيَ الوَحْيُ وَتَتَابَعَ.

 تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ، وَأَبُو صَالِحٍ، وَتَابَعَهُ هِلاَلُ بْنُ رَدَّادٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، وَقَالَ يُونُسُ، وَمَعْمَرٌ: ( بَوَادِرُهُ )

رجال السند:

ـــــــــــــــــ

1 ـ ابن شهاب الزهري: الحافظ المتقن توفي سنة 125 هـ.

2 ـ أبو سلمة بن عبد الرحمان بن عوف المتوفى سنة 94 هـ أو 104 هـ، من الطبقة الثالثة ( الوسطى ) من التابعين، وهو إمام حافظ مكثر.

3 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري: صحابي جليل، توفي بعد 70 هـ بالمدينة.

فوائد متفرقة:

ــــــــــــــــــ

1 ـ ظاهر السند التعليق، لأن ابن شهاب ليس من شيوخ البخاري رحمهما الله، لكن الأمر ليس كذلك، لأن البخاري عطف هذا السند على السند السابق له بالواو، وبالتالي فإن لهذا الحديث نفس طريق الذي قبله إلى ابن شهاب.

قال فيه البخاري: ( حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ عن ابن شهاب ... )

2 ـ قوله عليه السلام: ( الملك الذي جاءني بحراء ) يفيد تأخر نزول سورة المدثر على سورة "إقرأ" على الصحيح.

3 ـ الرجز في اللغة العذاب، والمراد به هنا: " الأوثان " لأنها سبب العذاب يوم القيامة.

4 ـ حمي الوحي: أي جاء كثيرا متتابعا ومتواترا.

5 ـ البوادر: جمع بادرة وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق تضطرب عند فزع الإنسان.