إعلان أفقي

الاثنين، 3 أبريل 2017

الصواعق النارية: في الرد على من لقب نفسه بمحدث الحضرة الفاسية ـ 1 ـ

Posted by mounir  |  at  أبريل 03, 2017


بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.
وبعد:
فقد راسلني أحد الإخوة الفضلاء المعروفين بالاجتهاد في الطلب منشورا لأحد الفسابكة المغمورين، الذين يحبون تسلق الجبال على ظهور العظماء من الرجال، يتحدث فيه عن إمام الدنيا في الحديث، علامة العصر: المحدث الشيخ الألباني رحمه الله رحمة واسعة، فنظرت فيه فوجدته مغاليا في أحكامه، متجرئا في أقواله دون دليل أو برهان، مع العلم أن منشوره هذا لا يستحق كثير عناء في الرد، ولا يستوجب التعب في النقد، إذ أنه يحمل في طياته بذور فنائه، ذلك أنه لم يبنه على أسس متينة، ولم يؤيد افتراءاته بأمثلة مبينة، بل أكثر فيه من الأسلوب الإنشائي الذي يفتقر إلى القوة والدليل.
وفيما يلي بعض الملاحظات اليسيرة التي تهوي به وبعلمه ومنشوره في مكان سحيق.
أولا: لقب صاحب المنشور:
لقب صاحب المنشور نفسه بمحدث الحضرة الفاسية، وهو لقب لا يطلقه علماء الحديث إلا على من كان على دراية واسعة، واطلاع كبير على الكثير من الروايات، مع اختلاف بينهم في تحديد معناه اصطلاحا، ولعمري إن هذا الأمر وحده كاف لبيان فساد حال صاحب هذا اللقب، وكساد بضاعته، وفساد طويته.
وسأوجز الرد على هذه الفضيحة العلمية والأخلاقية من خلال النقاط التالية:
1 ـ قوله تعالى: { ولا تزكوا أنفسكم }، وفي هذه الآية أبلغ رد، وبأوجز عبارة.
2 ـ من أعطاه الحق في تلقيب نفسه بهذا اللقب، وكيف يتجرأ على إطلاق وصف "المحدث" على نفسه ؟!
3 ـ لم يسبق لي أن اطلعت على سيرة عالم يصف نفسه بصفات تبرز مواهبه العلمية، بل إنه يظهر علمه للناس ويعرض بضاعته على العلماء وطلبة العلم، ثم يشتهر بينهم بهذا اللقب تدريجيا بعد أن تثبت قدمه في العلم، أما أن يزكي نفسه بهذا الوصف ابتداء، فهذا لا يدل إلا على إفلاس صاحب هذا السلوك، ورغبته في التصدر رغم أنه لا يملك مثقال حبة خردل من علم من ينتقده.
ثانيا: بين الشيخ الألباني ومحدث الحضرة الفاسية:
ذكر الشيخ أبو إسحاق الحويني في كتابه" بذل الإحسان " 2 / 11 : (ولست أنسى ما وقع لي مع شيخنا الإمام حسنة الأيام، ناصر الدين الألباني، حفظه الله، ومتع به، لما أهديته "كتاب البعث" لابن أبي داود، وكان الناشر كتب على لوحة الكتاب "خرج أحاديثه الشيخ الحوينى السلفى"، قال لي: ما هذا؟ وأشار إلى كلمة "الشيخ"، فاعتذرت عنها بأنها ليست من صنعى، فأنكرها علي, ووالله لقد عظم الشيخ بعدها في عيني، وقد كان -قبل- مكانه في القلب كذلك مني، وحسبك أنه مع شهادة النابهين له بالإمامة في هذا الفن، لم يكتب على لوحة كتبه إلا اسمه المجرد، مع أن غيره -ممن قولهم بجانب قوله كصرير باب، أو طنين ذباب، يكتب على كتبه: "تأليف الإمام الحافظ الفقيه الأصولى النظار المجتهد ... " زاعما أنه من التحدث بنعمة الله تعالى ) اهـ.
ثالثا: تلبيس وتشغيب:
صرح في بداية المنشور أنه كان يتحاشى إصدار هذا الحكم خوفا من إفراط أنصاره، وفجور مخالفيه، لكي يظهر نفسه أمام المتتبع بصورة الباحث الموضوعي، لكنه في حقيقة الأمر بعيد كل البعد عن الإنصاف كما سيتبين في ثنايا هذا البحث، حيث يظهر للعيان مدى حقده الدفين على الشيخ رحمه الله.
ثالثا:
 قال محيدث الحضرة الفاسية: (اما الجوانب الاخرى المذهبية فلا داعي الى التطرق إليها ولاسيما اذا عرفنا ان الشيخ الالباني قد صرح بنفسه انه قد خالف منهج والده وسائر علماء ألبانيا والشام في الاعتقاد والسلوك، وهذا كاف بالنسبة لي لتقييم اي شخص من الناحية الاعتقادية والسلوكية ).
قلت: 1 ـ كم يحمل هذا الكلام من حقد دفين على السنة وأهلها.
2 ـ ألم يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم خالف منهج آبائه وأجداده وسائر سادة بلده في الاعتقاد والسلوك ؟، ألم ينظر إلى التاريخ حيث لا تكاد تجد عالما مصلحا إلا خالف ما عليه الآباء والأجداد من ضلال في الاعتقاد وفساد في السلوك ؟، ألم يأت مجدد القرن الأول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ليصحح مسار الأمة بعد أن فسدت سيرة بعض الحكام في زمنه ؟ ...
إن معرفة الحق لا يدرك بكثرة سالكيه، بل يعرف بمدى موافقته لنصوص الشرع قرآنا وسنة، ولسيرة الصحب الكرام في الاعتقاد والسلوك، وغير ذلك ضلال وفساد، وكل من خالف هذا الضلال فهو المجدد الموعود بنص الخبر الصادق من المعصوم.
خامسا:
قال محدث الحسرة الفاسية: (ثم تطورت السلفية الى المعنى الضيق المختزل في اللحية والقميص... حتى تزعمها حامد الفقي وخليل الهراس والقصيمي فنشرا التجسيم والتكفير ووطدا للمذهب الوهابي الذي نشره فيما بعد على القنوات الفضائية الدعاة النجوم... والكلام طويل ) . اهـ.
قلت: لم أنقل هذا الكلام للرد عليه، فإنه يحمل في طياته بذور فنائه، وإنما نقلته لأبين حقده الدفين على السنة وأهلها، ومن كان هذا حاله لاشك أنه لن يكون منصفا في أحكامه التي سيتوصل إليها .

انتهى الجزء الأول من الرد وسأعقبه برد آخر أبين من خلاله تحامل الرجل على الشيخ الألباني، وضعف إحاطته بعلمي الأصول والحديث... فانتظرونا.

شارك المقال:
الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى