إعلان أفقي

الخميس، 6 سبتمبر 2012

ترجمة الإمام الباقلاني

Posted by mounir  |  at  سبتمبر 06, 2012


ترجمة الباقلاني[1]

1 – سيرته
القاضي أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم المعروف بالباقلاني[2]، المالكي الأصول[3]، المتكلم على مذهب الأشعري[4]، والباقلاني بفتح الباء الموحدة وكسر القاف بعد الألف واللام ألف وفي آخرها النون – هذه النسبة إلى باقلا وبيعه[5].
هو الإمام العلامة أوحد المتكلمين، مقدم الأصوليين[6]، كان من أهل البصرة وسكن بغداد[7] فتوفي فيها[8]، وصنف التصانيف الكثيرة المشهورة في علم الكلام وغيره، وكان في علمه أوحد زمانه[9]، إليه انتهت رئاسة المالكيين في وقته: حسن الفقه، عظيم الجدل، وكانت له بجامع المنصور ببغداد حلقة عظيمة[10].
وكان من العلم والفضل بحيث تنازعه الشافعية والحنابلة، فكل يريد أن يشرف به، بل كان إمام الأشاعرة، وقائد الكتيبة في الحرب التي دارت رحاها بين الدولة العباسية والدولة الفاطمية، وكان لقلمه الأثر القوي في تمزيق أباطيل الفاطميين وهزيمتهم أنكر هزيمة[11].
ومن الكلام الجامع النفيس في سيرة أبي بكر، حيث تتبين لنا قيمة هذا الإمام، ومكانته العالية، ومنزلته الرفيعة،  قول ابن عمار الميورقي فيه : « كان ابن الطيب مالكيا، فاضلا، متورعا، ممن لم تحفظ له قط زلة، ولا نسبت إليه نقيصة، وكان يلقب بشيخ السنة، ولسان الأمة، وكان فارس هذا العلم، مباركا على هذه الأمة،قال : وكان حصنا من حصون المسلمين، وما سر أهل البدع بشيء مثل سرورهم بموته»[12].


2 – علومه  
إن أول ما يستوقفني عند الحديث عن علم الباقلاني هو تلك العبارة التي ترددت كثيرا على صفحات المترجمين له، حيث تتفق جميعها في المعنى على كونه : أوحد زمانه في علمه[13].
فابن الطيب إذن، هو إمام مجمع على إمامته، وسعة حفظه، واتساع مداركه، وتنوع علومه، حيث شهد له أقرانه ومعاصروه بعلو شأنه في شتى الفنون، من فقه وأصول ولغة وكلام، قال الخطيب :« فأما الكلام فكان أعرف الناس به، وأحسنهم خاطرا، وأجودهم لسانا، وأوضحهم بيانا وأصحهم عبارة»[14]، وقال عن لغته وفصاحته : « كان أبو محمد البافي يقول : لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أفصح الناس لوجب أن يدفع لأبي بكر الأشعري»[15].
والإمام الباقلاني ممن يضرب المثل بفهمه وذكائه[16]، وسعة محفوظاته وكثرتها، وقدرته الهائلة على استحضارها أثناء التأليف، وعن هذه الصفة المميزة نقل لنا الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد أقوال ثلاثة من الأئمة، يصفون من خلالها هذه القدرة لدى هذا الإمام في الحفظ والاستحضار. وأول هذه الأقوال: قول أبي بكر الخوارزمي : « كل مصنف ببغداد إنما ينقل من كتب الناس إلى تصانيفه، سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس»[17]. والثاني: قول علي بن محمد الحربي المالكي :« كان القاضي أبو بكر الأشعري، يهم بأن يختصر ما يصنفه فلا يقدر على ذلك لسعة علمه وكثرة حفظه،- قال:- وما صنف أحد خلافا إلا احتاج أن يطالع كتب المخالفين غير القاضي أبي بكر، فإن جميع ما كان يذكر خلاف الناس فيه صنفه من حفظه »[18]. ثم الثالث :عن أبي الفرج محمد بن عمران الخلال قال: « وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده وضع الدواة بين يديه، وكتب خمسا وثلاثين ورقة تصنيفا من حفظه»[19].
فإذا كانت للقاضي هذه الطاقة الكبيرة في الحفظ والفهم والإدراك، وهذه القدرة العالية على استحضار آراء وأقوال العلماء على اختلاف مشاربهم، وتنوع مذاهبهم، من ذاكرته دون الرجوع إلى الكتب، فلا نستغرب إذن مما ذكره القاضي عياض عن أبي عبد الله بن سعدون الفقيه : أن سائر الفرق رضيت بالقاضي أبي بكر في الحكم بين المتناظرين[20]، كما لا نتعجب مما نقله عن أبي عمران الفاسي من أنه قال :« رحلت إلى بغداد وكنت قد تفقهت بالمغرب والأندلس عند أبي الحسن القابسي، وأبي محمد الأصيلي، وكانا عالمين بالأصول، فلما حضرت مجلس القاضي أبي بكر، ورأيت كلامه في الأصول والفقه مع المؤالف والمخالف، حقرت نفسي وقلت : لا أعلم من العلم شيئا، ورجعت عنده كالمبتدئ»[21].
بل إن إمام الحرمين وهو من هو في علمي الأصول والكلام، قال عن نفسه:« ما تكلمت في علم الكلام كلمة حتى حفظت من كلام القاضي أبي بكر وحده اثني عشر ألف ورقة »[22]. وما ذلك إلا لقيمة هذا الإمام العلمية، وإلا لما عكف الجويني على مصنفاته حفظا واختصارا.
وإن مما يزيد في بيان سعة علم القاضي، ما وقع له من مناظرات سواء مع مخالفيه من الفرق الإسلامية والكلامية الأخرى، أو مع النصارى حين وجهه عضد الدولة في بعض أسفاره إلى ملك الروم، حيث يتبين للناظر فيها ما يتميز به هذا الإمام من طول النفس وسعة العبارة وتوقد الذهن وسرعة البديهة ودقة الجواب وسلامة التعبير، حتى أن بطرك النصارى أقر بعلمه وأدرك خطره حين سأله الملك بعد انتهاء المناظرات قائلا : ما ترى في أمر هذا الشيطان؟ - يقصد عضد الدولة – قال : تقضي حاجته، وتلاطف صاحبه، وتبعث بالهدايا إليه، وتخرج هذا العراقي من بلدك من يومك – إن قدرت – وإلا لم آمن الفتنة به على النصرانية[23].
3 – مميزاته
لقد تميز القاضي أبو بكر بعدة مميزات جعلته يتبوأ منزلة رفيعة بين أقرانه من علماء عصره، وجعلت قلوب طلبة العلم تتشوف للنيل من بحر علومه التي لا ساحل لها، فقد كان رحمه الله تقيا، دينا، فصيحا، بليغا، طويل النفس، عالي الهمة، قوي العبارة، بارعا في المناظرات، ذكيا، سريع البديهة، بل كان في غاية الذكاء والفطنة كما قال ابن كثير[24]، وجيه الاستنباط سريع الجواب كما قال الزركلي[25].
وفيما يلي عرض لجملة من مميزاته كما وردت متفرقة في كتب السير والتراجم:
أ – تدينه وتقواه
كان رحمه الله ورعا، تقيا، كثير العبادة والتنفل، بعيدا عن مواقع الشبهات، مترفعا عن مواطن الشهوات، كما قال عنه ابن عمار الميورقي :« كان ابن الطيب مالكيا فاضلا، متورعا، ممن لم تحفظ له قط زلة، ولا نسبت إليه نقيصة »[26]، وذكر الخطيب عن محمد بن عمران الخلال أنه كان يقول: « كان ورد القاضي أبي بكر محمد بن الطيب في كل ليلة عشرين ترويحة، ما يتركها في حضر ولا سفر»[27]، وقال الذهبي : قال أبو حاتم محمود بن الحسين القزويني : « كان ما يضمره القاضي أبو بكر الأشعري من الورع والدين أضعاف ما كان يظهره، فقيل له في ذلك : فقال : إنما أظهر ما أظهره، غيظا لليهود والنصارى والمعتزلة والرافضة، لئلا يستحقروا علماء الحق»[28].
فيا الله، أين أمثال هؤلاء العلماء ؛ ورع وتقوى ودين، زهد وعبادة، إخلاص وصدع بالحق ودفاع عن الملة، جهاد بالقلم واللسان، علم وعمل، ظاهر وباطن، قول وفعل، فهل انقرض أمثال هؤلاء ممن يضبطون الأمور ويمنعون الشر من الظهور ؟، أم أنهم عن الناس محجوبون، وفي جنبات الأرض مضطهدون ؟.
ب – اعتزازه بدينه
فمن تمام تدين المرء اعتزازه بدينه، وعدم إظهار الذل والصغار لمن خالف أمر الله ورسوله، كائنا من كان . وكذلك كان القاضي رحمه الله كما ستيبين من خلال هذه النماذج التي سنعرضها.
وقد ذكر القاضي عياض من أخبار الباقلاني حين أرسله عضد الدولة إلى ملك الروم، وما جرى له بين يديه من مناظرات، ما يبين اعتزاز ابن الطيب بدينه، وتشبثه بمبادئه، وعدم خضوعه ولا خنوعه لأعراف القوم التي لا تتناسب مع جوهر الإسلام وروح الشريعة ومقاصد الدين، فكان مما ذكر هناك، أنه قال : « وأخبر الملك بقدومنا، فأرسل إلينا من يلقانا، وقال : لا تدخلوا بعمائمكم حتى تنزعوها، إلا أن تكون منادل لطاف، وحتى تنزعوا أخفافكم، فقلت : لا أفعل ولا أدخل، إلا على ما أنا عليه من الزي واللباس، فإن رضيتم، وإلا فخذوا الكتب تقرؤونها ويرسل بجوابها وأعود بها، فأخبر بذلك الملك، فقال: أريد معرفة سبب هذا وامتناعه مما مضى عليه رسمي مع الرسل، فسئل القاضي عن ذلك، فقال : أنا رجل من علماء المسلمين، وما تحبونه منا ذل وصغار، والله تعالى قد رفعنا بالإسلام، وأعزنا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضا، فإن من شأن الملوك إذا بعثوا رسلهم إلى ملك آخر، أن يرفع أقدارهم لا إذلالهم، لا سيما إذا كان الرسول من أهل العلم، ووضع قدره، انهدام جاهه عند الله وعند المسلمين، فعرف الترجمان الملك بذلك، فقال: دعوه يدخل ومن معه كما يشتهون.
قال القاضي عياض على لسان أبي بكر : فدخلت عليه بنفيس ثيابي، وعمامتي، وطيلساني، فلما وقع بصره علي، أدناني ورفعني فوق الكل، وابتدأني عن شأن كسوتي، فقلت : بهذا الزي ندخل على ملكنا الأعظم، الذي هو تحت يدي أمير المؤمنين، وأدخل بها على سلطاننا الأكرم، الذي أمرنا الله ورسوله بطاعته، فما ينكرون علي هذا، وأنا رجل من علماء المسلمين، فإن دخلت عليك بغير هيأتي، ورجعت إلى حكمك، أهنت العلم ونفسي، وذهب عند المسلمين جاهي، فقال لترجمانه : قل له قد قبلنا عذرك، ورفعنا منزلتك، وليس محلك عندنا مثل محل سائر الرسل، وإنما محلك عندنا محل الأبرار الأخيار»[29].
ومن ذلك أيضا ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد من أن الباقلاني لما ورد مدينة الملك، وعُرِّف هذا الأخير خبرَه، وبُيِّن له محله من العلم وموضعه، فكر الملك في أمره وعلم أنه لا يكفر له إذا دخل عليه، كما جرى رسم الرعية أن تقبل الأرض بين يدي الملوك، ثم نتجت له الفكرة أن يضع سريره الذي يجلس عليه وراء باب لطيف لا يمكن أحدا أن يدخل منه إلا راكعا، ليدخل القاضي منه على تلك الحال، فيكون عوضا من تكفيره بين يديه، فلما وضع سريره في ذلك الموضع، أمر بإدخال القاضي من الباب، فسار حتى وصل إلى المكان، فلما رآه تفكر فيه ثم فطن بالقصة فأدار ظهره، وأدار وجهه حينئذ إلى الملك ! فعجب من فطنته، ووقعت له الهيبة في نفسه[30].
وهذا مشهد آخر من مشاهد قوة القاضي وعزته بإسلامه في حضرة ملك الروم، حيث أرسل إليه دعوة لحضور مائدة الطعام، فما كان من هذا الإمام إلا أن قال لرسوله بكل عزة وأنفة : أنا من علماء المسلمين، ولست كالرسل من سائر الجند وغيرهم، الذين لا يعرفون ما يجب في هذه المواطن عليهم، والملك يعلم أن العلماء لا يعذرون أن يدخلوا في هذه الأشياء وهم يعلمون، وأخشى أن يكون على مائدته من لحوم الخنازير، وما حرمه الله ورسوله على المسلمين، فذهب الترجمان وعاد إليه وقال : يقول لك الملك : ليس على مائدتي ولا في شيء من طعامي شيء تكرهه، وقد استحسنت ما أتيت به، وما أنت عندنا كسائر الرسل، بل أعظم، وما كرهت من لحوم الخنازير، إنما هو خارج عن حضرتي، بيني وبينه حجاب، قال القاضي : فمضيت على كل حال، وجلست، وقدم الطعام ومددت يدي، وأوهمت الأكل ولم آكل منه شيئا، على أني لم أر على مائدته ما يكره[31] .
فلله ذرهم من علماء، اعتزوا بدينهم فأعزهم الله، وذكروه في سرهم وعلانيتهم، فأطال الله ذكرهم وأبقى أثرهم، وورث محبتهم في قلوب المؤمنين إلى يوم القيامة.
ج – براعته في المناظرة
عرف أبو بكر بقوته في المناظرة، وتوسعه في العبارة وسرعته في الرد. قال ابن خلكان :« وكان موصوفا بجودة الاستنباط، وسرعة الجواب، وسمع الحديث، وكان كثير التطويل في المناظرة مشهورا بذلك عند الجماعة، وجرى يوما بينه وبين أبي سعيد الهاروني مناظرة، فأكثر القاضي أبو بكر المذكور فيها الكلام، ووسع العبارة وزاد في الإسهاب، ثم التفت إلى الحاضرين وقال : اشهدوا علي أنه إن أعاد ما قلت لا غير لم أطالبه بالجواب، فقال الهاروني: اشهدوا علي أنه إن أعاد كلام نفسه سلمت له ما قال»[32].
وقد جرت له عدة مناظرات سواء مع الروافض أو المعتزلة أو النصارى أو غيرهم من أصحاب الملل والنحل، ذكرها القاضي عياض في " ترتيب المدارك "، وهي في جملتها تؤكد براعته وطول نفسه في المناظرات، وتبين سعة علمه وإدراكه، وحسن اختياره للألفاظ والمعاني، وجودة ترتيبه للأفكار.
ولأني أدرك تمام الإدراك أن المقام لا يتسع لذكر كل هذه المناظرات وسردها، فقد ارتأيت أن أنقل واحدة منها على سبيل التمثيل لا الحصر، لكونها تعالج موضوعا كلاميا كثر الخوض فيه بين المعتزلة والأشاعرة، والمتمثل في إمكانية تكليف الله الخلق ما لا يطيقون ؟، وذلك لما احتوت عليه من نكت وفوائد قل أن تجدها عند غير القاضي أبي بكر.
وقد وقعت هذه المناظرة في مجلس عضد الدولة مع جماعة من المعتزلة، قال القاضي عياض على لسان الباقلاني وهو يحكي وقائع تلك المناظرة : « وفي المجلس رئيس المعتزلة البغداديين الأحدب، وكان أفصح من عندهم وأعلمهم، وعدد كثير من معتزلة البصرة، أقدمهم أبو إسحاق النصيبي، فقال الأحدب لبعض تلاميذه : سله هل لله أن يكلف الخلق ما لا يطيقون ؟ وكان غرضه تقبيح صورتنا عند الملك، فسأل، فقلت : إن أردتم بالتكليف القول المجرد، فقد وُجد، وذلك أن الله تعالى قال : { قل كونوا حجارة او حديدا}[33] – الآية، ونحن لا نقدر أن نكون كذلك، وقال : { أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين }[34]، - الآيتين، فطالبهم بما لا يعلمون، وقال : { يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون}[35] – الآية، فهذا كله أمر بما لا يقدر الخلق عليه، وإن أردت بالتكليف الذي نعرفه – وهو ما يصح فعله وتركه – فالكلام متناقض، وسؤالك فاسد، فلا تستحق جوابا، لأنك قلت تكليف، والتكليف اقتضاء فعل ما فيه كلفة ومشقة على المكلف، وما لا يطاق لا يفعل بمشقة ولا بغير مشقة، وسكت القائل، وأخذ الكلام الأحدب فقال : أيها الرجل، سئلت عن كلام مفهوم، فطرحته في الاحتمالات، وليس ذلك بجواب، وجوابه إذا سئلت أن تقول: نعم أولا، قال القاضي : فأحفظني[36] كلامه لما لم يوقرني وتوقير الشيوخ، وقلت : يا هذا، أنت نائم ورجلاك في الماء، إنما طرحت السؤال في الاحتمالات، وقد بينت الوجوه المحتملة، فإن كان معك في المسألة كلام فهاته، وإلا تكلم في غيره، فأعاد الكلام الأول، فقال الملك : أيها الشيخ، قد بين وجوه، وليس لك أن تعنت عليه ولا أن تغالط، وما جمعتكم إلا للفائدة لا للمهاترة، ولا لما لا يليق بالعلماء، ثم التفت الملك إلى القاضي فقال له : تكلم على المسألة، فقال القاضي : ما لا يطاق على ضربين ؛ أحدهما ما لا يطاق للاشتغال عنه بضده، كما يقال : فلان لا يطيق التصرف لاشتغاله بالكتابة، وهذا سبيل الكافر، أنه لا يطيق الإيمان لاشتغاله بالكفر، وهو ضده، وإما لعاجز، فما ورد في الشريعة تكليفه، ولو ورد لكان جائزا، وقد أثنى الله تعالى على من سأله أن لا يكلفه ما لا يطيق، فقال تعالى : { ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به }[37]، لأن الله تعالى له أن يفعل في ملكه ما يريد »[38].
د – ذكاؤه وفطنته
إن من أبرز مقومات المناظر المتمرس، ذكاؤه وفطنته وسرعة جوابه ؛ وكذلك كان إمامنا رحمه الله، فلا تكاد تطالع واحدة من مناظراته إلا وتجده حاضر البديهة، متيقظ الذهن، لا يتردد في الجواب، ولا يتلعثم في الكلام.حيث ويتضح ذلك من خلال مجموعة من محاوراته ومجادلاته، ومن بينها تلك المحاورة التي جرت له في مجلس ملك الروم، حين سأله بعض الأساقفة بحضرة ملكهم، فقال : ما فعلت زوجة نبيكم ؟ وما كان من أمرها فيما رميت به من الإفك ؟، فقال مجيبا له على البديهة : هما امرأتان ذكرتا بسوء، مريم وعائشة، فبرأهما الله عزوجل، وكانت عائشة ذات زوج ولم تأت بولد، وأتت مريم بولد ولم يكن لها زوج، يعني أن عائشة أولى بالبراءة من مريم عليها السلام، فإن تطرق في الذهن الفاسد احتمال إلى هذه فهو إلى تلك أسرع، وهما بحمد الله مبرأتان من السماء بوحي من الله عزوجل[39]، فأفحمه[40].
فانظر يا رعاك الله إلى هذا الرد المفحم، والتركيب المنطقي في الحجاج، حيث استطاع أن يرد كيد الكافر في نحره، وأن يجعل قوله يرتد عليه.
وهذا المثال يبين لنا الجانب الأول من جوانب قوة الباقلاني في المناظرات وهو: قوته في ردة فعله، وذلك حينما يسأل فيجيب، أما في المثال الآتي، فسنعرض لمستوى آخر من مستويات الجدال عند الإمام، وذلك حينما نشاهده رحمه الله في حالة الهجوم، حيث يطبق على خصمه من جميع الجهات، فلا يترك له مجالا للفرار، ومن أبرز المواقف التي  يتضح فيها هذا الجانب ذلك السؤال الذي وجهه للبطرك قيم الديانة حيث سأله فقال له : كيف الأهل والولد ؟ فعظم قوله هذا عليه وعلى جميعهم، وتغيروا له، وصلبوا على وجوههم، وأنكروا قول أبي بكر عليه، فقال : يا هؤلاء، تستعظمون لهذا الإنسان اتخاذ الصاحبة والولد، وتربون به عن ذلك، ولا تستعظمونه لربكم عز وجهه، فتضيفون ذلك إليه سوأة لهذا الرأي ؛ ما أبين غلطه، فسقط في أيديهم فلم يردوا جوابا[41].
ولو شئنا أن نتبع نماذج من ذلك في مناظراته، لطال بنا المقام، ولخرجنا عن المقصود من هذا المبحث، لذا سأكتفي بما ذكر، ولمن شاء أن يستفيض فليرجع إليها في مظانها فإنها لا تخلوا من فائدة.
و– رأيه في علماء الحديث
لقد عرف على عامة المتكلمين إعراضهم عن علم الحديث وانتقادهم لأهله والمشتغلين به، وتقليلهم من شأنه، لذلك شاع بينهم رميهم بمصطلح " الحشوية " عند الكثيرين، ورغم أن الباقلاني من زمرة المتكلمين بل هو أحد أئمتهم  إلا أنه قد حُفظ عنه انتصاره لعلماء الحديث ودفاعه عنهم، وإعلاؤه من قدرهم، حيث قال في نكت الانتصار : « وأما قولهم إن السلف من أصحاب الحديث حشوية طغام[42]، فما هو بأول كذبهم وجرأتهم ومن وقف على مصنفات أصحاب الحديث، وما عملوه من الكلام عن مشكله والتدقيق في علله ومعرفة المدلسين من رواته، وكلامهم رحمهم الله على أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ونواهيه وآدابه، وما صنفوه من الكلام في أمرائه وسعاته ونقبائه وكتابه وحجابه، ونقش خاتمه، كل ذلك حفظا منهم لشريعة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى لا يشذ منها شيء.
فمن نظر في مثل هذا في كتبهم علم أن أجهل البرية من نسبهم إلى الجهل والغفلة والتصحيف، وكل من تكلم في الحديث وعلله من المعتزلة على قلة عملهم به فإنما يأخذون ذلك من كتب أصحابنا رحمهم الله، لا من عند شيوخهم ومقدميهم، لأنهم لا بصيرة لأحد منهم في ذلك وليس عند أحد منهم علم بحديث ولا فتوى، فسقط ما قالوه وما توهموه سقوطا ظاهرا »[43].
وهذا بخلاف ما عرف عن إمام الحرمين الجويني من تقليله من قدرهم ووصفهم بأنهم عصبة لا مبالاة بهم في حقائق الأصول، ومن ذلك قوله في " البرهان " : « لو عرض ما ذكرناه على جملة المحدثين لأبوه ... وهم عصبة لا مبالاة بهم في حقائق الأصول.
وإذا نظر الناظر في تفاصيل هذه المسائل، صادفها خارجة في الرد والقبول على ظهور الثقة وانخرامها، وهذا هو المعتمد الأصولي، فإذا صادفناه لزمناه، وتركنا وراءه المحدثين ينقطعون في وضع ألقاب وترتيب أبواب»[44]، لذلك نجده كثيرا ما يذكر لقب الحشوية في "البرهان"، وإن كان محقق الكتاب الدكتور عبد العظيم الديب رحمه الله قد رفض أن يكون المراد بهم عند الجويني أئمة السلف أو أهل الحديث[45] – والله أعلم - .
4 - شيوخه وتلاميذه
 أ – شيوخه :
إن حديثنا عن إمام كالباقلاني يستدعي التعريج على الأئمة والمشايخ الذين أثروا بشكل أو بآخر في صنع هذه الشخصية العلمية الفذة، وتكوين تلك الملكة الفكرية العالية، حيث نجده قد نهل العلم من طائفة من علماء بغداد الكبار منهم :
-                         أبو بكر بن مالك القطيعي ( ت 368 هـ )، وأبو محمد بن ماسي ( ت 369 هـ )، وأبو أحمد الحسين بن علي النيسابوري : وقد أخذ عنهم الحديث[46].
-                         أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مجاهد الطائي ( توفي بعد 360 هـ ) صاحب أبي الحسن الأشعري :أخذ عنه المعقول[47].
-                        أبو بكر بن مجاهد : درس عليه الأصول[48].
-                        أبو بكر الأبهري ( ت 375 هـ ) : درس عليه الفقه[49].
-                         ومن شيوخه أيضا : ابن أبي زيد القيرواني ( ت 368 هـ )[50]، وابن ماهي [51].
ب – تلاميذه :
وكما أن إمامنا الباقلاني رحمه الله قد تأثر بمن سبقه من المشايخ، ونهل من علمهم، واستفاد من أدبهم وعبادتهم، فإنه ولاشك سيؤثر فيمن سيأتي  بعده، خاصة إذا علمنا مكانته العلمية وشهرته بين العامة والخاصة، مما يجعل رؤوس طلبة العلم تشرئب طمعا في التتلمذ على يديه، والاستفادة من العلم الذي لديه.
قال القاضي عياض على لسان أبي ذر الهروي ( ت 434 هـ ) وهو يحكي قصة تتلمذه على أبي بكر الباقلاني : « كان سبب أخذي عن القاضي أبي بكر ومعرفتي بقدره، أني كنت ماشيا ببغداد مع أبي الحسن علي الدارقطني، إذ لقينا شابا، فأقبل الشيخ أبو الحسن عليه وعظمه ودعا له، فقلت للشيخ : من هذا الذي تصنع به هذا، فقال لي : هو أبو بكر بن الطيب، الذي نصر السنة، وقمع المعتزلة، وأثنى علبه. قال أبو ذر : فاختلفت إليه، وأخذت عنه من يومئذ، وأخذ عنه جماعة لا تعد، ودرسوا عليه أصول الفقه والدين والفقه، وخرج منهم الأئمة : أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي ( ت 422 هـ ) ، وعلي بن محمد الحريري ( ت 437 هـ )، وأبو جعفر السمناني ( 444 هـ )، وأبو عبد الله الأزدي، وأبو طاهر الواعظ  ( ت 448 هـ )، ومن أهل المغرب : أبو عمر بن سعدى ( ت 410 هـ )، وأبو عمران الفاسي ( ت 430 هـ ) »[52].
ومن تلاميذه أيضا : الحسين بن حاتم الأصولي[53]، وأبو عبد الرحمان السلمي الصوفي ( ت 412 هـ ) وجماعة من أهل السنة بشيراز[54].ورافع بن نصر أبو الحسن البغدادي (ت 447 هـ) قال السبكي في ترجمته :« وأخذ الأصول عن القاضي أبي بكر »[55].
5 – مكانته العلمية وثناء العلماء عليه
اشتهر أبو بكر الباقلاني بين شيوخه وأقرانه وتلاميذه، حتى صار يضرب المثل بفهمه وذكائه[56]، وكان من الطبيعي أن يتحدث عنه الأئمة من أبناء عصره، الذين شهدوا له بقوة الفهم وسعة الإدراك، وحسن والمناظرة، وتيقظ البديهة، وطلاقة اللسان، ودقة المعاني، وجودة المباني، حتى قال عنه أبو محمد البافي : « لو أوصى رجل بثلث ماله أن يدفع إلى أفصح الناس، لوجب أن يدفع لأبي بكر الأشعري »[57].
وقد ذكرت في المباحث السابقة - خاصة المبحث المتعلق بعلومه - طائفة من أقوال العلماء والأئمة فيه، الذين شهدوا له بالعلم والأدب والدين والتقوى، ومن ذلك قول أبي بكر الخوارزمي : « كل مصنف ببغداد إنما ينقل من كتب الناس إلى تصانيفه، سوى القاضي أبي بكر، فإن صدره يحوي علمه وعلم الناس»[58] . ونحوه قول علي بن محمد بن الحسن الحربي المالكي[59].
وأضيف هاهنا بعض النصوص المدعمة لهذه المكانة العلمية الرفيعة التي يتمتع بها هذا العلم، فمن ذلك ما قاله الميروقي : حسبت تواليف القاضي وإملاءاته، فقسمت على أيام عمره من مولده إلى موته، فوجد أنه يقع لكل يوم منها عشر ورقات أو نحوها[60] . وكذلك ما أورده الذهبي في "سير أعلام النبلاء"، من أن شيخ الحنابلة أبو بكر التميمي، قد أمر مناديا يقول بين يدي جنازته – أي جنازة الباقلاني - : هذا ناصر السنة والدين، والذاب عن الشريعة، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة، ثم كان يزور قبره كل يوم جمعة[61] .
 بل إن الإمام الذهبي جعل ابن الطيب من نظراء أبي الحسن الأشعري حيث قال : «وانتصر لطريقة أبي الحسن الأشعري، وقد يخالفه في مضائق، فإنه من نظرائه، وقد أخذ علم النظر عن أصحابه  »[62]، أضف إلى ذلك ما أورده الخطيب في تاريخ بغداد[63] من أبيات لأبي الحسن علي بن عيسى السكري يمدح القاضي أبا بكر محمد بن الطيب من قصيدة أولها :
يا عتب هل لتعتبـــــي من معتــــــب * * * أم هل لديك لراغب من مرغب
إلى أن قال :
فكأنها من حيـــــــث ما قابلتـــــــــــها * * * شيم الإمام محمــــد بن الطيــــب
اليعربي فصاحـــــــــة وبلاغـــــــــــة * * * والأشعري إذا اعتزى للمذهــــب
قاضي إذا التبس القضاء على الحجـى * * * كشفت له الآراء كـــــل مغيـــــب
لا يستريح إذا الشكـــوك تخالجـــــــت * * * إلا إلى لــب كريـــم المنصــــــب
وصلته همتـــه بأبعــــد غايــــــــــــــة * * * أعيى المريد لها سبيل المطلــــب
أهدى له ثمر القلـــــوب محبــــــــــــه * * * وحباه حسن الذكر مـــن لم يحبـب
مازال ينصر دين أحمد صادعـــــــــا * * * بالحق، يهدي للطريق الأصـــوب
إلى أن قال في آخرها :
يا سيدا زرع القلــــــــــوب مهابــــة * * * تسقى بماء محبة لـــم تنضــــب
آنستني فآنست منـــــك بشيمـــــــــة * * * بيضاء تأنف بالثنــــاء الأطيـــب
فعجزت في وصفك غير مقصـــــر * * * ونطقت في مدحك غير مكــــذب
فاسلم– سلمت من الزمان وصــرفه-* * * فلأنت أمرع من ربيع المخضـب
فإذا سلمت لنا فأيـــة نعمــــــــــــــة * * * لم نعطها ؟ وأي بلية لم تسلـــــب؟
وقال عنه ابن تيمية في الفتاوى : ( هو أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله، لا قبله ولا بعده )[64]، وذلك لكونه أثبت بعض الصفات - التي ينكرها عامة المتكلمين - كالوجه واليد والاستواء على مذهب السلف.
وقال الإمام الذهبي – وهو من هو في استقصائه لأحوال الرجال - :«  فهذا النفس نفس هذا الإمام، وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل ؟»[65].
إن هذه الأقوال التي تم نقلها هنا مع غيرها مما سبقت الإشارة إليه في مباحث قد مضت، لتبين لنا مكانة هذا العَلم عند العلماء والأئمة، فلا غرو إذن أن نجد كتب التراجم والسير قد أجمعت على إمامته وِرفعة شأنه[66]، وأطبقت على شهرته وعلو نجمه، حتى شهد له بذلك القاصي والداني، والقريب والبعيد، والصديق والعدو[67]، فأي شأن أعظم من هذا الشأن، وأي منصب أعلى من هذا المنصب، حتى إنه لا يكاد يخلو كتاب من كتب الأصول إلا ويسرد آراء الباقلاني، ويذكر ترجيحاته واستدلالاته، وما الكتاب موضوع الدراسة – البرهان للجويني – إلا خير دليل على ما قيل، ففيه من النقول عن أبي بكر ما يمكن جمعه في سفر كامل، فما من مسألة ولا مبحث إلا وتجد فيه شخصية هذا الإمام حاضرة بقوة.
6 – مؤلفاته  
لقد عرف ابن الطيب بكثرة تآليفه وإملاءاته، يدل على ذلك ما نقله الخطيب البغدادي سماعا عن أبي الفرج محمد بن عمران الخلال، قال : « كان ورد القاضي أبي بكر محمد بن الطيب في كل ليلة عشرين ترويحة، ما يتركها في حضر ولا سفر، قال : وكان كل ليلة إذا صلى العشاء وقضى ورده، وضع الدواة بين يديه وكتب خمسا وثلاثين ورقة تصنيفا من حفظه، وكان يذكر أن كتبه بالمداد أسهل عليه من الكتب بالحبر، فإذا صلى الفجر دفع إلى بعض أصحابه ما صنفه في ليلته وأمره بقراءته عليه، وأملى عليه الزيادات فيه «[68]. وعليه، فلا نستغرب إذا من قول الميورقي الذي سبق ذكره قريبا : «حسبت تواليف القاضي وإملاءاته، فقسمت على أيام عمره من مولده إلى موته، فوجد أنه يقع لكل يوم منها عشر ورقات أو نحوها »[69] .
 فهو إذن من المكثرين من  التأليف، وإن كانت مصنفاته لم تصل إلينا كاملة لحد الآن، حيث لم يطبع منها إلا حوالي ست كتب فقط، من بين أكثر من خمسين مصنفا ذكرها القاضي عياض في ترتيب المدارك[70].وهي كالتالي :
1 - كتاب الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة : أنظر تاريخ الأدب العربي لكارل بروكلمان 4 / 52 . وقال هناك : ذكره ابن تيمية في الفتاوى 1 /452 . وتاريخ التراث العربي لفؤاد سزكين الجزء الرابع من المجلد الأول ص : 51. بعنوان : « كتاب الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والديانة »، وقال : أفاد منه ابن تيمية في كتاب العقيدة الحموية الكبرى ص : 422. وابن القيم الجوزية في كتاب " اجتماع الجيوش الإسلامية" ص : 120-121.وابن عماد في كتابه شذرات الذهب 3/169-170. قلت: وقد ذكره الذهبي في كتابه "العلو للعلي الغفار"، حيث قال : « قال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب البصري الباقلاني – الذي ليس في المتكلمين الأشعرية أفضل منه مطلقا – في كتاب "الإبانة" من تأليفه »[71]. وكذا ابن تيمية في الفتاوي 5/98.
2 - كتاب الاستشهاد .
3 - كتاب الكفار المتأولين وحكم الدار: ذكره عبد القاهر التميمي )469هـ( في الفَرق بين الفِرق بعنوان : "إكفار المتأولين"، حيث قال في معرض حديثه عن النظَّام :« وللقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الأشعري رحمه الله كتاب كبير في نقض أصول النظَّام، وقد أشار إلى ضلالاته في كتاب " إكفار المتأولين"»[72].
4 - التعديل والتجريح.
5 - التمهيد : واسم الكتاب الكامل : "تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل"، وهو من كتب الباقلاني المطبوعة، ألفه لابن عضد الدولة بعد أن دفعه إليه الملك ليعلمه مذهب أهل السنة –أنظر ترتيب المدارك 7 / 57 . وقد  ذكره بروكلمان في تاريخ الأدب العربي 4 / 51، وقال : " وهو توجيه إلى معارضة مختلف الملحدين وغير المؤمنين"، ورضا كحالة في معجم المؤلفين 10/110. وفؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي 1/4/50 بعنوان : " التمهيد في الرد على الملحدة المعطلة والرافضة والخوارج والمعتزلة" وقال : " له شرح بعنوان التسديد في شرح التمهيد " للقاضي عبد الجليل بن أبي بكر الربعي . قلت : وقد ذكره الذهبي في كتاب العلو للعلي الغفار بعد أن جاء بقول له من الإبانة فقال : « وقال مثل هذا القول في كتاب " التمهيد "»[73]، كما وضعه صاحب كتاب " الباقلاني وكتابه إعجاز القرآن : دراسة تحليلية نقدية " الدكتور عبد الرؤوف مخلوف في زمرة مصنفات الباقلاني التي لم يذكرها القاضي عياض[74] وهووهم منه حيث إن القاضي قد ذكرها كما ترى . وذكره أيضا ابن تيمية في الفتاوى 5/99.
6 - شرح اللمع.
7 - الأمانة الكبيرة : ذكره فؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي 1/4/51 بعنوان الإمامة الكبيرة وقال : " أفاد منه ابن حزم في كتابه الفصل 4/225. قلت : وقد ذكره الباقلاني نفسه في التقريب والإرشاد 2/180-181 حيث قال : « وقد أوضحنا صحة هذه في الكلام في فدك، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث في كتاب الإمامة بما يغني الناظر فيه ».
8 - الأمانة الصغيرة : ولعل الصواب : الإمامة الصغيرة.
9 - شرح أدب الجدل.
10 -الأصول الكبير في الفقه.
11 - الأصول الصغير.
12 - مسائل من الأصول.
13 - أمالي إجماع أهل المدينة : ولعل هذا الكتاب هو الذي يقصده الباقلاني بقوله في "التقريب" 2/169 : « وقد قلنا في مواضع من الأمالي وغيرها إن الشبه أن لا يجزئ »، وذلك في معرض حديثه اقتضاء الأمر إجزاء المأمور به أم لا ؟.
14 - فضل الجهاد.
15 - المسائل.
16 - المجالسيات المشهورة.
17 - كتاب على المتناسخين.
18 - كتاب الحدود على أبي طاهر محمد بن عبد الله بن القاسم.
19 - كتاب على المعتزلة فيما اشتبه عليهم من تأويل القرآن.
20 - كتاب المقدمات في أصول الديانات في أن المعدوم ليس بشيء.
21 - نصرة العباس وإمامة نبيه في المعجزات – وهو جواب أهل استيجاب- .
22 - المسائل القسطنطينية.
23 - الهداية – وهو كتاب كبير- وعنوانه الكامل " هداية المسترشدين في الكلام" : ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون 6/48 . ورضا كحالة في معجم المؤلفين 10/109 . وفؤاد سزكين في تاريخ التراث العربي 1/4/50 . وقال في ص : 50 من نفس المجلد : « وله مختصر بعنوان " تخليص الكفاية من كتاب الهداية " لمحمد بن أبي الخطاب بن خليل الإشبيلي».
24 - جواب أهل فلسطين.
25 - البغداديات.
26 - النيسابوريات.
27 - الجرجانيات.
28 - مسائل سأل عنها ابن عبد المومن.
29 - الإصبهانيات.
30 - التقريب والإرشاد في أصول الفقه – كتاب كبير- : وهو مطبوع بتحقيق : الدكتور عبد الحميد بن علي أبو زنيد . قال عنه الزركشي : « وكتاب "التقريب والإرشاد" للقاضي أبي بكر، وهو أجل كتاب صنف في هذا العلم مطلقا»[75]. وقد ذكره إمام الحرمين في موضعين من "البرهان"، الأول منهما في معرض رده على القاضي في إبطال قياس الشبه حيث قال : « وعضد القاضي في "التقريب" هذه الطريقة بمناظرات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفرائض »[76]، والثاني عند كلامه عن الفنون التي يحتاجها المفتي إذا أراد أن يقلد غيره[77]، كما قام رحمه الله بتلخيصه في كتاب سماه : " التلخيص في أصول الفقه" وهو مطبوع .
31 - نقد النقد على الهمذاني – كتاب كبير-: أو نقض النقض على الهمذاني ذكره صاحب كتاب " الباقلاني وكتابه إعجاز القرآن : دراسة تحليلية نقدية " الدكتور عبد الرؤوف مخلوف في زمرة مصنفات الباقلاني التي لم يذكرها القاضي عياض أيضا[78]، وهووهم منه لأنه ذكره في ترتيب المدارك 7/69.
32 - المقنع في أصول الفقه.
33 – الانتصار للقرآن : وفي تاريخ الأدب العربي لبروكلمان 4/52 " الاستبصار في القرآن"، وفي كشف الظنون 6/48. وتاريخ التراث العربي 1/4/50 بعنوان : " الانتصار لنقل القرآن" ولعله هو الصواب لما سيأتي من نقل عن المازري، وقد قال فؤاد سزكين هناك : ذكره ابن حزم في الفصل 4/218-221.
قلت : وقد ذكره الجويني في البرهان عندما كان يتحدث عن نقل القرآن فقال : « ولا ينبغي أن ينسبنا الناظر والمنتهي إلى هذا المقام إلى تقصير فيما يتعلق بمحل الإشكال في نقل القرآن العظيم، فإنه قطب عظيم، لم يشف القاضي فيه الغليل في كتاب "الانتصار" وإن عد ذلك من أجل مصنفاته »[79]، وذكره أيضا المازري في شرحه للبرهان المسى ب " إيضاح المحصول من برهان الأصول " حيث قال : « وقد بسط القاضي ابن الطيب الكلام على خلافه هذا في كتابه المترجم ب " الانتصار لنقل القرآن " »[80]،  والكتاب اختصره أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصيرفي وسماه : " نكت الانتصار لنقل القرآن" بترتيب عبد الجليل بن أبي بكر الصابوني، وقد طبع بتحقيق : د. محمد زغلول سلام .
34 - دقائق الكلام : ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 2/1790 باسم " دقائق الحقائق".
35 – الكرامات : في تاريخ الأدب العربي 4/51 "كتاب البيان عن الفرق بين المعجزات والكرامات والحيل والكهانة والسحر والنرنجيات" وكذا في تاريخ التراث العربي 1/4/50.
قلت : وقد ذكره الباقلاني في " التقريب والإرشاد " 1/438-439 بعنوان : " الفرق بين معجزات الرسل وكرامات الأولياء "، فقال :« وقد تقصينا الكلام في هذه الفصول وفي أحكام الرسل، وما يختص بهم، وما يجوز عليهم من المعاصي وغيرها، وما يمتنع في صفاتهم، وما يلزم المكلف العلم بصدقهم، في كتاب : " الفرق بين معجزات الرسل وكرامات الأولياء " ».
36 - نقض الفنون للحافظ.
37 - تصرف العباد والفرق بين الخلق والاكتساب.
38 - الأحكام والعلل.
39 - كتاب الدماء التي جرت بين الصحابة.
40 - كتاب البيان عن فرائض الدين وشرائع الإسلام ووصف ما يلزم من[81] جرت عليه الأقلام من معرفة الأحكام.
41 - مختصر التقريب والإرشاد الأصغر، وله الأوسط .
42 - وكتاب مناقب الأئمة : كشف الظنون 6/48. ومعجم المؤلفين 10/109. وتاريخ الأدب العربي 4/52. وفي تاريخ التراث العربي 1/4/ بعنوان " مناقب الأئمة ونقض المطاعن على سلف الأمة".
43 - وكتاب التبصرة : ذكره ابن كثير في البداية والنهاية 2/1790.
44 - وكتاب رسالة الحرة : وقد جزم السيد أحمد صقر في مقدمة تحقيقه لإعجاز القرآن للباقلاني أن كتاب الحرة هو نفسه الكتاب المطبوع باسم " الإنصاف فيما يجب اعتقاده ولا يجوز الجهل به " حيث قال : « ومبلغ علم الباحثين عنه أنه من كتب الباقلاني المفقودة التي لا يعرفون موضوعها، ولا يفقهون معنى تسميتها، ومن أعجب العجب أن الكتاب موجود بين أيديهم، مطبوع يقرؤون فيه ! لكنه يحمل اسما آخرا لم يضعه له الباقلاني وهو" الإنصاف" الذي طبع بالقاهرة سنة 1369هـ  بتحقيق المرحوم الشيح محمد زاهد الكوثري.
وإني لأقطع بأن كتاب " الإنصاف" هذا إنما هو في حقيقة الأمر كتاب "رسالة الحرة"، وأن ذلك الاسم الذي طبع به، اسم دخيل عليه، قد وضع على نسخة المخطوطة المحفوظة بدار الكتب المصرية.
والذي دفعني إلى ذلك القطع، قول الباقلاني في أول مقدمته :« أما بعد، فقد وقفت على ما التمسته "الحرة" الفاضلة الدينة – أحسن الله توفيقها – لما تتوخاه من طلب الحق ونصرته، وتنكب الباطل وتجنبه...».
وقول الباقلاني هذا يدل دلالة قاطعة أنه يقدم لرسالة الحرة، لا لكتاب "الإنصاف"، ولست أدري كيف مر محقق الكتاب على هذا الكلام دون أن ينتبه لدلالته الناطقة باسمه، مع علمه بأن القاضي عياضا قد ذكر "رسالة الحرة" ضمن مؤلفات الباقلاني ولم يذكر "الإنصاف" !!»[82]. كما استدل أيضا بنص نقله ابن القيم في كتاب " الجيوش الإسلامية " نسبه للباقلاني في الرسالة المذكورة، فوجده في كتاب الحرة المسمى  بالإنصاف[83]. وهذا ما ذهب إليه الدكتور عبد الرؤوف مخلوف أيضا تبعا لأحمد صقر، حيث قال بعد أن ذكر كتاب "الإنصاف في أسباب الخلاف" : وهو مخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم 723 علم الكلام، والتحقيق أنه هو" رسالة الحرة " الذي تقدم ذكره[84]، وهذا المصنف نفسه هو الذي ذكره كل من بروكلمان[85] وفؤاد سزكين[86] باسم" الإنصاف في أسباب الخلاف".
45 - وكتاب رسالة الأمير.
46 - وكتاب كشف الأسرار في الرد على الباطنية : كشف الظنون 6/48، ومعجم المؤلفين 10/109، وتاريخ الأدب العربي 4/52، وتاريخ التراث العربي 1/4/51، وقال مؤلفه هناك : أفاد منه ابن حزم في كتابه الفصل 4/222، كما قال عنه ابن كثير في البداية والنهاية أنه من أحسن مؤلفات الباقلاني[87]، وقد ذكره ابن تيمية في الفتاوى فقال : « وذكر القاضي أبو بكر الباقلاني وغيره من كشف أسرار الباطنية وهتك أستارهم »[88].
47 - وكتاب إعجاز القرآن : كشف الظنون 6/48، ومعجم المؤلفين 10/109، وتاريخ الأدب العربي 4/51، وتاريخ التراث العربي 1/4/49. وقد ذكره رحمه الله في " التقريب والإرشاد " 2/89،  وهو مطبوع .
48 - وكتاب في إمامة بني العباس.
وقد أضاف فؤاد سزكين[89] كتابين آخرين هما :
49 - كتاب معارف الأخيار في تأويل الأخبار، وقال : ونسبة هذا الكتاب للباقلاني مشكوك فيها، وربما كان هذا الكتاب لأبي بكر بن فورك.
50 - وكتاب سؤالات أهل الرأي عن الكلام في القرآن العزيز.
كما أضاف حاجي خليفة[90]  كتابين آخرين هما :
51 - الملل والنحل.
52 - ونهاية الإيجاز في رواية الإعجاز.
53 - وهناك كتاب للباقلاني في الرد على النظام ذكره عبد القاهر البغدادي التميمي في الفرق بين الفرق حيث قال : « وللقاضي أبي بكر محمد بن الطيب الأشعري رحمه الله كتاب كبير في "نقض أصول النظام[91]، وقد ذكر القاضي عياض كتابين يحملان صدر هذا العنوان هما : " نقض النقض للهمذاني" و"نقض الفنون للحافظ"، ولا أعلم هل هو أحد هذين الكتابين أم لا؟؟
54 - كما ذكر الذهبي في كتابه " العلو للعلي الغفار" مصنفا آخر للقاضي يحمل عنوان :" الذب عن أبي الحسن الأشعري"[92].
55 – وذكر الباقلاني في " التقريب والإرشاد " 1/407 كتابا له بعنوان " تعريف عجز المعتزلة عن إثبات دلائل النبوة وصحتها على مذهب المثبتة "، ولا أدري هل هو كتاب مستقل أم  أنه نفسه المذكور برقم 19.

7 – وفاته ورثاء الناس له :

بقي الإمام الباقلاني على هذا الحال، مجاهدا منافحا عن دين الله، حيث كان رحمه الله سيفا على المعتزلة والرافضة والمشبهة[93]، وكان حصنا من حصون المسلمين[94]، حتى وافته المنية في يوم السبت لسبع بقين من ذي القعدة سنة ثلاث وأربعمائة[95]ببغداد[96]، وقد صلى عليه ابنه الحسن ودفن بداره بدرب المجوس من نهر طابق، ثم نقل بعد ذلك فدفن في مقبرة باب حرب[97]، وكانت جنازته مشهودة[98]، وما سر أهل البدع بشيء مثل سرورهم بموته[99].
ومما رثي به القاضي رحمه الله :
أنظر إلى جبل تمشي الرجال بـــه * * * وانظر إلى القبر ما يحوي من الصلف
وانظر إلى صارم الإسلام منغمدا * * * وانظر إلى درة الإسلام في الصدف[100].



[1]  - تجد له ترجمة في : تاريخ بغداد 3/364-369 . وترتيب المدارك 7 / 44-70. ووفيات الأعيان 4 / 269-270 . وسير أعلام النبلاء 17 / 190- 193.والعبر في خبر من غبر 2 / 207.والأنساب للسمعاني 2 / 51-52. وكشف الظنون 6 / 48 . والنجوم الزاهرة 4 / 234. والأعلام للزركلي 6 / 176. واللباب في تهذيب الأنساب لابن الأثير الجزري 1 / 112. والوافي بالوفيات 3 / 177. والديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب لابن فرحون المالكي 2 / 228 – 229 . والفتح المبين في طبقات الأصوليين لعبد الله مصطفى المراغي ص: 221 – 223.
[2]  - وفيات الأعيان 4 / 269.
[3]  - العبر في خبر من غبر 2 / 207.
[4]  - تاريخ بغداد 3/364.
[5]  - الأنساب للسمعاني 2 / 51.
[6]  - سير أعلام النبلاء 17 / 190.
[7]  - ترتيب المدارك 7 / 44.
[8]  - الأعلام للزركلي 6 / 176.
[9]  - وفيات الأعيان 4 / 269.
[10]  - ترتيب المدارك 7 / 45.
[11]  - الفتح المبين في طبقات الأصوليين ص : 221.
[12]  - ترتيب المدارك 7 / 45.
[13]  - قال عنه القاضي عياض في ترتيب المدارك 7 /44 : « إمام وقته». وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان 4 / 269 : « وكان في علمه أوحد زمانه «. وقال الذهبي في العبر 2 / 207 : « أوحد وقته في فنه». وقال الأتابكي في النجوم الزاهرة 4 / 234 :» وكان في وقته أوحد زمانه». وقال الصفدي في الوافي بالوفيات 3 / 177 :» وكان في فنه أوحد زمانه».
[14]  - تاريخ بغداد 3/364.
[15]  - المصدر نفسه 5 / 380. وترتيب المدارك 7 / 48.
[16]  - سير أعلام النبلاء 17 / 190.
[17]  - تاريخ بغداد 3/366. وترتيب المدارك 7 / 47.
[18]  - المصدران نفساهما.
[19]  - تاريخ بغداد 3/366.
[20]  - ترتيب المدارك 7 / 45.
[21]  - ترتيب المدارك 7 / 46-47.
[22]  - طبقات الشافعية للسبكي 5 / 185.
[23]  - ترتيب المدارك 7 / 68.
[24]  - البداية والنهاية 2/1790.
[25]  - الأعلام للزركلي 6 / 176.
[26]  - ترتيب المدارك 7 / 45.
[27]  - تاريخ بغداد 3/366. وانظر الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب 2 / 228.
[28]  - سير أعلام النبلاء 17 / 192.
[29]  - ترتيب المدارك 7 / 60 – 61.
[30]  - تاريخ بغداد 3/365-366، وترتيب المدارك 7 / 61 – 62. وسير أعلام النبلاء 17 / 191.والبداية والنهاية 2/1790. والأنساب للسمعاني 2 / 51 – 52.
[31]  - ترتيب المدارك 7 / 62 – 63، بتصرف يسير.
[32]  - وفيات الأعيان 4 / 269.
[33]  - سورة الإسراء، الآية 50.
[34]  - سورة البقرة، الآية 31.
[35]  - سورة القلم، الآية 42.
[36]  - أحفظه : أي أغضبه ( المعجم الوسيط 1/185 ).
[37]  - سورة البقرة، الآية 286.
[38]  - ترتيب المدارك 7 / 53 – 63.وانظر مناظراته الأخرى التي جرت له في مجلس عضد الدولة وملك الروم وأيضا مع ابن المعلم شيخ الرافضة 7 / 50 – 68.
[39]  - البداية والنهاية 2/1790
[40]  - سير أعلام النبلاء 17 / 192.
[41]  - ترتيب المدارك 7 / 68. وانظر سير أعلام النبلاء 17 / 191 – 192.
[42]  - الطَّغام : أرذال الناس وأوغادهم ( المعجم الوسيط 2/558 ).
[43]  - نكت الانتصار لنقل القرآن : 424-425.
[44]  - البرهان 1/416.
[45]  - البرهان 1/98 حاشية المحقق.
[46]  - تاريخ بغداد 3/364.
[47]  - سير أعلام النبلاء 17 / 191.
[48]  - ترتيب المدارك 7 / 44 .
[49]  -  المصدر نفسه.
[50]  - الفتح المبين في طبقات الأصوليين لعبد الله مصطفى المراغي ص: 221.
[51]  - ترتيب المدارك 7 / 44.
[52]  - ترتيب المدارك 7 46.
[53]  - سير أعلام النبلاء 17 / 191 .
[54]  - ترتيب المدارك 7 / 57 .
[55]  - طبقات الشافعية الكبرى للسبكي 4/378.
[56]  - كما ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء 17 / 190.
[57]  - تاريخ بغداد 3/366. وترتيب المدارك 7 / 48. وسير أعلام النبلاء 17 / 192 .
[58]  - تاريخ بغداد 3/366. وترتيب المدارك 7 / 47 . وسير أعلام النبلاء 17 / 192 .
[59]  - أنظر تاريخ بغداد 3/366. وترتيب المدارك 7 / 47 . وسير أعلام النبلاء 17 / 191 .
[60]  - ترتيب المدارك 7 / 49.
[61]  - سير أعلام النبلاء 17 / 193.
[62]  - سير أعلام النبلاء 17 / 190.
[63]  - تاريخ بغداد 3 / 367-369.
[64]  - مجموع الفتاوى 5/98.
[65]  - مختصر العلو للعلي الغفار للإمام الذهبي – اختصره العلامة محمد ناصر الدين الألباني – ص : 259.
[66]  - وقد سبق نقل أقوال الأئمة المترجمين له والتي تجمع على كونه إمام وقته وأوحد زمانه في علمه – أنظر ص : 20.
[67]  - من ذلك شهادة النصارى له واعترافهم بعلمه وقوة حجته بعد المناظرات التي جرت بينه وبين علمائهم في حضرة ملك الروم .كما سبق التنصيص على ذلك في الصفحات السابقة أثناء حديثنا عن علومه . ( انظر ترتيب المدارك 7 / 68 ).بل إن سائر الفرق رضيت بالقاضي أبي بكر في الحكم بين المتناظرين .( أنظر ترتيب المدارك 7 / 45 ).
[68]  - تاريخ بغداد 3/366 . وترتيب المدارك 7 / 48 . وسير أعلام النبلاء17 / 191 .
[69]  - ترتيب المدارك 7 / 49
[70]  - ترتيب المدارك 7 / 69 – 70 .
[71]  - مختصر العلو للعلي الغفار للإمام الذهبي،-  اختصره العلامة محمد ناصر الدين الألباني – ص : 258 .
[72]  - الفرق بين الفرق ص : 94.
[73]  - مختصر العلو للعلي الغفار ص : 258.
[74]  - الباقلاني وكتابه إعجاز القرآن : دراسة تحليلية نقدية ص : 121.
[75]  - البحر المحيط في أصول الفقه لبدر الدين الزركشي 1/8.
[76]  - البرهان  في أصول الفقه لإمام الحرمين الجويني 2/569.
[77]  - البرهان في أصول الفقه 2/877.
[78]  - الباقلاني وكتابه إعجاز القرآن : دراسة تحليلية نقدية ص : 121.
[79]  - البرهان في أصول الفقه 1/428.
[80]  - إيضاح المحصول من برهان الأصول : 439.
[81]  - هكذا في ترتيب المدارك ولعل الصواب « ممن ».
[82]  - إعجاز القرآن للباقلاني / مقدمة المحقق ص : 45-46.
[83]  - المصدر نفسه ص :47.
[84]  - الباقلاني وكتابه إعجاز القرآن ص : 120.
[85]  -تاريخ الأدب العربي 4/52.
[86]  - تاريخ التراث العربي 1/4/50.
[87]  - البداية والنهاية 2/1790.
[88]  - الفتاوى 5/558-559.
[89]  - تاريخ التراث العربي 1/4/51.
[90]  - كشف الظنون 6 / 48.
[91]  - الفرق بين الفرق ص : 94.
[92]  - مختصر العلو للعلي الغفار: 258-259.
[93]  - سير أعلام النبلاء17 / 193 .
[94]  - ترتيب المدارك 7 / 45 .
[95]  - تاريخ بغداد 3 / 369 . وترتيب المدارك 7 / 49.ووفيات الأعيان 4 / 269  . وسير أعلام النبلاء17 / 193. والأنساب للسمعاني2 / 52 . قال القاضي عياض عن تاريخ وفاته:« حكاه الخطيب، ووجدت عن غيره سنة أربع، أيام بهاء الدولة، والخليفة القادر بالله، وهذا خطأ، والأول هو الصحيح» ترتيب المدارك7 / 49 .
[96]  - وفيات الأعيان 4 / 270 . والعبر في أخبار من غبر2 / 207 .
[97]  -  تاريخ بغداد 3/369.
[98]  - سير أعلام النبلاء 17 / 193 .
[99]  - ترتيب المدارك 7 / 45 .
[100]  - تاريخ بغداد 3/369. وترتيب المدارك 7 / 49. ووفيات الأعيان 4 / 270. وسير أعلام النبلاء17 / 192.والأنساب للسمعاني 2 / 52.

الكاتب

اسم الكاتب هنا ..

0 التعليقات:

المتابعون

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الرجوع للأعلى