إعلان أفقي

الاثنين، 2 أكتوبر 2017

لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

Posted by mounir  |  at  أكتوبر 02, 2017

لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سنتطرق في عجالة إلى هذا الحديث الشريف الصحيح المعجز من منظورين: 1 ـ فقهي أصولي، 2 ـ وواقعي تاريخي.
أولا: الشق الفقهي :
ــــــــــــــــــــــــــــ
إن هذا الحديث الشريف ينظر إلى مآلات الأمور. وليس كما يظن بعض العلمانيين الجهال، أو من سار على دربهم ممن يتسللون إلى إرضائهم لواذا. فقد يظهر لعوام الناس ـ مثلهم ـ أن الحاكمة الفلانية قد نجحت في قيادتها لبلدها. ولكنها في حقيقة الأمر تؤسس لفشل ذريع في المستقبل القريب أو البعيد.
أضف إلى ذلك أن لفظ قوم الوارد في الحديث، هو نكرة في سياق النفي، والتي تفيد العموم كما هو معلوم عند الجميع، وبالتالي فإنها عامة في كل الأقوام، وفي كل زمان ومكان.
كما أن نفي الفلاح في الحديث مطلق غير مقيد بأمر معين، فيكون المنفي هو الفلاح في الدنيا والآخرة معا، فإذا فرضنا جدلا أن حاكمة ما حققت لقومها الفلاح في الدنيا، فيحق لنا التساؤل حينها: هل استطاعت أن تحقق لهم الفلاح في الآخرة ؟ ...
ثانيا: الشق التاريخي:
ــــــــــــــــــــــــــــــ
لقد توالى على ملك كسرى بعد قتله سنة 628 م، حوالي 7 هـ، عدة حكام، منهم ابنتيه وعدة ذكور، وكانت إحداهما وهي الأولى ـ والمقصودة بالحديث ـ على قدر كبير من العقل والرزانة، كما يحكى أنها كانت عادلة وحكيمة، حيث حاولت نشر العدل في بلادها من خلال إسقاط ضريبة الخراج على أفراد الأمة، ومع ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم ما إن سمع أن الفرس ولَّوها أمرهم حتى تنبأ نبوءته المشار إليها في الحديث الشريف.
وقد تم تداول الحكم بعدها لعدة سنوات بين الكثير من ملوك كسرى إلى أن سقطت الإمبراطورية نهائيا وبشكل رسمي حوالي سنة 651 أو 652 م، مع أن التمزق الذي أشار إليه عليه السلام كان قد بدأ قبل ذلك بسنوات مع بدأ الفتوحات الإسلامية في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إن لم نقل إن ذلك قد بدأ في عصر النبوة مع مقتل كسرى الثاني.
وبعملية حسابية بسيطة، فإن ملك كسرى قد زال بعد حوالي 23 سنة من تولي بنت كسرى الأولى للحكم، وهي نفسها فترة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، الشيء الذي يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال هذا الحديث المعجز لم يكن يقصد أن الإمبراطورية الفارسية ستسقط بذهاب ملك بنت كسرى، بل كان يقصد أن حكمها ـ وإن كان في ظاهره رحمة ـ هو بداية سقوط الإمبراطورية ولو بعد حين، لأن حكمة الله اقتضت أنه ما من قوم تولتهم امرأة إلا أسقط الله ملكهم ولو بعد حين.
ولو كان هؤلاء ـ الذين يردون حديث نبيهم بسبب واقع مغشوش ـ يعيشون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، لامتعضوا من عدم تحقيق النبوءة في عهده صلى الله عليه وسلم، بل لتساءلوا عن سبب تأخر تمزق ملك كسرى رغم مقتل ابنته، ولربما شكك بعضهم في صدقه عليه السلام .
والنتيجة:
ــــــــــــ
أن الحديث مؤسس لقاعدة كونية عامة لا تتخلف، وإن مثل هذه القواعد الكونية لا يمكن إخضاعها للفهم البشري القاصر عن إدراك مآلات الأمور، ولا يمكن فهمها إلا بربطها بالسياقين التاريخي من جهة، والأخروي من جهة أخرى.
وربطه بحاكمة معينة، أو حقبة زمنية معينة هو عين الجهل الذي يجب رفعه بإخضاع الرقاب لمنطوق الوحي ومفهومه.
ولنضرب على ذلك مثالا واضحا وصريحا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألم يعد الله المؤمنين بالنصر والتمكين والعلو في الأرض بسبب دينهم الحق، ويتوعد الكافرين بالهزيمة والخذلان المبين، فهل ما نعيشه اليوم من ذل المسلمين، وخضوعهم لسلطان أهل الكفر والضلال لقرون، يستوجب منا التشكيك في هذه القاعدة الكلية التي لا تتخلف إلا لحكمة ربانية معلومة أحيانا، أومجهولة أحيانا أخرى.

الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى